ألا يا كاتب التاريخ
تعال أهديك عنوانا
في عهد “الفيس” و”الواتساب”
هجرنا الوصل هجرانا
نُقضّي الوقت في الشاشات
عليها نمضي أزمانا
نلاحق في الهوى المنشور
أساتذة … وحِيرانا
ذوو الأرحام ما عادوا
ينالوا الحرص جوّانا
سطى “التليفون” فوقهمُ
فأنساهم… وأنسانا
كمولودٍ نُهدهِدُهُ
ونشجوا إليه ألحانا
نُطارد كل ما نُشرِت
سَنانيراً … وفِئرانا
نقاطع من يخالفنا
ونروي الزيف ظمآنا
نُحاببُ من يُلايكنا
بذبح الصدق قُربانا
بتعليقٍ على “البوستات”
نعادي البعض أحيانا
نخوّن كل ذي رأي
يُغاير بعضَ آرانا
و نُلمّع فيه من نرجوا
فيغدو الذئبُ إنسانا
و بعض الناس مدرسةٌ
كما في الناس عُميانا
يُقاطعنا بلا سببٍ
فنُكرِمه بسَلْوانا
فلا بالقطع يُفقِرُنا
ولا ذو الوصل أغنانا
فكم من مُقلةٍ سُمِرت
وكم آذينا إخوانا
وبات الجار مبتعد
و أهل “الفيس” جيرانا
هجرنا الكُتب والإبداع
فأمسى “الواتس” قُرآنا
وأضحى “الفيس” مأكلنا
و مأنسنا … ومأوانا
بلا هدفٍ نلازمه
كأنّ “النتّ” شيطانا
فأخشى عند محشرنا
نلاقي “الفيسَ” مَثوانا
أحمد محمود كانم
بولتون_ انجلترا
يوليو 2021