ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
ستظل إفريقيا أصل الإنتماء للسودان والسودانيين مهما كانت محاولات الجلابي اليائسة لطمس الهوية الإفريقية بدعم هجرة وتوطين الأجانب وفرض الثقافة الإسلامية العربية.
ويلح البشير الذي شيع وحدة بلاده إلى مثواه الأخير في تموز يوليه٢٠١١م والمطلوب في لاهاي على خلفية تهم تتعلق بجرائم حرب وتصفية عرقية ارتكبت بحق مدنيين بإقليم دارفور على براءته رغم الأدلة التي تثبت تورطه في دعم وتحريض الجنمجويت على القتل والاغتصاب.
إستطاع الجنرال البشير قائد ثورة الإنقاذ الذي وعد في بيانه الإنقلابي صبيحة الجمعة ٣٠ يونيه – حزيران ١٩٨٩م بإنقاذ السودانيين من محنتهم، خلال أقل من ٢٧ عاما فقط ان يمزق وحدة بلاده بإنتهاج سياسة متهورة ضربت الوحدة الوطنية ومستقبل الشعب السوداني في مقتل فأفضت إلى فصل الجنوب الغني بالنفط والموارد الطبيعية.
بغض النظر عن قادة الغرب، حتى ملوك وأمراء الخليج الذين على الأقل انقذوا شعوبهم من الجوع والفقر والمرض لم يرقصوا كما الجنرال البشير الهارب من المحكمة الجنائية الدولية الذي يقتل ويجوع شعبه.
بالرغم من ماتعيشه الشعوب الغربية من رفاهية وترف بسبب نزاهة قادتهم الذين يسخرون موارد الدولة في خدمة الانسان قبل الدين لم يحظوا بتأييد جارف من شعوبهم مثلما حظي به البشير مجرم الحرب الذي اباد وشرد شعبه.
وبعد أكثر من نصف قرن على جلاء القوات البريطانية مازال السودان يتصدر قوائم الدول الفقيرة والشعوب الأكثر تخلفا فيما تمكنت جنوب إفريقيا من استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستنظمها مشيخة قطر عام ٢٠٢٢م، في أقل من ٣ عقود من الاطاحة بنظام الفصل العنصري.
ولم يخلص طرد الجنوبيين حزب الجبهة العربية الاسلامية من عقدة إفريقيا التي ينتمي لها غالبية الشعب الذي يكتسب وعيا بحقوقه وهويته مع بزوغ كل فجر جديد.
ماالذي يدفع المواطن السوداني الذي يرزح تحت نير الفقر المدقع للرقص على أنغام الجوع والابادة ودعم سياسة حزب عنصري نازي لا يتردد في قتل كل من يتجرأ للمطالبة بحقوقه المهضومة، في خضم تدهور سعر الجنيه ومرور البلاد بأزمة اقتصادية طاحنة؟؟
أي رسالة يريد أن يرسلها السودانيون للعالم الذي يدرك حقيقة الأزمة التي أسفرت عن ملايين الضحايا وهم يرقصون دعما لرئيس نظام ديكتاتوري مجرم؟؟
بعد اخفاقه في ادارة دفة الحكم بنزاهة، والخروج بالبلاد إلى بر الأمان على حزب المؤتمر الوطني التنحي عن السلطة وتسليمها للشعب. الأزمة السودانية لايمكن حلها بوجود البشير الهارب من العدالة الدولية ونظامه العنصري في السلطة.