عثمان نواي
النخب الكسولة والجهولة تحاول الرد علي المقالات حول كشف أكاذيب الصادق المهدي، ولكن عبر ممارسة كسلها الفكرى والمزيد من التدليس. توضيحا للملابسات قبل الولوج الي الرد علي ثروت قاسم، أن المدعو ثروت قاسم قام بإرسال رسالة خاصة في الايميل فيها عدد من الأسئلة ودون الإشارة في ايميله الي أن هذه رسالة مفتوحة ومنشورة، حيث أن أدب الحوار والمكاتبات يتطلب هذا القدر القليل من النزاهة والشفافية. علي كل وردني أن الأسئلة منشورة دون إجاباتي عليها في المجموعات وبعض المواقع وهذا أمر لا يمكن تفسيره الا في إطار انعدام الاحترافية. فإذا كان الرجل ارسل لي الأسئلة مصحوبة بتوضيح أن الرسالة مفتوحة ومنشورة لكان ردي له سينشر أيضا للعلن. هذا جانب هام، اما الجانب الآخر والأهم هو أن ثروت قاسم المدافع عن إمامه وسيده الصادق المهدي يبدو أنه يمارس ذات التعالي وعملية تكويم الهامش في كيمان والتعامل معه ككتلة واحدة، وكسيده أيضا لم يتحرى لا الصدق ولا تدقيق المعلومات قبل أن ينشر مقاله أو رسالته بعنوان ( رسالة مفتوحة الي دارفوري متحمس). اولا لماذا التمييز لاثنية الكاتب في الأساس؟ هل هناك مواصفات اثنية أيضا للكتابة وإبداء الرأى مثلما هناك مواصفات للمواطنة محدودة بحدود الاثنيات الحاكمة في هذا السودان المحكوم بعقلية النخب الأحادية العنصرية؟… انتمائي للسودان كله قلبا وفكرا، ونسبتي الي دارفور شرف لا ادعيه وتهمة لا أنفيها. فانا درافورى الهوي ودارفورى القضية ودارفورى الوجدان وافخر بأن يشتبه أحدهم في إني من دارفور، فهي أرض النضال والقرآن قبل أن يجعلوها أرض الإبادة الجماعية.. لكني نوباوي من جبال النوبة وبذلك افتخر أيضا.. وان كان ثروت قاسم يريد محاورة اثنية الكاتب لا عقله ولا شخصه حسب عنوان المقال المنشور.. فان هذا أن دل إنما يدل علي استمرار هذه النخب الكسولة الجهولة في صلفها وتعاليها. حتي لا نطيل عليكم ادناه نص رسالته والرد علي أسئلة المدعو ثروت قاسم كما ارسلها لنا ونص ردودي عليه كما ارسلت له ولم ينشرها كما نشر أسئلته دون الردود . انشرها مرفقة بسكرين شوت من ايميله منعا لمزيد من التدليس.
الاستاذ عثمان نواي
حفظه الله
رمضان كريم .
اطلعت على مقالك بعنوان :
الصادق المهدي: بين تدليس التاريخ والتخفي في ثوب القديس
بخصوص المراحيل ، واستميحك في التعليقات التالية :
س :اولاً :
في مقولة متداولة لتشرشل ، قال انه لا يملك رفاهية ان يكون له اكثر من عدو واحد في وقت واحد .
استميحك في طرح السؤال الاتي حسب نظرية تشرشل :
هل عدوك السيد الامام ام نظام الانقاذ ؟
اذا كان عدوك السيد الامام وليس نظام الانقاذ ، فادعوك ان تتوقف عن قراءة هذه الرسالة ، وتستمر في تركيز عدوانك على السيد الامام بدلاً من نظام الانقاذ حتى لا تشتت جهدك بين اعداء كثر لن تستطيع مغالبتهم في وقت واحد .
اما اذا كان عدوك نظام الانقاذ فيمكنك الاستمرار في قراءة هذه الرسالة .
ج: أعدائي هم أعداء الشعب السوداني، اي نظام الإنقاذ وكل من تسبب في أن تصل الدولة السودانية الي حالة الدمار والانهيار الحالية منذ الاستقلال الي الان. واني لاجدني اتبع حكمة الشعب السوداني الذي جزء كبير من وعيه العميق جعله لا يستجيب لدعوات إسقاط نظام الإنقاذ، ليس كسلاً ولا خوفا. بل وعيا من خلال تجارب الماضي بأنه يريد خلاصا كاملا لا منقوصا. وأنه لن يكرر تجارب الانتفاضات الماضية ويسلموا البلد مرة أخرى للذين ضيعوا الأمانة مرتين من قبل والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ناهيك عن ثلاث، واحسب شعبا مؤمنا إيمانا فطريا عميقا سيعينه علي اقتلاع خلاصه من الإنقاذ دون حاجة لتكرار أخطاء الماضي ودون وصاية احد .
