رغم أنو الحال بيفضح إلا كت في الحارة بصرخ يا وطن عز الشدايد ، السودان لم يعد السودان ويصعب التعايش مع بعض في ظل هذا النظام ، هذا اقل ما يمكن أن نوصف به مايحدث في الدولة السودانية في عهد الكيزان إنها اسوء أيام مرة على الشعب السوداني المغلوب في أمره ، الغلاء الطاحن يطارد الكل ورائحة الفساد تنتشر في كل الشوارع والميادين . ظروف إنسانية غاية في الصعوبة حتي وصل عدد الذين هربوا من السودان لما يقرب من عشرة ملايين سوداني اي ثلث سكان السودان وهذا هو نتاج طبيعي لسيطرة الكيزان ، وهو الثمن الذي دفعه الكيزان للسودانيين من أجل أن يستمروا في السلطة . حاول بعض أبناء الشعب السوداني الغيورين على السودان مراراً وتكراراً توحيد الصف المعارض لأسقاط كابوس الاخوان المتأسلمين لكن عقلية قادة المعارضة يلعب فيها شيطان القبلية الذي يصعب توحيدها ليصبح لدينا أكثر من ثلاثين حركة ومائة حزب الكل منها ينتمي لطائفة معينة والف قروب في مواقع التواصل الاجتماعي الكل ينتقد الآخر . أن تداعيات الصمت الشعبي على حال الدولة السودانية بدأ يلقي بظلاله على الوضع المأساوي والمعيشي ، فاليوم زيادة الاسعار وانهيار الجنيه السوداني يلقي بكل ظلاله وتجلياته المأساوية واقعا جديدا على الاقتصاد السوداني المنهار ، وفي آخر تطورات هذا الواقع رغبة السفاح البشير الترشح لفترة رئاسية جديدة ، الأهم اليوم هو إنّ ندرك إنّ هذه المرحلة وما سيتبعها من مراحل دقيقة من تداعيات ترشح البشير تستدعي صحوة ضمير من الجميع أن يقفوا وقفة حق مع ضمائرهم وأن لا يكونوا شركاء في مشروع تدمير وتمزيق ما تبقى من الدولة السودانية . أسقاط هذا النظام الفاسد يستدعي حالة من الصحوة الذهنية والتاريخية عند كلّ الشعب وشرفاء النضال ، فالمرحلة لم تعد تحتمل وجود مزيد من الانقسام والتفتيت والتمزيق ، اليوم وتزامناً مع كل هذه الاوضاع المأساوية على الارض السودانية ، عادت من جديد عدة مسارات على صعيد مواقف وخلافات مكونات التيارات المعارضة والأحزاب ، ما يجري في السودان الآن تحديداً ينبئ بمزيد من الانقسام سنرى فصوله قريباً ما يعني ايضاً ان السودان مقبل على صراع مفتوح سيكون ثمنه باهض جداً . ختاماً يمكن القول إن الوضع السوداني يزداد تعقيداً مع مرور الأيام حيث كثير من الأقنعة التي لبسها البعض كذباً ورياء وتملقاً أحياناً وأحياناً أخرى بهدف تحقيق بعض المصالح الضيقة بات ينتج ثماره المتعفنة علي أرض السودان .
الطيب محمد جاده