بقلم عبد العزيز عثمان سام
11 مارس 2020م
عندما زُرت السودان خواتيم ديسمبر 2019م حتى الربع الأخير من يناير 2020م، رأيت وسمعت الكنداكات والشفَّاتة يردِّدُون عبارة “شُكْرَاً حَمَدوك” لكلِّ من يحسن التصرُّف أو يأتى بمُروءَة، إستحسنت العِبارة وهى ماركة مُسجَّلة للثوَّار.
والسودانيين الأسوياء شعوب فى غاية المرُوءة والتهذيب وحسن التصرُّف واللِياقة،
. فى شتاءِ عام 1991م قَدِمت من قاهرة المُعز، بعد إجازة سنوية قضيتُها هناك، وكان الوقت ليلاً فأخذت تاكسى المطار إلى مدينة الثورة أم دُرمان الحارَّة 14 حيث أسكُن، وطول الطريق كان سائق التاكسى لطِيفاً وَدُوداً، تجاذبنا أطراف الحديث فى مواضيع شتَّى. ولما وصلنا أستخرجت مبلغ من المال وناولته لسائقِ التاكسى ولم نتفق مسبقاً على مبلغ التوصيل. فتصرف سائق التاكسى تصرفاً رَسَخَ فى ذهنى حتى اليوم، قام بإبدال الورقة النقدية بفَكَّة من فئات أصغر ثمَّ أعادها لى كامِلة وهو يبتسِم، ولما لاحظت أنه ردَّ لى كل المبلغ، وكان كلِّ مِنَّا يستحى أن ينطقَ بكلمة حول كم مبلغ المشوار. فأعدتُ له ما رأيت أن أدفعه له للمشوار وكنتُ سَخِيَّاً، أخذَ المبلغ ودسّه فى دُرْجِ الطبلون دون أن ينظر إليه، ودَّعنِى شاكِراً، ودعوتُ له بعَودة سليمة وغادر، السودانيون تتعلم منهم كل يوم قِيمة وإبتكار جديد،
. شُكراً حَمَدوك لأنَّك نجوت من غدرِهم، وحمداً وشكراً جزيلاً لله العظيم عدد خلقِه وزِنَة عرْشِه ومِدَاد كلمَاته لأنَّه عصَمَ عبده حَمَدوك فى تلك الحادثة الغادِرة، وحفظ الدموع فى مآقى الثوَّار الذين أحبُّوا حَمَدوك، وعصَمه الله من غدرهم لأسرته الكريمة، ومن يحسن النية فى خدمة الناس يعصِمه الله من كلِّ شَر،
. ثورة ديسمبر 2018م ستنتصر وتبلغ غاياتها، وتتحقق الحرية والسلام والعدالة، والإرهاب الذى لا يقتُل الثوَّار يقوِّيهم ويشِدُّ سَاريتهم على المِجْدَاف، ويشقُّ مركبهم أمواج التحدِّيات إلى شاطئ النصر الأكيد، وطن سنبنيهو بأيدىٍ نظِيفة،
. إستَهْدَفُوا حَمَدوك، لأنه رمز الثورة وأمل الثوَّار فى الإنتقالِ والعبور إلى أهدافِ الثورة،
. إستَهْدَفُوا حَمَدوك، لأنه الأقرب إلى قلوبِ الثوَّار، ومعشوق الشفاتة والكنداكات، شكراً حَمَدوك (كنتُ أنطق إسم الرئيس حَمْدُوك فصَحَّحنِى شِفتٌ من أهلِ بيتنا “يا خال، قول حَمَدوك”). ومن يومها عرفت النُطق الصحيح لأسمِ رمز وأيقونة جماهير الثورة، ومكْمَن ثِقتهم وحامل آمالهم،
. إستَهْدَفُوا حَمَدوك، لأنه وحكومته رأيهم واضِح فى تحقيقِ العدالة على المستوى المحلى بسَوق الذين قتلوا الثوَّار فى كارثة فضِّ الإعتصام وجميع جرائم قتل وتعذيب الثوَّار أمام قضاء وطنى عادل، لا يتفَلَّت منه أحد،
. إستَهْدَفُوا حمدوك، لأنّه وحكومته رأيهم واضِح فى حتمِيَّة تحقيق العدالة الجنائية الدولية بتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاى- هولندا والتعاون التام معها لتنفيذ وِلايتها الجنائية فى جرائم الحرب التى وقعت فى إقليم دارفور منذ 1 يوليو 2002م، ويتطلب ذلك أن يُصادق السودان فوراً على “نظام روما 1998م”،