س :ثانياً : فتح الرئيس البشير بلاغاً جنائياً ضد السيد الامام بتهم عقوبتها الاعدام ، فقط وحصرياً لانه اجتمع مع المعارضة المسلحة التي تمثل دارفور والمنطقتين .
هل مقالك في العدوان على السيد الامام هو ردك على واجب السيد الامام الذي قام به في الدفاع عن قضية دارفور والمنطقتين النبيلة ، والذي اورده موارد مهلكة باتهامه بتهم عقوبتها الاعدام ؟
ج: إذا كان الصادق المهدي حريصا علي قضيتي دارفور وجبال النوبة فإن وروده موارد الهلاك هو أقل واجب لمناضل وطني مؤمن بقضيته. وعليه أن يكفيه شرفا أن تم فتح بلاغ ضده. وجدير به ان لا تقوم انت بالنيابة عنه بالمن والاذي علي ما قد يكون قام به الرجل ايمانا واحتسابا، فلا تورده انت موارد الهلاك مع ربه وهو سيدك الإمام، فأنت بذلك تبخس عمله بين يدي الله والرجل عله قدمه صدقة جارية أو جهادا في سبيل الحق. أما أن كان قام بما قام به ليس وقوفا للحق ولا احتسابا لوجه الله ولا حتي طلبا لتحقيق العدالة، فاني لست بمؤهل بالشكر ولا تقديم الثمن علي ما تفضل به أمامك وسيدك. انا كاتب مقال ورأى انتقد من أراه استحق نقدا مهما كان مكانه عند اتباعه ومريديه. وإذا كان المهدي قد قدم فيه النظام بلاغ فكيف هو حال القابضين علي جمر القضية من شعوب دافور والمنطقتتين الذين يموتون بالأبادة كل يوم؟ اليسوا بأرواح بشرية لها ذات التقييم في قوله تعالي ومن قتل نفسا وكأنما قتل الناس جميعا؟ ام ان إمامك له قيمة أكبر من أطفال دارفور وجبال النوبة الذين يموتون كل يوم دون أن يتوقف احد للإحصاء أعدادهم أو حتي توثيق أسمائهم؟
س : ثالثاً :انتخبت وبالاجماع الحركات المسلحة التي تمثل دارفور والمنطقتين السيد الامام رئيسا لتحالف قوى نداء السودان .
هل قادة هذه الحركات لهم قنابير ولا يعرفون ماضي السيد الامام الذي رسمه البريطاني المتحيز للحركة الشعبية لاسباب دينية روبرت كولينز كما تكرمت باستعراضه مع تقرير منظمة هيومان رايتس وتش ؟
ج: اولا لست في محل الرد بالنيابة عن قادة الحركات المسلحة فهم أحرار في اتخاذ ما يريدون من مواقف سياسية. انا كاتب رأي امثل نفسي ووجهة نظري. لكن في إطار إبداء الرأي ربما قادة الحركات المسلحة قاموا باتباع نصيحة تشرشل التي أوردتها أعلاه واختاروا محاربة عدو واحد في هذه الفترة.. هذا مجرد تحليل.. لا أكثر.. ثم إن السياسة هي فن الممكن، وإذا كانت هذه الحركات المسلحة وغيرها جلست مع حكومة الإبادة الجماعية المدانة دوليا للوصول لحل سياسي فلماذا لا تجلس وتتفق مع المهدي كما اتفقت أو ربما ستتفق في المستقبل مع البشير نفسه ومن قبل اتفق مع المهدي جون قرنق وهو الأكثر معرفة وتوثيقا لكل ما قام به المهدي من أخطاء في ظل حكمه.
