نائب رئيس حزب الأمة القومي محمد عبدالله الدومة في حواره مع الايام
الحريات مقيدة والصحافة تواجه متاعب عديدة
لن ندخل في حوار مع الحكومة بدون تهيئة االمناخ واتاحة الحريات
ترحيب الحكومة بتوقيع المعارضة علي خارطة الطريق نفاق واستهبال
المواطن يتحمل سياسات النظام الفاشلة
الحريات ليس فيها انصاف الحلول أو(لف ودوران)
اكد نائب رئيس حزب الامة القومي محمد عبد الله الدومة وجود معتقليين فضلا عن وجود محاكمات مستمرة بحق السياسيين والناشطيين وشدد علي ضرورة اطلاق السجناء السياسيين والاسري وكشف عن تراجع الحريات بشكل كبير وقال في حوار له مع الايام ان الصحافة تواجه متاعب وانتهاكات عديدة وشدد علي ضرورة الغاء القوانيين المقيدة للحريات واوضح ان حديث الحكومة والتزامها بتوفر الحريات كلام ساكت وتابع(نحن في وضع يحتاج الي معالجة حقيقية) وتخوف الدومة من استمرار انفلات السوق وتراجع قيمة لنيه السوداني امام العملات الاجنبية وقال ان لمواطن يتحمل فشل السياسات الحكومية الفاشلة واردف( المعيشة ستكون قاسية جدا بالنسبة للمواطنيين في ظل الاوضاع الاقتصادية الحالية مافي زول بقبل بالدخول في حوار مع الحكومة في ظل غياب الحريات والرؤية الاصلاحية لاقتصاد البلاد المتدهور) وحول إنهيار الجولة الاخيرة من المفاوضات قال نائب رئيس الامة ان إنهيار الجولة الاخيرة لم يشكل صدمة بالنسبة له لاسيما وان المؤتمر الوطني كان سعيداً قبيل توقيع قوي نداء السودان علي خارطة الطريق لكن ذكاء قيادات نداء السودان وتوقيعهما علي خارطة الطريق قلب الطاولة علي الحكومة التي كانت تخطط لعزل نداء السودان من المجتمع الدولي والاقليمي وتحميلهم فشل سياسات الحكومة واشعالها للحرب والان بعد توقيع المعارضة الحكومة صارت غير سعيدة وترحيبها بالتوقيع ماهو سوي نفاق ساكت وهم مجبورين ،والان الكورة في ملعب المؤتمر الوطني ،واذا اراد ان يشوت علي كيفو لكننا نعتقد بان المؤتمر الوطني صار ملزم بأن يمسح الصورة الراسخة في اذهان الناس الخاصة بعدم مصداقيته وهو ملزم ايضا بالتعامل مع المعارضة بشكل جاد والاستجابة للمطالب الاساسية ووضعها في المؤتمر التحضيري الي جانب وقف الحرب والعدائيات واغاثة النازحيين ،وقال الدومة ان حياة الانسان السوداني مقدمة علي كل شي ،ودعا الحكومة لتقديم تنازلات في موقفها اتفاوضي بشأن محطات ومسارات الاغاثة ،وحول رؤية حركات دارفور وموقفها التفاوضي بشأن موقع قواتها وصفه بالعادل وقال ان لحركات دارفور الحق في عدم الكشف عن مواقع قواتها عبر جهاز الجي بي اس واضاف هذا فيه خطورة علي الحركات المسلحة هناك عدم ثقة واسعة بين الحكومة والحركات المسلحة (مافي ضمان) هذه القضايا يمكن تجاوزها حال توفر النية الصادقة نحن لانريد ان يكسب احد اهداف عن طريق (الفاولات) وعلي الحكومة ان تذهب بشكل مستقيم وواضح لتلبية مطالب الشعب السوداني وعبر الدومة عن صدمته للأوضاع التي يعيشها النازحون من جبل مرة الى أطراف مدن وسط دارفور، وداعيا إلى عودة المنظمات الأجنبية إلى ارض الإقليم من أجل تقديم الدعم لهم، في ظل عدم توفر الموارد لرصيفاتها الوطنية، وعجز الحكومة. وقال الدومة ان الحل السياسي الشامل في السودان لا يمكن أن يتم بعزل أو إقصاء أي طرف.
حوار ــ حسين سعد
إنهارت الجولة الاخيرة من المفاوضات بأديس ابابا مؤخرا وعبر البعض عن خيبة الامل في عدم التوصل لاتفاق يفتح الباب لاغاثة النازحين؟
إنهيار الجولة الاخيرة لم يشكل صدمة بالنسبة لي خاصة وان المؤتمر الوطني كان سعيدا قبيل توقيع قوي نداء السوددان علي خارطة الطريق لكن ذكاء قيادات نداء السودان وتوقيعهما علي خارطة الطريق قلب الطاولة علي الحكومة التي كانت تخطط لعزل نداء السودان من المجتمع الدولي والاقليمي وتحميلهم فشل سياسات الحكومة واشعالها للحرب،والان بعد توقيع المعارضة الحكومة صارت غير سعيدة وترحيبها بالتوقيع ماهو سوي نفاق ساكت وهم مجبورين ،الان الكورة في ملعب المؤتمر الوطني واذا اراد ان (يشوت علي كيفو )لكننا نعتقد بان المؤتمر الوطني صار ملزم بان يمسح الصورة الراسخة في أذهان الناس الخاصة بعدم مصداقيته وهو ملزم بالتعامل مع المعارضة بشكل جاد والاستجابة للمطالب الاساسية ووضعها في المؤتمر التحضيري الي جانب وقف الحرب والعدائيات واغاثة النازحيين،المسائل الاجرائية والتفاوضية التي تتحدث عنها الحكومة لاتهمنا وعلي النظام الاستجابة لمطالب المعارضة الخاصة بايصال الغذاء الحكومة تتحدث سيادة البلاد لكننا نري ان حياة الانسان السوداني مقدمة علي كل شي ،محطات ومسارات الاغاثة قضية شكلية يجب ان تقدم الحكومة تنازلات واضحة في هذا الملف فيما يتعلق بحركات دارفور وموقفها التفاوضي عادل ولها الحق في عدم الكشف عن مواقع قواتها عبر جهاز الجي بي اس وهذا فيه خطورة علي الحركات المسلحة،وهناك عدم ثقة واسعة بين الحكومة والحركات المسلحة (مافي ضمان) هذه القضايا يمكن تجاوزها حال توفر النية الصادقة نحن لانريد ان يكسب احد اهداف عن طريق (الفاولات) وهذا لايمكن وعلي الحكومة ان تذهب بشكل مستقيم واضح لتلبية مطالب الشعب السوداني ، وفيما يتعلق بالحريات والمفاوضات النزيهة التي تحقق التغيير والتحول الديمقراطي نحن نتحدث عن حوار حقيقي يرتكز علي تكافؤ عادل له استحقاقات واضحة.
