الربيع محمد بابكر
عرفت الدولة المهدية تجارة الرقيق وقد كانت لها سوق نخاسة بامدرمان في منطقة بيت المال بالتحديد وقد لا يصدق البعض ان المهدي كان نخاسا ولكن كل الروايات التاريخية تثبت ذلك و مخطوطات المهدي نفسه التي كتبها بيده تؤكد ذلك.كما ان الرقيق الذين اعطاهم لإمراة تكفلت ايتاما ويقول في احدى منشوراته (اوامره)لاتباعه:(وإنني لما نظرت من صداقة قدوم بنت دوليب وامانتها وما تحملت من ايتام عبدالهادي الذين لزمت علينا كفالتهم اعطيناها مراح الضان بجبل الحراز و(العبد) كحوي وزوجته واولادهما الاثنين فالمذكورون لا يتعرض لهم فيها احد)
كما طلب المهدي من امين بيت المال ونائبه ان يعيدو لزوجة نور الجليل خادمها التي دخلت بيت المال
إذا المهدي نخاس كبير ومن دون ولذلك كان من الطبيعي ان يفرز لنا نتائج سالبة طوال تاريخ السودان الحديث
ومن اهم ما كشفته الوثائق ان للمهدي 70جارية 13منها مصريات واتراك اي اسرى الدولة العثمانية والاخريات سودانيات طغى المهدي على اهاليهما واسترقهن وكان المهدي يرق كل من اظهر ولائه للمصرين من القبائل السودنية
وإليكم الأسعار التي حدده المهدي وخليفته بالنسبة للرق كما ورد في وثائقه
رقيق العمل الكبير 50–80ريال
إمراة متوستة السن80–120ريال
بنت 8-11سنة 100-160ريال
خليلة 180-700 ريال
فهل هذا إنسان نعتبره قدوة للشعب السوداني ونتجاهل شخصيات عرفها التاريخ .
حتى السيد عبدالرحمن المهدي الذي يعرف لدى الشعب بصانع الإستقلال كان من المعارضون لفكرة منع تجارة الرق والدليل مذكرتهم الشهيرة 6مارس 1925 م وكان معه الزعيمين علي المرغني والشريف يوسف الهندي وقد ورد في مذكرتهم
انهم لا ينتقدون امرا واحد يوحد العالم ولكن بررموقفهم تجاه الرق بقولهم (لكن الرق في السودان لا يمت بصلة لما هو متعارف عليه في العالم والارقاء اللذين اعتقوا لا يصلحون لاي عمل ويعتبرون ورقة الحرية جوازا للتحلل من اي مسؤلية ) مثل هذا التبريرات يجعل يوهم اتباعهم وكانهم شعب الله المختار إلى الجحيم كل النخاسون وتبا لهم ….
المصدر دار الوثائق السودانية
علاقة المجتمع السوداني والرق محمد إبراهيم نقد