زينب كباشي عيسى
البشرية منذ عهود سحيقة قد اتخذت من المرأة أعلى صورة للعدالة بل بعض المجتمعات نصبتها آلهة.
فالمرأة تمثل نصف المجتمع ولا يمكن لمجتمع أن يتقدم مالم تحظي المرأة فيه بعدالة وقيمة اجتماعية كاملة بلا تمييز أو تهميش او اقصاء في جميع المجالات .
فتنمية الموارد البشرية تعتمد وترتكز علي رفع مستوي الوعي والتعليم والتأهيل للمراة.
ان العامل الأساسي والاهم في صنع المكانة والثقل والقوة والثروة والنفوذ هو التعليم وجودته ومعدلات تطويره، فلا يمكن تحقيق تقدم دون (تعليم) وإنفتاح على مراكز العلم والثقافة في العالم .
فالتعليم هو بلا شك صناعة المستقبل وركيزته الأساسية لخلق القوة والثروة والنفوذ والقدرة على التأثير .
تأتي بعد ذلك قضايا تتعلق بطبيعة المجتمعات والعزيمة والرغبة في التطوير والانفتاح على المتغيرات والمساواة بين الرجل والمرأة .
فتقييم ميزانيات الدولة ومايخصص للتعليم والاهتمام بالمراة والطفل فيها هي احد المؤشرات الرئيسية للتعرف على توجهات تلك الدول وسياساتها .. وماهية آفاق إحترام حقوقها ، كما تبين حظوظها في مجالات التعليم والعمل ونسبة مشاركتها في الحياة السياسية والثقافية والعلمية ، ومدى تفاعل المجتمع ووعيه بحقوق المرأة واستعداده للتعاون والاستفادة من خبراتها دون محاولة فرض أنماط ثقافية او نوعية او حتى دينية عليها ،.
إن التنميه الشاملة لايمكن ان تحدث في مجتمعنا دون مشاركة فعالة من المرأة … اذ نؤكد ان المرأه مواطنة أصيلة في المجتمع لها نفس الحقوق والواجبات ،.
و برنامجنا يقوم على تبني مشاريع لتعزيز وضع المرأة في المجتمع وجعلها متساوية في الحقوق مع الرجل ، وذلك بعمل خطط وبرامج آنية و مستقبلية من خلال العمل على محو الامية بين النساء وخصوصا في مناطق الهامش والحروب، والعمل علي اعادة التأهيل النفسي والمعنوي والعلمي لهولاء النسوة، وكذلك دعم المشاركة السياسية للمرأة واشراكها في وضع السياسات والخطط والبرامج وصياغة التشريعات .
ان الاسرة هي اساس المجتمع وتشكل المرأة والطفل عمادها الرئيسي مما يستوجب المحافظة والاهتمام اللازم بهما لبناء مجتمع سليم ومعافي وخلاق .
إن العمل علي ازالة مختلف أشكال التمييز ضد المرأة وتعديل القوانيين التي تتعارض مع الدستور والتشريعات الدولية لحقوق المرأة و ضرورة الالتزام بالمواثيق الخاصه بحقوقها وتضمينها في القوانين الوطنية و التمسك بحقوق المواطنة والواجبات المتساوية بين الرجال والنساء وتمثيل المرأة في كافة الاصعدة ومواقع صنع واتخاذ القرار بما يحقق العدالة الاجتماعية كما ونوعا ووضع برامج عاجلة لمعالجة العادات والممارسات السلبية التي تعمل على تهميش واقصاء المرأة ومحاربة كافة اشكال العنف ضدها ، و سوف يركز برنامجنا على انشاء صندوق للمنح الدراسية والمالية الخاصة لتعليم الفتيات من الأسر ذات الموارد المحدودة والنساء في مناطق الحروب والنزاعات ( التمييزالايجابي). وانشاء دور الرعاية للاطفال المشردين وفاقدي الابوين وذوي الاحتياجات الخاصه نتيجة الحروبات والتهجير والنزوح وغيرها من المسببات التي تكثر في وطننا، و القضاء على كل العادات الضارة التي تؤثر على الصحه الإنجابية والنفسية كالختان والزواج المبكر..
ان التقدم في المجتمعات هو ( مركب)لايتجزأ و لا يمكن أن يقتصر على الرجال فقط دون النساء الأمر الذي يستدعى الاقتناع بضرورة الغاء اشكال التمييز والتفرقة القائمة ضد المرأه في العديد من المجالات والتي ترجع في غالبية الحالات لموروثات ثقافية وتقاليد إجتماعية لم تعد صالحة في عالم اليوم،.