نجيب عبدالرحيم أبوأحمد
[email protected]
وأخيراً إنتهى ماراثون السلام في محطة جوبا وتم التوقيع النهائي بين الحكومة الإنتقالية والحركات المسلحة على مسرح السلام في جوبا وبحضور دول عربية وأفريقية نقول مبروك السلام ونريد إنزال الاتفاق إلى أرض الواقع ومتى ما صفيت القلوب وخلصت النيات ويتفق الفرقاء على كلمة سواء وتوحدت الصفوف من أجل هدف واحد هو بناء السودان الجديد بمفهوم جديد تسوده الحرية والسلام والعدالة.
الذين وقعوا الإتفاق بجب أن يعرفوا أن لا صوت يعلوا فوق صوت الوطن ومسؤولياتهم الجسيمة، تفتح أمامهم الطريق نحو خدمة الوطن بكل إخلاص وتجرد ونكران ذات بعيدا عن محركات الضغينة والمحاصصات حفاظا على وحدة التراب السوداني ويجب عليهم أن يعرفوا أن الطريق ليس مفروش بالورود والإتفاق ليس وقف إطلاق النار والمشاركة في العملية السياسية والجلوس في الكراسي فقط بل الأهم هو تحسين مستوي معيشة المواطن الجيعان الغلبان المرضان الفقران وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة من الحرب تعد خير ضمانة للحفاظ علي السلام وتدفع الجميع إلي التمسك به لإنهاء مسلسل العنف حتي يتفرغ الجميع لعملية التنمية والإعمار فالتحديات التي تنتظرهم بداية لرحلة طويلة وشاقة وعمل دؤوب والشعب السوداني يعيش تحت خط الفقر والدولة عدمانة المليمة الحمرة م قاعدة (كنب) بلغة الراندوك فلس شديد ولزاماِ عليكم أن تكربوا بطونكم معنا عشان نخرج من الأزمة أما إذا كان هدفكم غنائم ومناصب والشعب السودان يكافح من أجل لقمة ويتحصل عليها بعض معارك طويلة مع الصفوف الثلاثية وأغلب المرات يخسرها حسب (الظروف والمظروف).
البعض متشائم من الاتفاقية ويعتبر أن الحركات المسلحة تجار حرب ليس لديهم تفويض من المتضررين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء سنين ودنين ومعظمهم أقعده المرض والبعض مات من الجوع وابنائهم بدون تعليم بينما هم يعيشون في نعيم ورفاهية وبعض الدول الأوربية وأبنائهم يدرسون في أرقى الجامعات.
ساطع الحاج القيادي بالحرية والتغيير والأمين السياسي بالحزب الوحدوي الناصري قال الإتفاق لن يحل مشكلة ولن ويوقف الاقتتال القبلي في البلاد وإنما محاولة للابتزاز والمحاصصة من أجل المناصب ولعبة لا تفيد أهل السودان وطالب بتكوين مفوضية للسلام تتولى المفوضية ملف التفاوض مع رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد نور ورئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو والوثيقة الدستورية لا يمكن خرقها أو فتحها لتحقيق محاصصات لا تخدم أجندة السلام وهذا بمثابة بداية الخلاف الذي سيبدأ من غرف القحاتة لأن ما تبقى من الكيكة لا تكفي والحركات الكبيرة في الطريق وما تبقى من شرائح لا يكفي مكونات القحاتة وجماعة الحلو وعبدالواحد في الطريق والثورة تأكل أبنائها عندما تتعدد السلطات وتحتكر المراكز وبالأمس شهدنا في محطة سلام جوبا معظم الحضور ليس لهم أي علاقة بالثورة بل بعض الموقعين كان ينتمي للنظام البائد.
قيادات الحركات المسلحة أو المعارضة المسلحة وابنائهم الذين يدرسون في الخارج في جامعات وفنادق خمس نجوم ولم يكن لهم أي دور في الثورة لا يمكن اعتبارهم قادوا الثورة مع الثوار ولم يقدموا أي تضحيات وشاهدناهم أمس في جوبا يتصدرون المشهد بينما الشعب السوداني فقد الكثير من الشباب الذين إستشهدوا برصاص الخونة خلال فض اعتصام القياد وفي أماكن متفرقة.
كلمة أخيرة إلى من يهمه الأمر نحن نبارك السلام وندعم السلام وكل الشعب السوداني يدعم السلام ولكن يجب عليكم أن تعرفوا الثورة نظام تغيير شامل وتولد من رحم الاحزان والتهميش ومن أهم أهدافها هم وبناء الإنسان ولذا يجب أن يكون للثوار وأسر الشهداء الذي اقتلعوا النظام الشمولي نصيب في الكيكة الصغيرة وغير ذلك ستخسرون والأيام بيننا
إنتهى