تابعت مثل غيري الحملة المسعورة علي وسائل التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) بعد ان نشرت الاستاذة الوزيرة السابفة نيانقويك كوال مرينق رؤية لها حول المستقبل النهائي لمنطقة أبيي.
والاستاذة نيانقويك كوال هي وزيرة ولائية سابقة بادارية ابيي وناشطة في المجتمع المدني ومن بنات جنوب السودان الغيورات والمصادمات اللائي لا يشق لهن غبار في الدفاع عن قضية ابيي مثلها مثل وزيرة الرعايةةالاجتماعية السابقة ريتندا الفونس.
المؤسف ان ما طرحته الناشطة نيانقويك قوبل بنقد هدام وتجريح شخصي وسباب وقدح حتي في نسبها دون التناول العميق لما طرحته ، ولم يراعي هولاء المفسبكاتية حتي اتها ام لاطفال وزوجة وشخصية عامة يعول عليها في المستقبل ، وهذا السلوك خطا وغير مقبول تماما ، وولوج بعض الشخصيات التي كنا نعتقد انها واعية يعتبر سقوط اخلاقي كبير.
لا ضير ابدا ان تجتهد هذة الناشطة او غيرها من ابناء/ات الشمال او الجنوب في تناول قضية أبيي وتقديم مقترحات بشان وضعيتها النهائية، فهي قضية عامة واستراتيجية بين دولتي الشمال والجنوب ودينكا نقوك والمسيرية. وما قدمته نيانقويك مريال لا يعد عن كونة اجتهاد ومقترح شخصي يتطلب منا الثناء والشكر وليس السباب والشتم ، وهي بهذا المقترح لم تخرج وتشذ عن شخصيات كثيرة مثلها في ذلك مثل الدكتور فرانسيس دينق ود/لوكا بيونق وحيدر ابراهيم وادم مادبوا وغيرهم .
فما قدمته نيناقويك من افكار جيدة وعصف ذهني ممتاز لن بيتخطي بلا الوثائق والقوانيين الدولية التي تحكم المسالة والاستفتاء الذي تم في الوضع النهائي لابيي من قبل. كما اننا لا بدء ان نضع في الاعتبار انه قبل التوقيع علي اتفاق ٢٠٠٥ كان قد فوض مجتمع ابيي الحركة الشعبية للبت في قضية ابيي مع حكومة السودان قبل الانفصال واليوم المسؤلية تقع علي حكومة جنوب السودان.
ما قدمته نيانقويك من مقترح هو اجتهاد شخصي في المقام الاول ، لكن هذا الاجتهاد يوضح مدي اهتمام قطاع كبير من مجتمع جنوب السودان بقضية ابيي جزء عزيز من وطنهم ، في الوقت الذي لم يقابله طوال الفترة التي تلت سقوط البشير اي رؤية من قوي اعلان الحرية والتغيير ولم يشار اليها في الوثيقة الدستورية ولا الاعلان السياسي الذي يمثل خبز نهاية عجين العك واللك السياسي في المركز السوداني من احزاب الوسط والشمالي النيلي .
وفي المقابل لم يرد بصورة واضحة الرؤية النهائية لابيي في وثائق المواقف وقضايا ما قبل التفاوض والتفواض التي قدمتها القوي السياسية والثورية في مفاوضات ما قبل السلام التي عقدت موخرا في جوبا، حيث لم تعير اي من هذة القوي الثورية قضية أبيي اهتماما لا من قريب ولا بعيد، ناهئيك عن النشطاء والاعلام السوداني فهي في مخيلتهم نسيا منسيا.
ان قضية قومية وتخص الشعب السوداني والجنوبي ولابد ان تاخذ الاولوية كواحدة من القضايا الشائكة المعلقة بعد اتفاقية نيفاشا ولم يتم البت بعد في تبعيتها، وعلي الرغم من ان حمدوك اشار الي منطقة ابيي ستكون منطقة تكامل بين الشمال والجنوب دون ان يحدد ماهية هذا التكامل او كيفيته أو حتي يقظم مقترحات وابانه لرؤيتة تلك.
وما جاءت به الوزيرة الناشطة نيونقويك من مقترحات فردية او جماعية او حزبية ليس ملزم باي حال من الاحوال لحكومة السودان وجنوب السودان، مالم يتم الاتفاق عليها من قبل حكومتي البلدين وفق الالية الدولية المحددة للتفاوض وحسم قضية أبيي المعلقة حاليا بين الاجتهادات الشخصية وصراع مجتمعات المنطقة.
بعد ان أطلعت علي وثيقة نيانقويك فانا لا اتفق معها في هذة الرؤية واحترم كثيرا جهدها وهو جهد كبير ومقدر، لكن السباب والشتم والنقد الذي وجه للناشطة نيقويك لطرحها رؤيتها لقضية ابيي بهذا الشكل وفي هذا التوقيت أوضح أن أبيي قضية منسية تماما في مخيلة قادة الاحزاب السياسية السودانية وحاضرة في النشطاء من اهل المنطقة وخصوصا من ابناء جنوب السودان.
مع تحياتي
الفاصل سنهوري.
٢٢ سبتمبر ٢٠١٩