الربيع محمد بابكر
نترحم على روح شهيدة معسكر خمس دقائق مع خالص تمنياتنا بالشفاء العاجل لكل الجرحى .لقد سعد بعض البسطاء بتغير جعفر عبدالحكم واحلاله بشخص اخر ولكن الايام اثبتت كما قلنا سابقا ان تغييرات المؤتمر الوطني لا تختلف كثيرا عن المرتبة التي ابتلت بولا ثم قلبت فمعيار الولاء عند الولاء هي سفك الدماء وفقا لمنهج هذا النظام الدموي. حرمة الشهر الحرام التي كان يعرفها حتى العرب في جاهليتهم قد كسرها نظام المؤتمر الوطني بمداهمته لمخيم النازحين مستخدما الرصاص الحي لكل من وقف في وجههم . حقا اتفه ما كتبت عنهم هم هؤلاء الذين لا يمثلون الاسلام ولا يمثلهم منذ انقلابهم المشؤوم لم تنعم الدولة ولو لشهر واحد بسلام وامان قتل تشريد وتنزيح داخل المدن الكبيرة بذريعة اعادة التخطيط .
سفاكوا الدماء ما بقي لهم سوى تصدير اخوتهم في الحركة الاسلامية من اجل جني الاموال لان الشعب السودان قد صدر حقيقة سواء كان بطريقة مباشرة او غير مباشرة. ما يجري الان بمعسكر خمسة دقايق لم يحرك ساكن فرد واحد من ابناء الشعب السوداني الذين الذين ينتظرون وفاة طفل واحد في غزة ليقوموا بمظاهرة الشجب والادانة . على الشعب السوداني اما صناعة ضمير انساني مشترك دون قيد او شرط .او يحدث ما حدث في رواندا.
النازحون ومن معهم غاضبون ايما غضب وهم الان محطمي المشاعر جراء الاحداث التي تحدث هنا وهناك وهنالك جهات مختصة لحمايتهم صامتة كصمت القبور الاتحاد الافريقي والامم المتحدة اي بعثة اليوناميد التي اهلكت اموال الشعوب دون خدمتهم. ما الفائدة بعد اكثر من عقد من الزمان على وجودهم داخل اقليم دارفور . ما لا يختلف فيه اثنان ان هؤلاء مجرد مغتربون جبناء جاؤا من اجل التكسب مستخدمين الولاء الاعمى للاتحاد الافريقي . الاتحاد الافريقي مجرد ناد يجمع الدكتاتورين الافارقة . لم نراهم يوما يقفون مع الامم الافريقية في كل القضايا الانسانية بل هم الان متهمون برفع تقارير خاطئة لمجلس الامن .
في العام 2011م على سبيل المثال حضرت فاجعة معسكر كساب بمحلية كتم التي لا تنسى على الاطلاق بعد مقتل معتمد محلية الواحة التابعة للعرب الرحل اي محلية مؤسساتها على ظهور الابل ليس لها حدود ولا جغرافيا . اجتمعت جميع مليشيا الجمجويد والتي تتالف من مكونات عربية لقد كانت تقودهم هؤلاء المجرمين (موسى هلال /ويقود منطقة مستريحة محلية السريف /.:حافظ داؤود ويقود مناطق/دامرة الشيخ عبدالباقي مستطوطنة امو وترميس بالاضافة
منطقة قرير/النور ويقود مستوطنتي القبة و امسيالة ومناطق اخرى.)قامت قوات هؤلاء القادة بعد مقتل المعتمد بتشريد نازخي المعسكر وقتل المثير منهم اما مراى ومسمع بعثة اليوناميد ولم تقوم هذه البعثة باي حماية للنازحين بل ابتعدت ورفعت تقارير مغلوطة عن الحادثة التي وقعت . وما جرى بمعسكر خمسة دقايق ستمر مرور الكرام وكانما لم يكن شيئا قد حدث فعنصرية الامم المتحدة باتت واضحة للعيان وحركاتهم فقط لتحقيق مصالح معينة وقد شاهدنا الاعانة التي يتحصل عليها النازح داخل مخيمات سوريا تفوق امكانات المواطن السوداني العادي داخل ولاية الخرطوم اما نازحي دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق فهم غير واردون في عدادات حقوق الانسان حسب ما اراه انا خلال التمييز الذي يقوم به المجتمع الدواي.
الى متى نقف مكتوفي الايادي والنظام يبصق على جثثنا ان الامر لجد خطير ما عاد هناك وقت للحديث اما التغيير او الهلاك ما يقوم به النظام عصفت بكل الوسائل السلمية التي يمكن ان تؤدي الى حل جذري لمشكلة المواطنة في السودان .
النظام واشباحه متعطشون دائما لدماء الابرياء في رمضان او غيرها الادانة والشجب الان امر غير مجدي . والاعتماد على المجتمع الدولي امر غير موفق لا تاتي بجديد .على الانسان السوداني ان يدرك تماما ان حياة المواطن السوداني اولى من روح اي كائن في باطن الارض بل واغلى من كل العالم .
العبث الذي يقوم به الحركة الاسلامية بدماء الابرياء نتج عن تخلفنا وشتاتنا ولاننا ما عدنا نؤمن بانسانيتنا جميعا جعلنا النظام يخطط كما يشاء لابادتنا ويقسمنا ويشتمنا متى وكيف اراد.
منذ ان اشرقت شمس هذا العام والنظام يهلكنا بوسائل لم تكن مالوفة ولنكن صريحين .التفكك والانحلال الذي حدث داخل المعارضة جعل النظام يخطط كما يشاء اصبح بامكانه صناعة ثورة وهمية لاستهلاك مشاعر وامال وتطلعات الشعب السوداني نحو التغيير .
قوى المركز الذين يبصقون ليلا ونهارا على الهامش عليكم بالتخلق وممارسة السياسة الرشيدة والتخلي عن القومية المزيفة الى الان لم نرى تنظيما سياسيا واحدا من تنظيمات المركز ادان وببيان رسمي الاحداث التي تجري في دارفور قديما كان والى الان . لو كان ما حدث اايوم بخمس دقائق حدثت في شندي مثلا لادانوا النظام قبل انتهاء الحدث. مواقفهم متحيزة دائما ويدعون القومية ويرمون اللوم على قوى الهامش بانها عنصرية وتتبنى الهوية الافريقية . ولكن الحقيقة التي لا تخفى جميع قوى الهامش تنادي بقضايا الوطن دون تميز او اقصاء لاي جزء منه . وما بدر منهم يوما يا يوحي بانهم عنصريون ولكنها الخباثة والاستاذية السياسية التي تمارسها نصبوا
انفسهم افقه من وجدتهم الطبيعة في العمل السياسي .اذا كانت تلك القوى التي خرجت في الشهور الماضية ضد الموازنة جديرة بالاحترام لخرجت الان تنادي باس الحقوق الانسانية اي حق الحياة سواء كانت مذلة او كريمة . حياة الانسان لا تقدر بثمن بل اغلى ما في الكون هي روح الانسان والا لماذا نحن موجودون الان
هذا الصمت هو ما يجعل الهامش الجغرافي لا المفاهيمي ينحاز للاستقلال والتخلي عن الذين لا يقفوا معه وقت الشدة.
تبا لكل من صمت
تبا للارواح الشريرة
تبا للاقلام القذرة
تبا لكل الصحف الورقية
المجد والعز لكل نازح او لاجئ
افيقوا ايها الشعب السوداني فنحن ذاهبون الى مرحلة جديدة كونوا الصمود والتحدي.معا نحوة دولة تحترمنا وتجمعنا جميعا.
Rabee1211@gmail.com