ايليا كوكو
لاشك يعد الطيب مصطفي صفحة و حقبة مظلمة من تاريخ التمييز العنصري البغيض في السودان فهو من كرس للعنصرية و الجهوية و هو من دشن لأنفصال الجنوب بذبح الثور الاسود .
برحيل هذا الرجل المسمي او المدعو بالطيب مصطفي تطوي صفحة من صحف الابرتهايد و تطوي حقبة من حقب التمييز العنصري الفاشي في السودان .
فقد اشتهر هذا الرجل البغيض و احسبه من شذاذ الافاق بالغلو و التطرف و الكراهية و البغضاة للون و الانسان الاسود السودان بصورة سافرة فجة .
كاان الطيب ممعناً في التطرف العرقي نشاراً للجهوية و العنصرية و الايدلوجية الرعناء في نبذ الاخر و اضطهادة و النيل منه بشتي السبل ما امكن سبيلا ً.
كما كان الطيب مصطفي يري في وجود العنصر السوداني الاصيل صاحب اللون الاسود مهدداً أمنيناً لمشروع لدولتهم العربية او كيانهم العروبي في السودان .
و قد سعي سعياً حثيثاً لأزالة الكتلة السوداء او كما سماه الحزام الاسود حول الخرطوم . و عمل جاهداً من خلال صحفه الصفراء السادرة في غيها لنشر الكراهية .
كرس الطيب مصطفي صحيفته المساة بالانتباهة لمعادة جنوب السودان قبيل الانفصال . و كانت هذه الانتباهة في زمن الغفلة أداة فعالة جداً لتقسيم السودان و انشطاره
لم يهدأ للطيب مصطفي بال و لم تغمض له جفن او تنام عيون حتي ينفصل جنوبنا الحبيب و يحقق مصيره بعيداً دولته ووطنه الذي يحكمه ثلة العنصريين الطييبين
و كان الانفصال المر ثمرة من ثمار الطيب مصطفي و كل من لف لف و دار في فلكه في الكراهية و الاضطهاد و العداوة و الخصومة الفاشية محارف حروب و ابادات
تذكرون جيداً ذبحه للثور الاسود صبيحة انفصال الجنوب و تقرير مصيره فرحاً و ابتهاجاً بأنفصال رقعة عزيزة من أرض الوطن العزيز فأي انسان سوي يفرح بتقسيم وطنه هذا ان سودانياً حقاً
و كان الطيب مصطفي يبغض الدكتور جون قرنق بغضاً شديداً و يرمز له بالقرد و لا يدخر مساحة في انتباهتة كيلاً من السب و النبذ بأسلوب العهر السياسي ضد القائد الهمام جون قرنق ديميبور اتيم
اغتيل جون قرنق ليجد الطيب مصطفي ضالته في القائد الشهم باقان أوموم ليبث فيه سمومه سموم الافاعي القاتلة . تلك السموم التي اشتهر بها الطيب مصطفي هي التي اودت به في نهاية المطاف !
لايمكن ابداً ابداً ان يكون أمثال هذا الطيب مصطفي و كل من شباههم مواطنين سودانيين احراراً دماً و روح هؤلاء شذاذ الافاق الجاحدين الناكرين النابذين المرجفين في الارض
و ذهب الجنوب بلا رجعة بسبب الحروب العنصرية الجهوية الدينية العروبية الاسلامية دون ان تنتهي هذه الحروب بذهاب الجنوب لأنها في الاصل كانت حروب عنصرية بغيضة تكره الاخر اياً كان .
كانوا يتبجحون بأن الجنوبيين لا يشبهوننا و لا تربطنا بهم صلات عرق او دم فهم غير مسلمين و كفار ووثنيين فليذهبوا غير مأسوفاً عليهم . و لا غرابة بأن مطلب الدولة العلمانية مطلب حق لتوحديد السودان
و يقولون بأن الجنوبيين كانوا خصماً علي السودان و السودان في غني عنهم و لا يحتاجهم بل هم عالة علي السودان . يصفونهم بالعطالي الكسالي الغير منتجيين و الي ما غير ذلك من النعوت .
انفصل الجنوب و لم يتوقف الحروب في السودان فأيدولوجية الطيب مصطفي العنصرية البغيضة الكريهة تستمر لنبذ الاخر .
هذه الايدلوجية نفسها هي التي أشتعل في أقليم دارفور بذات النهج و الفكر و التنظيم اشتعلت الحرب في دارفور . تحت مسمي العرب و الافارقة او بين الحمر و الزرق و دارفور مسلمين كاملين الدسم !!!
كما اشتعلت في جبال النوبة جنوب كردفان ليكرس الطيب مصطفي فيما بعد قلمه ضد القائد العظيم عبدالعزيز ادم الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان أقليم جبال النوبة و النيل الازرق
و كم من المرات و كم من الاكاذيب و الاضاليل نشرت من الطيب مصطفي و صحيفته ضد القائد الحلو مرات بأصابته و مرات و مرات عديدة بموته و اغتياله . لكن هيهات هيهات سيموت الحلو لكن هيهات ان تموت الرؤية ، الرؤية لا تموت .
الرجال يأتون و يمضون و تبقي الرؤي السديدة الحكيمة و الافكار النيرة المفيدة … لكني لست ادري ما الذي تركه هذا الطيب مصطفي غير الكراهية و البغضاء و تركة ثقيلة من التمييز العنصري البغيض و سيرة سيئة السباب و اللعلن و الكره.
اللهم لا شماته في الموت فالموت سبيل الاولين و الاخرين … و تبقي ذكري الرجال بطيب مأثرهم و حلو معاشراتهم و دثامة خلقهم و اخلاقهم … تبقي ذكر الرجال بمواقفهم تشهد لهم و افكارهم تتكلم عنهم . فما الذي تركته للسودان يا الطيب مصطفي .
و سيذكر هذا الطيب مصطفي دائماً متي ذكر انه الرجل العنصري البعيض ذابح الثور الاسود غداة انفصال الجنوب فرحاً و ابتهاجاً .
سيذكر التاريخ السوداني هذا الرجل كلما ذكر انفصال الجنوب لانه كان رمزاً من رموز الكراهية و الحقد و الغل تجاه الاخر في السودان !
اليوم 16 مايو هذا اليوم الذي يصادف ذكري انطلاقة حركة تحرير السودان في سبيل الحرية و العدالة و المواطنة الكاملة الحقيقة .
فالتحية و التجلة لكل الاحرار ساروا في دروب النضال و الكفاح …
التحية و التجلة لمفجر ثورة التحرير الدكتور جون قرنق ديمبيور اتيم
التحية و التجلة لرمز النضال في جبال النوبة القائد الفذ يوسف كوه مكي لترقد روحك في سلام و النضال مستمر
التحية و التجلة للقائد الهمام صاحب الرؤية التي لا تموت في جبال النوبة و النيل الازرق و كل السودان العظيم عبدالعزيز ادم الحلو
النضال مستمر و النصر اكيد . و المجد لله في الاعالي و علي الارض السلام و بالناس المسرة …