ايليا كوكو
خبر جداً محزن و يوم شؤم و اكثر حزناً ، و أحسبه خزي و عار علي الشعب السوداني و قياداته السياسية . خزي و عار كل أطياف العلماء في الاقتصاد و الزراعة و المعادن و الادارة الخ . بلد مثل هذا السودان العظيم بتاريخه الغني بكل الموارد و الامكانيات البشرية و الطبيعية من زراعيه و حيوانية و معادن نفيسة و نيل سلسبيل و أراضي بكرة . هذا البلد المؤهل ليكون من أغني دول العالم يصنف من افقر دول العالم . و السودان يتراجع للأسف الشديد كل يوم من كونه سلة غذاء العالم و يهبط الي الدرك الاسفل ليصير قفة شحدة العالم . حتي كدنا لا نسمع جملة السودان سله غذاء العالم لو علي سبيل المزحة و التندر !
كم تبقت من المؤتمرات التي ستعقد لأعفاء السودان من ديونه المثقلة و من هيبك و ما ادراك بهيبك . و كم من مدينة و عاصمة اقليمية او عالمية ستستضيف الخرطوم علي أراضيها لستناقش أزمة الدين السوداني و أمكانية اعفائه .
و الاجدار ان نتسأل اين تذهب كل المنح و العطايا و الهبات التي قدمت للسودان في عهد الثورة من قمح امريكي دقيق اسرائيلي منح أماراتيه و سعوديه هبات من النرويج و الصين و الصومال .
و عونا نتسأل ايضاً كم يملك من السودانيين من الاموال فقط في مجال الذهب الذي يهرب الي دبي و غيرها و كم تبلغ أرصدة السودانيين في الخارج ؟
و نكون اكثر جرأة لنقول كم مليار من الدولارات في أرصد نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو وحده دعك من الاخرين . الا يوجد في كل السودان رجل واحد عاقل و رشيد بل بل شجاع يتقدم لدفع و لو 10% من ارصدته لدفع جزء يسير من ديون السودان ؟
هذا السودان اشبهه بالرجل المتوسل او الشحاد الذي لا يغني يقنع من التوسل و الشهدة .
فالشهاد سيظل شهاداً و متوسلاً و لو امتلك كل مال قارون . لن يصبح المتوسل في يوم من الايام غينياً مكتفياً بذاته لكنه سيظل يخرج كل يوم ليتوسل الناس مع ان الذي عنده اكثر من الذي عند الذين يتوسلهم .
ما عندنا يكفينا و بأمكاننا ان نساهم و نساعد جيراننا جيراننا .
بس تقول شنو ؟
ازمة ضمير ممكن … أزمة اخلاق حقيقة … فساد بكل تأكيد . مع اننا ندعي و نتنبر بصفات الكرم و الجود و الشهامة و الاقدام .
فأين نحن من اليد العليا خير من اليد السفلي .
او اين نحن من المعطي المسرور يحبه الله .
ننكر و نزعل من يصف الزول السوداني بالرجل بالكسلان
لكنني خجلت جداً من نفسي و انا اشاهد فيديو الرجل الفلسطيني الشهم و اسرته و هم يفلحون و ينتجون و يخرجون من أرضنا الطيبة الخير الكثير و يساهمون فعلاً و ليس قولاً في الانتاج و الانتاجية . هذا ما لا نستطيع نحن كشعب سوداني فعل واحد من عشره . فله منا جميعاً كسودانيين التحية و التجلة . فقد سمعت و شاهدت الكثيرين في اليوم التالي يذكرون الرجل الفلسطيني و يشيدون به و بأسرته الكريمة .
يا له من خزئ و عار و فضيحة بجلاجل ان نظل نحن كسودانيين عاطلين و رمتاله نقضي جل ساعاتنا جلوساً تحت ظلال الاشجار بينما بأمكننا و في استطاعتنا حقاً ان نكون عاملين و منتجين بل و مانحين وواهبين .
فضيحة و عار علينا ان نفرح بالمنح و الهبات و الاكثر عاراً ان يسرقه بعضنا و يبخل به علي من يستحقونها فعلاً .
فعار الشعوب الكسل و قلة الانتاج .. عار الشعوب الجشع و الطمع و الحقد الحسد و الفساد المالي و الاداي و الاخلاقي عار التخلف و تفشي الروح العنصرية القبلية و الجهوية و الدينية . عار الشعوب ان لا يقبل بعضنا الاخر كسودانيين في الحقوق و الواجبات و المواطنة .
لن ينهض السودان شبراً واحداً حتي ينبذ هذه الصفات و يتعلم من الامم و الشعوب كيف نهضت و تقدمت و تحضرت .
هذه كلها لم تكن بالاحلام و الاماني و التمني و الاطلاق الشعارات الجوفاء علي شاكلة سنعبر و سننتصر .
بل بالارادة و العزيمة الاجتهاد و المثابرة و العمل الدؤوب و الانتاج و محارب الفساد و المفسدين بالاضافة الي الروح الوطنية و الغيرة علي الوطن السودان العزيز ما قد كان و ما سيكون .
السودان ينتظر القروض بعد موافقة صندوق النقد على إعفاء ديونه
الخرطوم 29 يونيو 2021 ـ وافق المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، الثلاثاء، على انضمام السودان إلى مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون “هيبك”بعد أن قرر المجلس أنَّ السودان وصل إلى نقطة اتخاذ القرار المطلوبة وفقاً للمبادرة.
وفي إطار ما يسمى بـ “نقطة القرار”، من المتوقع أن يعلن صندوق النقد الدولي عن تسهيل ائتماني للسودان سيوفر تمويلًا جديدًا على شكل منح وقروض رخيصة.
ويقول محللون ـ وفقا لرويترز ـ إن القرار جاء بوتيرة تاريخية سريعة، وهو نتاج لحسن النية الدولية تجاه القادة المدنيين في السودان وإصلاح اقتصادي سريع ومؤلم.
قال إيان كلارك، الشريك في شركة White & Case القانونية، التي تقدم المشورة للحكومة السودانية مع المستشار المالي لازارد بشأن إعادة هيكلة الديون من خلال هيبيك: “لقد كانت رحلة طويلة بالنسبة للسودان، ولم تنته بعد، لكن هذه محطة مهمة على الطريق نحو مستقبل أكثر ازدهارا”.
ولا تقل ديون السودان عن 50 مليار دولار، منها 19 مليار دولار مستحقة لنادي باريس ومثلها للدول غير الأعضاء في نادي باريس بما في ذلك الكويت والسعودية والصين.
كما لا تقل الديون التجارية عن 6 مليارات دولار ويقابلها تقريبا ما كان يدين به السودان للمؤسسات المالية الدولية.
ولم تتم تسوية حسابات الدين بالكامل والفائدة المستحقة السابقة المحسوبة، ما يعني أن المبلغ قد يكون أكبر ـ بعض التقديرات أقرب إلى 60 مليار دولار.