س :رابعاً :
على الطاولة مقولتان :
واحدة للسيد الامام والاخرى للسيد روبرت كولينز وهيومان رايتس وتش وهما متدابرتان . فما هو دليلك الصلد في تصديق مقولة روبرت كولينز وتكذيب مقولة السيد الامام ؟
ج : اولا انا لا أصدق ولا اكذب انا اتعامل مع المنطق والمقاربات والمناهج البحثية المعروفة لكل باحث.. إذا كان لديك مصدر أولي للمعلومات وهو شهادات شهود وتعزز بمصدر ثانوي وهو تقارير موثقة لمنظمة بحثية دولية محترفة كهيومن رايتس ووتش فإن حديث كولينز يصبح مجرد تأكيد وتحصيل حاصل لا أكثر ولا أقل. إذن منهجيا هناك روايات متراكمة لشهادات الشهود الذين انا نفسي منهم ناهيك عن ما جمعنا خلال سنوات طويلة من شهادات من القيادات الأهلية والضحايا وهي موجودة وموثقة في جانب جبال النوبة وجنوب السودان. هذا إضافة إلي المحمول الثقافي في اللغات المحلية في الهامش المتضرر من أفعال حكومة المهدي بل ومنذ الثورة المهدية. للأسف أن التوثيق في الثقافات المحلية الأفريقية توثيق شفاهي ينتقل عبر الاغاني والاحاجي، ولكن قمع التنوع وفرض اللغة العربية كلغة تواصل وحيدة حجب هذه الموارد الثمينة من التوثيق للانتهاكات والجرائم التاريخية والحديثة ضد الشعوب الغير ناطقة بالعربية في الهامش الأفريقي. وهذه إحدي أزمات القمع والاحادية التي فرضتها النظم المركزية في السودان ومن ضمنها حكومات المهدي الثلاث . هذه هي مصادر التحقيق من معلوماتي أو بعضها. هذا إضافة إلي عنصر آخر شديد الأهمية في مسألة التحقق والتثبت وانا باحث حقوقي مدرب علي توثيق الانتهاكات وجرائم الحرب.. فإذا كان لديك شهادة ضحايا يسندها تقارير منظمات محترفة ووقائع بأدلة مثبتة ، فإن دفاع المدعي عليه عن نفسه بالكلام المرسل دون تقديم دليل مقابل ينفي شهادات الضحايا الآخرين لا يعتد به. إذا كان المهدي يريد الدفاع عن نفسه عليه تقديم وثائق حقيقية بينة تثبت ما يقول.. هذا إضافة إلي أمر اخر إذا فاضلنا بين تحيز المهدي لنفسه وتحيز كولينز الذي عنده علي الاقل بعض الحقيقة نسبة لمنهجه الأكاديمي المفروض عليه من الموسسات العلمية ألتي ينتمي لها فلا شك أن أخذ بما يقوله كولينز هو أقرب إلي المنطق ومناهج البحث .
س :خامساً : لماذا تتحيز يا استاذ عثمان للحركة الشعبية ضد القبائل العربية ، ومعروف ان الحركة الشعبية اعتبرت انتفاضة ابريل 1985 وحكومتها … اعتبرتهما مايو 2 ؟ واستمرت في القتال ضد حكومة الانتفاضة وضد حكومة الديمقراطية الثالثة وكان رئيس وزرائها السيد الامام .
ج : اولا لا اتحيز ضد أو مع احد.. انا اتحيز للشعب السوداني بكل مكوناته ضد نخب المركز الحاكمة التي استغلت القبائل العربية لخدمة مصالحها الضيقة للصراع علي الكراسي وضيعت البلد وزادت الفتن وصبت الزيت علي نيران الخلافات القبلية التي كان يتم احتوائها دوما بآليات محلية سلمية.. لكن الضمير الغائب جعل النخب التي حكمت ومنها المهدي لا يبالون بارواح الناس . أما حكومة سوار الدهب وهذا ليس موضع النقاش فأنا أيضا اعتقد مثل قرنق انها مايو 2 وأنها عمليةاجهاض ممنهج من القوي التي تمثل الدولة العميقة في إجهاض الديمقراطية الثورية الحقيقية في السودان وتحجيم نضالات الشعب السوداني… وهذا نقاش ليس محله هنا..
س : جاهد السيد الامام في الحوار مع الدكتور جون قرنق لينضم للديمقراطية الثالثة ولكن الدكتور جون قرنق رفض رفضا باتا وبدون ابداء اي اسباب سوى ان حكومة الديمقراطية الثالثة مايو 2 .
ج: لا معلومات لدي موثقة حول ما تتحدث عنه حول مجاهدات المهدي في تحقيق السلام معروف ان المهدي هو الذي عطل تنفيذ اتفاق الميرغني قرنق حتي اتت حكومة الإنقاذ..