. إستَهدَفُوا حَمَدوك، لأنَّ رأى حكومته واضح من موضوع سَدِّ النهضة، وإبتزاز جامعة الدول العربية، وإعلان السودان أنه ليس طرفاً فى هذه الفِتنة وهذا الإبتزاز. مصر وجامعة العرب وَصْمَة عار، ووُجود السودان فى هذه الجامعة عيب ونقطة ضعف كبيرة منذ إنضمامه لما أسوأ رابطة عنصرية لا مشروع لها غير الكراهية وخلق المشاكل. مجموعة دول لا تستطيع العيش بلا كراهية وعنصرية، يخلِقون المشاكل بأيديهم ثمَّ يعجزُون فى حَلِّها،
. والأعْرَاب لهم مصلحة فى إستِهدَافِ حَمَدوك لأنه قوى، وَاعِى وخبير، يعرفُ ما يريد ويخطط وينفذُ مهامه وبرنامجه بعيداً عن أحلافِ العمَالة والإرتزاق التى وقعَ فيها كثير من الدوائر السودانية التى تحيط بحَمَدوك إحاطةِ السُوَّارِ بالمِعْصَمِ، لكنه رغم ذلك يخطو بثبات يمْخُر عبَاب التحدِّيات باسِماً وَاثِقَاً،
. حَمَدوك سِرَّه فى قيمته الذاتية، شخص بسيط ذو خُلق وضمير، فأتمَّه الله بمكارِم الأخلاق وزوَّدَه بالعلمِ، ثمَّ رَاكم خبرات كثيرة فى أكبر المؤسسات الكونية فإكتمل بناء حَمَدوك عالياً شَامخاً، ومتواضعاً حمِيماً رحِيماً ومُلهِماً، فأحبَّه النَّاسُ حيث حلَّ ونَزلَ،
. حَمَدوك مع هدوءه الخارجى رجل يعمل كخلية نَحل، هو ومعاونيه، يتَّخِذ قراراته وتحركاته وأسفاره بهدوء وينفذها بهدوء ويأتى بالنتائج المُبهرة، والله ظهير حَمَدوك دوماً وعاصِمه من كلِّ شرٍّ، وشِرِّير،
. ذَهبَ حَمَدوك إلى الفاشر، وقابل النازحين فى معسكراتهم بالقميص الأبيض”نص كم”، فإنتقده الحاقِدون، وغداً عندما عادوا للإرشيف وَجدُوا أنَّ كوفى عنان وأوباما وجورج بوش الإبن وكولن باول جميعهم زاروا اللاجئين والنازحين وهم يلبسون قِمصان بيضاء عادية بلا تكلُّف أجْوَف لأنَّ التبَسُطَ ورفع الكُلفة يُنَاسِب تلك اللحظة مع أولئك البؤساء فى كنتونات الذُلِّ والموت البطيئ، على أنَّ الحاقدونَ يريدون تعليم حَمَدوك بن الأمم المتحدة الإتكيت!، إنه الحقد والحسد وأمراض القلوب، وإنَّها تُعْمِى البَصَائر،
. ذَهبَ حمدوك فى زيارة تاريخية إلى كاودا، معْقَل الحركة الشعبية شمال، كأوَّل مسؤول من حكومات السودان، يزور عرين الأسد وتمَّ الترحيب به، والمشَاعِر زَغْرَدت،
. ذَهبَ حمدوك إلى مقرِّ الجمعية العامة للأممِ المتحدة فى نيويورك، وخاطبها مُمثِّلاً لوطنه السودان، فزَغردت له النساءُ فى سابقة هى الأولى هناك، والرجل الصَالح تأمَنه النِساء، الصَيد،
. وذَهبَ حَمَدوك إلى الإتحاد الأوربى، وإلى ألمانيا وقابل المستشارة أنجيلا ميركل، فرَدَّ الألمانُ التَحية بأحْسنِ منها فجاء رئيس جمهورية ألمانيا السيِّد فرانك فالتر شتاينماير إلى الخرطوم فى زيارة إستغرقت يومين، 27 و28 فبراير 2020م
. حَمَدوك إنسان سَوِى سليم القلب خالى من أمراضِ العنصرية والإنتهازية وسوء الخُلق، ولكن حاضِنة حكومته، تحالف قحت وتجمع المهنيين موبؤين بجميعِ أمراض القلوب المُزمِنة، كيف؟.
