نيويورك – صوت الهامش
وقع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في اكتوبر الماضي، على أمر تنفيذي، يرفع بعض العقوبات التجارية والاقتصادية المفروضة على السودان.
جاء ذلك في أعقاب تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، قالت فيه: “إن الخرطوم قد حسنت قتالها ضد الجماعات المسلحة” ، إلا أن الولايات المتحدة، ما زالت تصنف السودان ك “دولة راعية للإرهاب” – إلى جانب كلاً من إيران وكوريا الشمالية وسوريا-.
وعلى المستوى الإقليمي، يتوسط السودان في صفقة سلام بين الأطراف المتحاربة في ” جمهورية جنوب السودان” ، التي نالت استقلالها في عام 2011، كما يلعب “السودان” دورًا في التحالف الذي تقوده “السعودية” في الحرب في “اليمن” ، مع وجود قوات على الأرض والعديد من المقاتلات .
وكان الرئيس السوداني “عمر البشير”، الذي مكث في السلطة منذ عام 1989 ، يعتبر أول رئيس دولة، تتهمه “المحكمة الجنائية الدولية” بارتكاب جرائم حرب، قد قام بحل حكومته الشهر الماضي وسط أزمة اقتصادية واسعة النطاق.
ولكن بعد ما يقرب من ثلاثين عاماً كرئيس، تطفو على السطح العديد من التساؤلات،تتعلق بما اذا كان البشير سيسعى للحصول على ولاية أخرى في عام 2020؟ و ما هي حالة حقوق الإنسان في السودان؟ و لماذا يتوسط “عمر البشير” في محادثات سلام جنوب السودان؟
وزير الخارجية السوداني “الدردري محمد أحمد” ، تحدث إلى قناة “الجزيرة الانجليزية” عن كل تلك القضايا المفتوحة، بدءاً من سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان، ورفع العقوبات الأمريكية، والحرب في اليمن، وصولاً إلى دور بلاده كصانع سلام في جنوب السودان.
ووفقاً ل”الدرديري”، فإن إنهاء النزاع بين الأطراف المتحاربة في “جنوب السودان” ، هو أمر يتعلق بالأمن الإقليمي، وأن العلاقات التي تحسنت مؤخرًا بين “السودان” و “أوغندا” ترتبط، هي الاخرى ، بالاستقرار الوطني والإقليمي.
و أستكمل حديثه قائلاً: “السودان هو الأكثر ارتباطا بجنوب السودان لأسباب عديدة واضحة … و أوغندا بلد مجاور يستفيد من السلام والاستقرار في جنوب السودان … الشيء الجديد، هو أن السودان و أوغندا شرعا في العمل معاً… لقد وجدنا أنه إذا استمر جنوب السودان كما هو، و لم يتغير، فسوف تشهد المنطقة وجود فجوة سوداء، ومولد صومال آخر”
إن موقف السودان كعضو في الاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية، يجعلها عُرضة لعلاقات محفوفة بالمخاطر، بين “مصر” و”إثيوبيا” حول النيل، من جهة ، كما يحتمل أن تتحول المحاور السياسية مع “السعودية” و “الإمارات” و “مصر” من جهة ثانية ، و “قطر” و “تركيا” من جهة ثالثة .
وقال “الدرديري” :”نحن نعمل مع جميع اللاعبين في المنطقة، لضمان أن تكون المنطقة مستقرة، ويشمل ذلك “تركيا” و”قطر” ، ونأمل أيضًا أن لا يعني هذا أن “السودان” يتخذ جانبًا في أي نزاع، ونحن نتمنى دائماً كل ماهو خيِّر للجميع في المنطقة، و نبذل – من جانبنا -قصارى جهدنا لنرى أن جميع المشاكل التي تواجهها دول المنطقة ستحل بالطرق السلمية والودية”.
وفي اجابته على سؤال عن جماعات حقوق الإنسان، بمن فيها “هيومن رايتس ووتش” و”منظمة العفو الدولية” وتقاريرها عن انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في السودان، بما في ذلك قمع الاحتجاجات السلمية، والهجمات على وسائل الإعلام، والتعذيب والعنف المستمر ، قال الدرديري: “ان الديمقراطية تحتاج إلى وقت لتوطيد جذورها”.
واستطرد قائلا:”لقد بدأنا عملية إرساء الديمقراطية في بلدنا، و لدينا الآن دستور يحترمه الجميع ويتوافقون عليه، وأحزاب المعارضة متضامنة، غير ان بعض الناس الذين هم الآن يقاتلون معنا، عبروا طوال الوقت عن قلقهم بشأن احترام الدستور، ولم يكن ذلك هو الحال قبل بضع سنوات، قبل وضع هذا الدستور موضع التنفيذ، وهذه خطوة كبيرة إلى الأمام، ومن ثم ستترسخ الديمقراطية تدريجياً “.