س: وكان من تداعيات حرب الحركة الشعبية على الديمقراطية الثالثة استيلاد نظام الانقاذ ، الذي نكتوي بناره قرابة الثلاث عقود ؟
ج: انت هنا تقدم نفس السبب الذي يقدمه الكيزان كمبرر لتسميتهم لثورتهم بثورة الإنقاذ بدعوى انهم ينقذون السودان من الحركة الشعبية وازدياد هزائم الجيش بسببها … عموما ما هو واضح ولا يحتاج دليل ان الإنقاذ أتت نتيجة فشل حكومة المهدي فلا تعلق فشله في حكم البلاد في أعناق الآخرين.. هو في النهاية كان رئيس البلاد بيده تقديم التنازلات واتخاذ القرارات المصيرية والحاسمة والشجاعة… لكن الرجل بتردده المعهود تأخر في اتخاذ ابسط القرارات مثل إلغاء قوانين سبتمبر التي كانت سببا في قيام الحركة الشعبية نفسها… الرجل كان بيده الحل والعقد كرئيس دولة ولكنه لم يحل بل عقد كل الأمور ثم انهارت البلاد لقمة سهلة في يد الكيزان… أن كيفية سقوط النظام الديمقراطي في يد الكيزان هذا ملف في حد ذاته يحتاج الي أن يقدم المهدي وحكومته الي مساءلة ومحاسبة تاريخية حوله… وان كان لقرنق تحفظات وتعنت فالمهدي لم يكن ابدا بالحكمة التي يدعيها الان في إدارة الأزمة مع قرنق.. وكرئيس دولة في فترة انتقالية حرجة كان حريٌ به مزيد من الحكمة واللين ولكن لا يبدو أن الموقف كان كذلك كما ابانت ذلك الرسائل المنشورة التي دارت بين الرجلين في تلك الفترة.
س : قال الدكتور الترابي انه لولا الدكتور جون قرنق لما نجح انقلاب الترابي على الديمقراطية الثالثة .
ج: ما سمعت هذه المقولة وان صحت فان الترابي هو شيطان السودان الذي يؤجج كل الفتن وحديثه هذا لا أعلم له سياق سوي مزيد من صناعة الفتن.. علي كلٍ قرنق حافظ على موقعه العسكرى والسياسي وقد حصل علي سلام تاريخي كان سيحل كثير من الأمور.. لولا اغتياله الذي سيظل احد اهم الغاز التاريخ الحديث في السودان.
س : سادساً : في برلمان الديمقراطية الثالثة من 1986 وحتى انقلاب الاخوان في 1989 ، لم نسمع من النواب اي تحفظات على تسليح حرس العمد والذي يسميه روبرت كولينز ميليشيات المراحيل .
ج: ان لم تكن قد سمعت فعليك بالعودة الي كتاب كولينز نفسه. والرجل اكاديمي محترف.. يمكنك الاستيثاق أكثر من المصادر الأصلية لتلك الفترة سواء كانت ارشيفات البرلمان أو الحكومة وهي مصادره الأولية لبحثه ولقاءات مع شهود الفترة. يقول كولينز الذي يعد مصدرا موثوق لدينا : حاول المهدي أن يمرر قانونا من الجمعية التأسيسية يضفي الشرعية علي ما يقوم به المراحيل وغيرهم من المليشيات ولكن قوبل بالرفض الحازم من الحزب الاتحادي الديمقراطي وكتلة الجنوب.. ” ص 210.
س :سابعاً : قال الكتاب ( وقولوا للناس حُسناً ) ، وارجو ان تكون تعابيرك في العدوان على السيد الامام لائقة ونحن في شهر رمضان المبارك لان التعابير التي استعملتها تخصم من رصيدك الاخلاقي وتقود الى عكس ما ترمي اليه من اهداف .
س: اولا يقول القران الكريم ( لا عدوان إلا على الظالمين) وما بدأنا العدوان علي سيدك وإمامك.. بل هو من بدا بالكذب وتزوير الحقائق وجاء الرد عليه بالمثل.. وفي حين لا اري فيما كتبت اي عدوان بل مجرد نقد وتقريظ لشخصية عامة عادية… الإ أن العدوان أن كان ولا بد منه فإنه بأمر الله ليس إلا علي الظالمين… وقد ظلم المهدي كثير من أهل السودان وما كان ينبغي له الكذب إضافة للظلم… فلو انه سكت ورضى بستر الله له من بعد كل ما قام به لكان خير له.. لكن بما انه جاهر بمعصية الكذب فلابد من كشف ظلمه… ولو انه اجاب بشي من الحق لما اضطر الناس للرد عليه بكل هذا الغضب … لكن السن بالسن والبادئ أظلم..
اما أخلاقي فإن ربي بها ادري واعلم… والرجل لا هو سيدي ولا إمامي… ولا مقدس عندي سوي الله ورسوله.. ولا مكان عندنا للصمت علي المظالم.. مهما كان من أقدم عليها.. لا كبير عندي سوي ربي… وان لم يكن خُلق رمضان الشهادة بالحق فماذا يكون خُلق شهر القرآن الذي أنزله الحق بالحق. ونسال الله أن نكون في الشهر الكريم.. وهذا الشهر بعمل الخير أحق وأولى… نسال الله أن نكون شهداء بالحق قائمين بالقسط.. وهو عليم بذات الصدور…
نهاية الرسالة.
nawayosmanGmail.com