الخرطوم – صوت الهامش
من المنتظر أن يحتفل ”السبت“ السودانيين بالذكرى الثانية لثورة ديسمبر 2018، بعد مرور أكثر من عام، على تشكيل الحكومة الإنتقالية، عقب الإتفاق بين قيادة الجيش وتحالف الحرية والتغيير، بينما الأوضاع لا تزال تراوح مكانها، وذلك رغم أن المحرك الرئيس للاحتجاجات، كان إرتفاع أسعار السلع الأساسية والوضع الاقتصادي المتردي.
فلم يشهد الاقتصاد تحسنًا، إذ واصل التضخم ارتفاعه على نحو متسارع إلى أن وصل 254,34 في المئة هذا الشهر، مقارنة بـ 68.93 في المئة، في ديسمبر في العام 2018، أما سعر الدولار في السوق الموازية فوصل لـ 258 جنيهاً (الجمعة) مقارنة بـ 65 جنيهاً، في العام 2018.
ويقول مراقبون، إن زيادة الأسعار واستغلال الظروف الحالية في ظل انتشار كورونا، وإرتكاب الحكومة الانتقالية خطأ تنفيذ سياسة التحرير الاقتصادي، دون تشديد الرقابة على الأسواق، أدى إلى استغلال التجار للمواطنين بصورة أكثر بشاعة.
كما تفاقمت أزمة الخبز والوقود، وتستمر الطوابير الطويلة مصطفة أمام المخابز ومحطات الوقود في جميع أنحاء السودان، مع إتباع الحكومة الإنتقالية سياسات اقتصادية تقشفية، وزيادة الضرائب والإلغاء التدريجي لدعم الوقود.
وعلق السودانيين بعد عزل البشير عن السلطة، آمالهم بانفراج الأوضاع الاقتصادية، وتوزيع عادل للثروة بعيداً عن المحسوبيات، وتنمية حقيقية، غير أن ذلك لم يتحقق بل ارتطمت تلك الآمال بواقع لا يقل مرارة عن سنوات البشير.
أيضا كانت الأصوات التي تنادي بإيقاف الحرب في جنوب كردفان ودارفور والنيل الأورق، وتحقيق العدالة الأكثر علواً، ويرى حافظ محمد سليمان، الجديد الذي حدث في الفترة الإنتقالية، هو توقيع إتفاقية السلام التي وصفها بالهشة، معرباً عن عدم أمله في إحداث تغيير جذري، لجهة أن أغلب الحركات المسلحة الموقعة علي الإتفاق تبحث عن سلطة.
مضيفاً أنه ليس هناك جديد غير زيادة معاناة الشعب السوداني الضائع وسط مطرقة حكومة الفترة الإنتقالية، وسندان الدولة العميقة، متهماً الأحزاب السياسية بسرقة الثورة، وأردف بقوله إن ”الحكومة الإنتقالية، فشلت في تحقيق مطالب الثورة، الأمر الذي أفقدها ثقة الشعب“.
وفيما يتصل بمشاركة المرأة في السلطة الإنتقالية ترى الناشطة السياسية، سلمى سليمان، أن المرأة في مناطق النزاعات والحروب، أقصيت من المشاركة وهمشت بصورة ممنهجة، وذلك رغم مشاركتها القوية في الثورة.
وأضافت أن المرأة في مناطق المهمشة والنزاعات تعرضت لتهميش مزدوج من سلطة (الرجال) في مواقع إتخاذ القرار، لا سيما ونظيرتها التي حظيت بنصيب من المشاركة في مستوي إتخاذ القرار.
شددت سلمى، لدى حديثها لـ (صوت الهامش) على ضرورة إحداث نقله نوعية في مشاركة النساء، وذلك بتشجيعهن وتضمين بنود مشاركهن سياسياً في الوثيقه الدستوريه، والعمل علي محو الأمية السياسيه، والاهتمام بتعليم الفتيات في المناطق المهمشة، تمييزهن بصورة إيجابية.
فضلاً عن مناقشة قضية مشاركة المرأة سياسيا بشكل جاد وشفاف وذلك باتاحة فرص لعقد مؤتمرات وندوات بمشاركة مؤسسات الدوله ومنظمات المجتمع المدني.
وفيما يتصل بتحقيق العدالة للضحايا يقول عضو هيئة محامي دارفور، عبد الحميد عبدالله، حتى هذه اللحظة لم تتحقق أي نتيجة ملموسة، ومعظم الجناة طلقاء والذين في عهدة القضاة لم يصدروا أحكاما مرضية بحقهم، الأمر الذي خلق عدم الرضا لذوي الضحايا.
وطالب عبدالله، خلال حديثه لـ (صوت الهامش) بإعادة النظر في المنظومة العدلية التي يرى أن بصورتها الحالية لن تحقق تطلعات الثوار، ويتفق معه حافظ محمد الذي طالب بتحقيق سلام شامل في السودان وتسليم المتهمين بإرتكاب جرائم الإبادة الجماعية، لا سيما نشر نتائج التحقيق في مجزرة القيادة العامة للجيش السوداني.