. أنظُر إلى وفدِ (تجَمُّع المهنيين) الذى زار رئيس ألمانيا فى مقر إقامته فى الخرطوم، كُلَّهم جلَّابة عِيال بَحر، ليس بينهم أحد من الهامش، وهؤلاء العنصريون لا يعلمون أن ألمانيا علاقتها بالسودان مدخَلها سَلطنة دارفور.
. وألمانيا تعلم يقِيناً، بإعتبارها زعيمة دُول المِحور فى الحرب العالمية الأولى 1914- 1918م (ألمانيا، النمسا، تركيا، بلغاريا)، وقد خسروا الحرب أمام دول الحُلفاء بقيادة (بريطانيا، فرنسا، أمريكا، روسيا والصين) الذين شكَّلوا عُصبة الأمم ثُمَّ الأمم المتحدة ونصَّبُوا أنفسهم أعضاء دائمِى العضوية بمجلس الأمن، وجعلوا لأنفُسِهم حقَّ النقض(فيتو) على قرارات الشرعية الدولية، وحرموا دول المحور من العضوية الدائمة لمجلس الأمن بالأممِ المتحدة.
. الجَلَّابة فى تحالف قحت، وتجمُّع المهنيين الذين قابلوا رئيس ألمانيا فى الخرطوم لا يعلمون أن مدخل (دول المِحور) إلى السودان هى “سلطنة دارفور” التى قاتلت إلى جانبِهم فى الحرب العالمية الأولى. فجاءت بريطانيا بعد الحرب ودكَّت سلطنة دارفور ومسحتها من خارطَةِ الدول وضمَّتها للسودان 1916م. والسودان من أفشل دول العالم، وإتَّسمَت بالتبعِيَّة والعَمَالة للإنجليز،
. لا يعرف هؤلاء القحَّاتة العنصريون بفصيلة الدم والجينات التى يحمِلُونها، أن رئيس ألمانيا لا يحفل بهم، ويهتمُّ بسلطنةِ دارفور وبالهامش السودانى الأسود الذى ينفرُ منه هؤلاء النَهَّازِين الإقصَائين الخَوَنة.
. ونسأل وفد تجمُّع المهنيين: لماذا لم يضُمُّوا أشخاص من الهامش؟ العنصرية والإقصاء ماركات مسجلة لجلابة السودان لن يتعَافوا منها حتى تقوم الساعة. لذلك أقول دائماً، أن قحت وتجمُّع المهنيين والكيزان وكل هؤلاء الثعابين الحاقدة لا يستِحقُّون حَمَدوك،
. وليعلم وفد تجمُّع المهنيين الذى قابل رئيس ألمانيا فى الخرطوم أنهم قد شربوا مَقلباً كبيراً لأن رئيس ألمانيا قد تَبلَّغ من أبناء دارفور أن الذين قابلوك عنصريون إقصائيون خونة، وأنهم لا يمثِّلُونا، وقد جُبِلُوا على العمَالة، ومن سوءِ الحَظّ أن يجْمعَنا بهؤلاء وَطَن، أو دِين،
. العنصريون الجلابة هؤلاء لا يتعلمون خيراً ولا ينسُون شرّاً من شرُورهم، هؤلاء لا يعلمون أن ألمانيا الإتحادية لها علاقات ضاربة بجذورِها فى عمق تاريخ سلطنة وإقليم دارفور، لا يعلمون أن عمَّنا أحمد إبراهيم دريج قد عاش معظم عُمره فى ألمانيا وتزَوَّجَ بإمرأةٍ ألمانية وله منها ذُرِّية، وأنَّ الألمان هم أخوَال أهل دارفور. ولا يعملون أن حكومات الجلابة المتعاقبة كانت تقاطع ألمانيا بلا سبب لإرضاء أسيادهم الإنجليز، و(شِنْ جَدَّ على المَخَدَّة ؟)،
. لا يعرف الجلابة الإنتهازيون أن ألمانيا، مُمثلة فى مقاطعة سكسونيا السُفلى، شيدت طريق نيالا، كأس، زالنجى، ومحطة كهرباء الفاشر فى سبعينيات القرنِ الماضى.
