الخرطوم – صوت الهامش
مع حلول شهر رمضان، واستمرار تفاقم الأزمة الاقتصادية في السودان، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بصورة جنونية، وسط ضعف القوة الشرائية للمواطنين، الأمر الذي يجعلهم تحت رحمة التجار، في خضم فشل الحكومة الانتقالية في التصدي لتصاعد هذه الأسعار.
وشهدت الأسواق في عدة مدن بدارفور ارتفاعا خرافيا في أسعار السلع الاستهلاكية، مع ظروف الحرب التي تعيشها منذ عدة سنوات، الأمر الذي جعل السواد الأعظم من المواطنين يعيشون في ظروف غير انسانية.
ويقول صلاح محمد ادم ارتفعت أسعار السلع الغذائية في مدينة الفاشر، حيث رطل السكر بـ 65 جنيه، وجوال البصل ”الكليكت“ بـ 1200 جينه، ورطل الزيت 180 جنيه، ورطل البلح بـ يتراوح بين 80 و100 جنيه، العدسية الكورة بـ 150 جنيه، وكيلو الفول المصري بـ 250 جنيه، وكيلو العدس بـ 200 جنيه.
وأضاف ان “جوز المياه” بـ 40 جنيه، والخبرة بـ 5 جنيهات، وكيس الخضار بـ 120 جنيه، واحتج محمد على ارتفاع أسعار التي وصفها بغير المنطقية، وتساءل قائلا: هل هؤلاء التجار ليس لهم علاقة بالإسلام ام ماذا؟، موضحا بان القوات الأمنية تجبر المواطنين لمغادرة الأسواق منذ الساعة الرابعة مساء، على خلفية فرض حظر التجوال بالمدينة، مما ساهم في تفاقم معاناتهم.
وزاد قائلا: الدخن الكورا أصبحت بـ 130 جنيه، وكيلو الموز بـ 80 جنيه، وكيلو الشرموط بـ 800 جنيه، وكليو اللحم بـ 500 جنيه أسعار خرافية، وأضاف دارفور معروف بإنتاج الخضر والفواكه والمواشي، فليس ثمة منطق يجعل ارتفاع الأسعار الي هذه الدرجات.
وقالت انتصار أبكر من مدينة نيالا لـ ”صوت الهامش“ ”للأسف مع دخول شهر رمضان، ارتفعت أسعار كل السلع وليس هناك رقابة او ضابط للأسواق، وان التاجر يبيعون سلعهم على هواهم، وطالبت السلطات بالتدخل وتفعيل القوانين لوقف تصاعد الأسعار.
لافتة الي ان المواطنين يعانون من الأوضاع المعيشية، مع بداية شهر رمضان مع التدابير التي اتخذتها السلطات، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث الجانب الأمني، يحول دون مقدرتهم بالتحرك لأجل الحصول على قود يومهم، في خضم تجاهل الحكومة عن مسؤوليتها ازاءهم.
وفي سوق الخضر والفاكهة بسوق كبكابية شكي المواطن أبكر اتيم، من ارتفاع الأسعار قائلا: ”أقبل علينا الشهر الفضيل من المفترض أن تنخفض أسعار الخضار للفئات الضعيفة“، مشيراً الى ارتفاع مختلف أنواع الخضروات التي يتم استهلاكها يوميا مثل البطاطس والاسود والكوسا والفلفلية.
ومن جهتها قالت الناشطة الاجتماعية، سارة ادم لـ ”صوت الهامش“ ان الأسعار متقاربة في مدن ”كتم وطويلة، وكورما، ومليط“ حيث رطل السكر بـ 50 جنيه، ورطل البلح حسب الجودة، ويتراوح بين بين 60 و70 80 و100 جنيه، روطل الزيت بـ 130 جنيه.
اما سعر الدخل 65 و75 جنيه، كورا القنقليز بـ 300 جنيه، والعرديب بـ 100 جنيه، والعدس بـ 200 جنيه، والكبكبي بـ 150 جنيه، وكيلو الدقيق يتراوح بين 80 و100 جنيه، ان جوال السكر 50 كيلو بخمسة ألف جنيه سوداني، ورطل الزيت بـ 100 جنيه، وملوه الدخن بـ 120 جنيه.
وطالبت سارة السلطات بالتدخل وفرض رقابة صارمة على الأسواق، وتحديد الأسعار، ليكون الشهر الفضيل يسراً على المواطن وخاصة ذوي الدخل المحدود.
وفي السياق قال الإعلامي، ياسر إبراهيم ان ارتفاع أسعار السلع الغذائية بصورة جنونية، باتت حياتنا مهددة، خاصة لدى الافراد محدودي الدخل الذي يقل دخلهم عن عشرة ألف جنيه، في ظل البطالة، والازمة الاقتصادية المتفاقمة يوميا، وظروف الحرب التي تعيشها دارفور.
وأضاف قائلا: يجب على الدولة ان تتخذ التدابير اللازمة لإعادة الأمور الى نصابها وفى أسرع وقت، ووضع قوانين وتفعيلها لضبط الأسواق والتسهيل على المواطن للحصول على احتياجاته اليومية بكل سهولة ويسر وبأسعار معقولة وخاصة أن المواطن عانى كثيراً منذ عدة سنوات.
ويعاني السودان من أزمة إقتصادية طاحنة، أسهمت بالإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، في 11 أبريل الماضي، عقب خروج تظاهرات حاشدة ضد الغلاء، وإنهيار العملة الوطنية، وندرة الخبر والوقود.
ورغم سقوط النظام البائد، بثورة شعبية إلا أن الجنيه السوداني، توالي في الإنهيار، وفشلت الحكومة وضع حد للإنحدار المتواصل العملة الوطنية، ويعاني السودان منذ سنوات ، من أزمة إقتصادية طاحنة، وإنهيار العملة الوطنية بجانب ارتفاع التضخم .