أديس أبابا – صوت الهامش
انعقد مجلس السلم والأمن الأفريقي، الاثنين، وذلك للنظر في التقرير الخاص لرئيس مجلس الاتحاد الأفريقي والأمين العام للأمم المتحدة حول المراجعة الاستراتيجية لبعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (اليوناميد).
وأثنى السفير جيريمايا مامابولو، المبعوث الخاص المشترك لليوناميد، على الزيارة الأخيرة التي قام بها مجلس السلم والأمن الأفريقي لدارفور، قائلا إن أثر هذه الزيارة لا يقاس وأنها تعطي الأمل وتطمئن المجتمع في دارفور بأن المجتمع الدولي متابع لهم.
ورأى مامابولو أن تركيز أنشطة حِفظ السلام يجب أن يتحول من حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية والوساطة إلى بناء السلام والإنعاش والتنمية.
وفي كلمته، نيابة عن إسماعيل شرقي مفوض الاتحاد الأفريقي للأمن والسلم، قال دكتور كامبودزي إن ثمة حاجة إلى معالجة جذور الصراع وذلك لتفادي حدوث انتكاسة.
ومن جانبها، أعلنت حكومة السودان، على لسان ممثلها في الاجتماع، عن استعدادها للتنفيذ الكامل لبنود وثيقة الدوحة للسلام في دارفور.
وأثنت إثيوبيا على رجال وسيدات اليوناميد الذين يواصلون جهودهم بلا كلال لتحسين حياة الناس في دارفور، داعية كافة الأطراف إلى تجديد التزامهم بالتنفيذ الكامل لبنود وثيقة الدوحة للسلام في دارفور.
وأثنت الولايات المتحدة على المكاسب التي تم تحقيقها عبر اليوناميد على مدى السنوات الماضية؛ لافتة إلى إسهام شرطة اليوناميد في لعب دور مهم في حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للدارفوريين.
وأكدت المملكة المتحدة على أهمية عودة المشردين محليا واللاجئين إلى ديارهم طواعية وليس قسرا. ودعت بريطانيا حكومة السودان إلى التعاون مع اليوناميد للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المشردين محليا على الأرض.
ورحبت فرنسا بجهود الاتحاد الأفريقي على صعيد تسوية الصراع في دارفور؛ مؤكدة على أهمية إعادة الإعمار والمصالحة؛ ومشددة على أهمية العودة الطوعية للمشردين محليا إلى ديارهم.
وأكد مجلس السلم والأمن الأفريقي على الحاجة إلى قيام كل من الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بتعبئة الموارد من أجل أعمال إعادة الإعمار التالية للصراع في دارفور.
يأتي هذا الاجتماع في أعقاب زيارة قام بها فريق مشترك من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة للخرطوم ودارفور في الفترة من 2 إلى 13 أبريل 2018. وقد أصدرت البعثة المشتركة التقرير الخاص برئيس مجلس الاتحاد الأفريقي والأمين العام للأمم المتحدة حول المراجعة الاستراتيجية لليوناميد.
وذكرت وكالة أنباء فرانس برس، أن الأمم المتحدة تنظر مزيدا من التخفيض في اليوناميد.
وكان مجلس الأمن وافق العام الماضي على خفض أعداد اليوناميد في ظل ضغط الولايات المتحدة لتخفيض ميزانيات عمليات حفظ السلام عالميا.
وأخبر رئيس حفظ السلام في الأمم المتحدة جان بيير لاكروا، المجلس أن عدد القوات سينخفض من 735ر8 إلى 050ر4 بحلول يونيو 2019 فيما سيتم خفض الوجود الشرطي إلى 870ر1 من تعداده الحالي البالغ 500ر2.
وأكد لاكروا أن الوضع في دارفور قد تغير بشكل دراماتيكي إلى الأفضل منذ احتداد الصراع.
وستركز عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جهودها على منطقة جبل مرة، التي لا يزال الاقتتال فيها قائما بين قوات الحكومة السودانية وجماعات مسلحة.
ومن المقرر أن يصوت المجلس في الـ 28 من يونيو الجاري على آخر التخفيضات المقترحة في اليوناميد عندما يجدد ولاية قوة حفظ السلام.
واشتعل الصراع في دارفور عام 2003، مُخلفًا نحو 300 ألف قتيل وأكثر من 2.5 مليون مشرد، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.