. ولا يعرف هؤلاء الصُمّ البُكم أن مدينة “ناما” التى شيَّدَها ألمانيا وإرتكزت فيها الشركات الألمانية التى نفَّذت طريق نيالا، كاس، زالنجى وما زالت شامخة تنظرُ إلى انتهازية هؤلاء الجلَّابة بسُخرية،
. السؤال: لماذا لم يكن ضمن وفد تجمُّع المهنيين الذى زارَ رئيس ألمانيا ممثلين من الهامش؟ ننتظر الإجابة. أم أنَّ تجمُّع المِهنيين خالى من أبناء الهامش؟، أبَّكر يريدُ أن يعرف،
. إستَهْدَفُوا حَمَدوك، لأنه أثبت لكلِّ الذين حكموا السودان قبله، أنهم متكلِّفون ونرجسيين، بينما حَمَدوك يؤمن بالعملِ بروح الفريق، ويُشجِّع ويَلهِم الذين يعملون معه ويجبُر بخواطرهم، ويترك فيهم أثراً يبقى للأبد، ويرفع من معنوياتهم ويقَدِّم لهم القُدوة الصالحة.
وهل رأى هؤلاء نساء أثيوبيا بنات ملكة سَبِأْ، كيف فرَشنَ لحَمَدوك خِمَارَاتِهن ليَمْشِى فوقَها ؟ ومن غيره فرش له النساءُ الخِمَار؟،
. بعد زيارة رئيس ألمانيا السودان، جمع حَمَدوك كل العاملين بمجلس الوزراء الذين عملوا ضمن فريق الإعداد لذلك اليوم وطفقَ يشكرهم ويثنى على أنشطتهم لإنجاح ذلك اليوم مما ترك أثراً طيباً فى نفوسهم، هذا منهج جديد أسَّس له جَابِر الخوطر حَمَدوك، وجبر الخواطر من أعظم الصدقات، ولن يدخل الجنَّة من لا يجبُر الخواطِر،
. تحالف قَحْت يغِيرُون من حمدوك لأنه حبيب الثوَّار، كنداكات وشَفَّاتة. بينما قحت لا أحد يحِبّهم لأنهم شِرزمة متشاكسون تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتَّى وخيباتهم معلومة للثوَّار، وفضائحهم وخياناتهم تزكمُ الأنُوف، وبعددِ الحَصى. ليس أوَّلها خيانتهم للثوُّار يوم فضِّ الإعتصام، ولا آخِرها تهَافُتِهم على الوظيفة العامَّة مع أنَّهم تعهَّدُوا بالكَفِّ عن شغلِ الوظيفة العامة فى فترة الإنتقال، وتركها للتكنوقراط والكفاءات، لكنهم انكبُّوا عليها كالذباب، ألم يسمعوا قولِ الشاعر: وتعفُّ الأسودُ عن وُردودِ مَاءٍ إذا كانَ الكِلابُ وَلَغْنَ فيه ؟،
أما حَمَدوك فلا وظيفة تمْلأ عينه، وهو يملأُ عين كلّ وظِيفة،
. وعسكر السودان وجنجويده يخشون حمَدَوك، ويرونه الشُرطى العالمى ومُمثل الأمم المتحدة الذى ينشر قواته فى السودان تحت الفصل السابع للقبضِ على مُرتكبى الإنتهاكات بالمخالفة للقانون الإنسانى الدولى ونظام روما. ومعظم العسكر فى السودان قَتَلَة، ومجلس السيادة فى شِقِّة العسكرى كلّهم قَتَلَة مطلوبين للعدالة الجنائية الدولية، ويخشون حَمَدوك لأنه قضى عُمره فى محاربةِ الإفلاتِ من العِقاب، فلا يُمَانعون أن يذهبَ إلى حَتفه ليخفِّف عنهم الرُعب والخوف اليومى كلَّما رأوه يجلسُ بينهم، ويرقبُ حركاتهم وسكنَاتهم وانفعالاتهم وإفرازاتهم الكريهة خوفاً من الشُرطى الدولِى، مانِع الإفلات من العِقاب،
. عليه، لا صليحَ لحَمَدوك فى السودان ألَّا ثوَّار ديسمبر 2018م، كنداكات وشفَّاته. أما البقية فكلَّهم يكِيدُون لحَمَدوك، ولكلٍّ منهم أسبابه ودوافعه، السودان بلد منحُوس لا يعيشُ فيه الأخيار،
. ودكتور جون قرنق ماتَ أو قُتِل، ولم يعِشْ حتَّى يصرف راتبه الأوّل نائباً أوَّل لرئيس جمهورية السودان بُعَيد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لتنفيذ اتفاق السلام الشامل 2005م،
. لذلك، على الثوَّار بطلائِعِهم المختلفة على طولِ السودان وعرضه القيام بواجباتهم العظيمة لحماية ثورتهم وحماية رموزها وعلى رأسهم حَمَدوك، وذلك بالقيام دون إبطَاء بالإجراءات الطارئة التالية:
