عبد المنعم سليمان
نشرت صحيفة “الهندي عزالدين” – صحيفة المجهر- خبرا على صدر صفحتها الأولى ، تحت عنوان : ” البشير يطلق أول تغريدة عبر حسابه بـ”تويتر” و”فيسبوك” سبتمبر المقبل .. وأصدقكم القول انني وقفت مفزوعاً حين صورت لي نفسي الامارة بالسوء من أول وهلة وكأنه : البشير “يطلق” القمر الصناعي السوداني سبتمبر المقبل ..
أرجعت البصر “كرتين” على عنوان “الصحيفة” حتى يصدق عقلي ما رأته عيناي .. فهذه “الصحيفة” تحديداً سبق وكتب رئيس تحريرها “الأميّ” انه (لا يرتاد) مواقع التواصل الإجتماعي – أي والله كتبها هكذا لا يرتاد – قائلاً بان هذه المواقع لـ “الصعاليك” من شاكلة “عبدالمنعم سليمان” وأمثاله .. ولا أعرف ما الذي تغير الآن : لماذا يحتفي رئيس التحرير الجهبذ بـ”صعلكة” رئيسه لدرجة ان يضعها عنواناً عريضاً على صحيفته ؟
بالطبع سخر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي من ركاكة الخبر كما الصحيفة .. ولكنهم لم يتعمقوا في جذور الأزمة .. أزمة الصحافة التي تمثل امتداداً لأزمة الوطن الذي يتم تشويهه وتخريبه على رؤوس الأشهاد .. تلك الصحافة التافهة التي تعمل على تسطيح وتجهيل ما تبقى من الشعب السوداني .. فأين الخبر بالله عليكم في ما كتبت الصحيفة ، ناهيك ان تضعه عنواناً لها ؟ ولماذا سبتمبر المقبل يا ترى ؟ لماذا ليس الآن في يوليو أو أغسطس مثلاً ؟ ولكن الصحيفة التي “تتطور” مع رئيس تحريرها بطريقة التناسب الطردي – كلما زاد جهله إزدادت سخفاً – في مهمتها لتسطيح القراء وتجهيلهم تريد ان تصور إنشاء “رئيسها” صفحة على موقع بشبكة الانترنت – كما مثلنا جميعاً – وكأنه “فتحاً” للبلاد ولحظة تاريخية ومفصلية في تاريخه القديم والحديث! ولا أعرف هل بعائلة “الهندي” أطفال حتى يُبسّطون له مفهومه عن “الانترنت” ويخبرونه بان دخول مواقع التواصل الإجتماعي ليس كإكتشاف الخلايا الجذعية ؟
انه اعلام العار في أحط تجلياته .. الذي يفرز صحافة لا علاقة لها بالأمة ومشاكلها .. إعلام حوَّل منابره إلى نشر الضحالة والتطبيل والتجهيل وإستتفاه الشعب مع سبق الإصرار والترصد .. إعلام يناسب مرحلة الجنجويد التي تعيشها بلادنا ، بل هو إعلام “جنجويدي” بإمتياز .
لم يتبقى سوى نصيحة أقدمها لشركات التوزيع التي تشرف على توزيع صحف “ريا وسكينة” في بلادنا .. أنصحها بتوزيع “كيس زبالة” هدية مع العدد اليومي ، لزوم “البصق” و”الاستفراغ” ورمي الصحيفة في مكانها الطبيعي ، حفاظاً على نظافة مدينتنا .