لماذا يصمت كل أبناء السودان لظلم ولم يقفوا في وجه الطغيان ولم يوقفوا الديكتاتورية عند حدها ولم يحولوا سواد واقعهم إلى بياض ناصع . جميل أن نتحدث عن الفساد والجور والجبروت في القاعات واللايفات والمؤتمرات والندوات ولكن بعد أنفضاضها لم يبقي شيئ منها ، الحالة السودانية اليوم غنية عن الكلام حتي الرضيع في السودان يعلمها ، اذا اردنا ان يكون السودان موجد فعلاً فعلينا بالعمل وليس الكلام ، نحنوا شعب كثيري الحديث والتنظير وقليلي العمل ، بهذه الخصلة السيئه التي زرعها أصحاب الهوس الديني ضاعت الدولة وضعنا معها ، السودان اليوم في أعداد المفقودين . جميل أن يقول الشعب “كفى!” لكل ظالم وطاغ ومعتد وباغ وأن يعملوا على أن تأخذ الحياة مجراها الطبيعي والفطري . لكن هناك سؤال مهم ينبغي أن نطرحه الآن وبقوة ألا وهو متى سنثور ، متى نزلزل كيان العنصرية والقبلية التي استحكمت النفوس واستعبدت القلوب ؟
متى نقول لا لطغيان الكيزان وجبروتهم ؟
العدالة غابت وصار الظلم هو العملة الرائجة وأصبحت الدولة تحت قبضة الكيزان ، واقتصاد الريع أحكم قبضته على البلاد حتى أصبحت قطاعات بأكملها خاضعة لمنطق الاحتكار والامتيازات وليست لمنطق المنافسة والكفاءة مما يعني ذلك من فرص عمل مهدرة وقتل لروح الإبداع وخلق لروح الانتقام في صفوف فئات عريضة من الشعب المحروم وصارت مدارسنا مرتعا للجهل وتمييع القيم وتخريج أجيال مسلوبة الهوية لا انتماء حقيقي لها للوطن ولقضاياه. والصحافة الحرة والمستقلة تم خنق بعضها بالمحاكمات والغرامات الثقيلة وتدجين بعضها الآخر بالإغراءات والتهديدات في حين لازال الإعلام العمومي مسخرا للدعاية والتطبيل ممارسا أقصى درجات الإقصاء والتعتيم في كل القضايا التي تهم الشعب السوداني ، والأخطر من كل ذلك أن الشعب فقد الأمل في المستقبل .
الطيب محمد جاده