لا تكشفوا ظهر حكومة حَمَدوك بكثرةِ الصراخ والطلبات، بل أسندوه وأربطوا الأحزمة، فحكومة حمدوك إستلمت البلد (جنازة بحر)، وتعمل ليل نهار لرتق الفتوق الرهيبة، بينما الكيزان يهدِمُون ليل نهار لإقناع الشعب بفشلِ الحكومة. وما زال الكيزان يأملون فى العودة إلى كرسى الحكم لو زال حكومة حَمَدوك، فلا تعِينُوا الكيزان بكثرةِ العويل، فالحرية التى تحققت لكم بزوال الكيزان، خير من الخُبز والوقود. وبالحرِّية والكرامة الإنسانية ستحققون الخُبز والوقود والمواصلات،
وَفِّروا الحماية لحَمَدوك وحكومته بعبقريتكم التى قُدْتم بها الثورة، ولن يعجِزكم شئ،
ناصروا حَمَدوك وحكومته فى مواجهة إبتزاز تحالف قحت، وهو فيروس كورونا الذى إبتلى الله به السودان. ويتأتى ذلك بإعلان أن قحت لا تُمثِّل الثوَّار وإعلانه فى مليونية خاصَّة (مليونية الخروج من عباءة تحالف قحت). وتشكيل جسم سياسى من لِجان المقاومة على طولِ السودان وعرضه. جسم يتكون بتمثيل مجموعات السكان وِفق توزيعهم الجغرافى، وليس من تنظيمات سياسية أو مهنية لأنَّها فشلت وكادت تقتل الثورة وتعيد الكيزان إلى سطحِ الأجندة السياسية، وبذلك يتمُّ القضاء على تحالف قحت، الفيروس القاتل.
هذا الجسم السياسى الذى ظللنا ننادى به منذ إنفجار الثورة ولم يقُمْ حتى اليوم، هو الجسم البُعبع الذى سيقضى بالضربة القاضية المزدوجة على عدُوَّين لدُودَين للشعب السودانى يهدِّدان التحول السياسى هما: الكيزان وتحالف قحت،
بعد القضاء على تحالف قحت والكيزان يتفرغ العملاق الوَلِيد لمُنازلة العسكر ليقوم سودان حرّ يملك شعبه أرضه التى سَلبَها الجيوش منذ 1925م من لدُن “قوة دفاع السودان”. وبإسترداد شعب السودان لأرضِه من الجيوش ستعودُ السيادة لشعوب السودان، ويبدأ بناء بلد عملاق تُفاخِرُوا به الأمَمْ،
التنظيم السياسى الذى يجب أن يقومَ فوراً لحماية الحكومة الإنتقالية، والقضاء على تحالف قحط، سيخوضُ معركته الكبرى الفاصلة مع جحَافل الجيوش التى تحتل السودان منذ قيامه. يجب القضاء عن طريق الحل بقرار صادر من برلمان السودان على: جيش قوة دفاع السودان 1925م، وجهاز الأمن والمخابرات، والدفاع الشعبى، والجنجويد والدعم السريع، وقوات الحركات المسلحة.
كل هذه التشكيلات العسكرية الحالية يجب أن تذهب إلى الجحِيم، لأنَّها تشكِّل طبقة فوق المجتمع، وخارجة عن حكم القانون والمحاسبة، وتحتقِرُ المجتمع وتقمعَه.
وتأكل 80% من موارد السودان، وصادرت أرض السودان من شعبه وإنتزعت السيادة الوطنية من الشعب وسَمَّت نفسها هى الوطن، مع أنها ليست الوطن ولكن تستعمرُ الوطن وتهين كرامة أهله، وتبيدهم وتهتك أعراضهم، وتسرق موارد البلاد.
هذه الجيوش والمليشيات، منهم من يهيمن على موارد السودان وتحيلها لمنفعتها الشخصية وجعلت لنفسها دولة داخل الدولة السودانية، وتحتل مناجم للذهب وتحيلها لمنفعتها الشخصية ومن يعترِض على ذلك مصيره طلقة تخترقُ قلبه، والطلقة تمَّ شراءها بمالِ الشعب السودانى،
وإنشاء جيش سودانى وطنى قليل العدد وجيد العتاد، يحمى وطننا ويسترد المسلوب من أطرافه ويدافع عن كرامتنا الإنسانية، جيش قوامه حَجافل ثوَّار ديسمبر 2018م،
وشكراً حَمَدوك، تعيش أنت وحكومتك والثوَّار، ويمُوت عدوك وعدو الثورة.