طالما جاء الحديث عن الحريات مولانا الدومة وانت كقانوني ضليع له تجارب واسعة في الدفاع عن حقوق الانسان كيف تري واقع الحريات؟
الحريات شرط اساسي لتهيئة المناخ لجهة اقامة حوار متكافي وحقيقي لكنني اري ان الحريات حاليا تشهد تراجع كبير،وتواجه الصحافة متاعب وانتهاكات عديدة نحن متمسكين بشرط توفر الحريات وهذا لايتم الا عقب تجميد القوانيين المقيدة للحريات الحالية او تجميدها بدون ذلك اي حديث عن التزام بتوفر الحريات يكون كلام ساكت لايفييد نحن في وضع يحتاج الي معالجة حقيقية بالنسبة للحريات التي تواجع عراقيل عديدة فيما يتعلق بحرية التعبير واقامة الندوات السياسية وحرية التجمهر بجانب حرية الصحافة وحرية التنقل واطلاق سراح المعتقليين حسب علمي هناك معتقليين وايضا هناك محاكمات مستمرة بحق السياسيين وهناك ايضا محكومين في قضايا سياسية يجب اطلاق سراحههم هذه جملة من المطالب المتعلقة بالحريات وعلي رأسها اطلاق سراح المعتقليين والمحكومين في قضايا سياسية وإتاحة الحريات خاصة حرية التعبير وحرية الصحافة وايقاف الاعتقالات هذه اشياء اساسية لمناخ صحي لحوار منتج.
لكن الحكومة ظلت تنفي وجود معتقلين ومحكومين ؟
ــ هذا ليس صحيح هم موجودين وبالعشرات ونحن نعرف أسمائهم ولدينا كشوفات بهم، وهؤلاء يجب إطلاق سراحهم قبل انطلاق الحوار، وكذلك الحريات ليس فيها لف ودوران، نحن نريد حريات كاملة بالذات حرية الصحافة وحرية التجمع. وإلا فلا يتوقع احد أن تكون هناك بيئة صالحة للحوار في الفترة القادمة.
هل لديكم احصائيات وبالارقام للمعتقلين ؟
ـ لدينا إحصاءات حقيقة فيما يلينا، لكن هناك معتقلون في الأقاليم لم يسمع بهم أحد، وناس من شوارع المدن المختلفة مافي زول عارفهم، المعلومات حول أولئك غير مكتملة لكن الناس ممكن تفتش وتكملها حتى تحفظ حقوقهم، وينعموا بالحرية، ويشار هنا إلى أن عملية الاعتقال متجددة بحيث يصعب ملاحقتها، والآن هناك كلام عن اعتقال من قابلوا السيد دونالد بوث في دارفور، مؤخراوليس هناك تأكيدا لذلك مائة في المائة.
* إذا هناك حاجة لمزيد من البحث والتقصي في المسألة..
ــ نعم يحتاج لمزيد من البحث لان المحكومين معروفين، فالحوار أصلا يهدف لاستعادة الناس لحقوقهم الأساسية والأصيلة وأهمها الحرية. من المؤسف أن يكون هناك أناس رهن الاعتقال ولا احد يعرف بهم أو يعرف مكانهم أو يقابلوا أسرهم، أو من يدافع عنهم.
دعنا نعود الي مناخ خارطة الطريق ماهو موقفكم في حزب الأمة على ضوء ما جرى ؟
حزب الأمة معني بعد توقيع الخارطة بالاستحقاقات الواجب تنفيذها من قبل الحكومة، والتي نعنى بها بيئة الحوار، وبناء الثقة، والحال ان حزب المؤتمر الوطني أصبح فاقدا لها بفعل ممارساته السابقة ونكوصه عن تنفيذ اتفاقات عديدة، تلك الاتفاقيات التي لم ينفذها فاقت العشر اتفاقيات، وأي زول في الشعب السوداني عارف مصير هذه الاتفاقيات. لكل ذلك نحن نريد ضمانات حقيقة بشأن تنفيذ ما يتفق عليه.
كيف يحدث ذلك..؟
ــ عبر ضمانات إقليمية ودولية وهذا المتفق عليه
كثر الحديث عن تهيئة بيئة الحوار؟
ـ نعني الحريات وإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين، والحريات التي نعنيها كافة الحريات التي كفلها الدستور والمواثيق الدولية، وليس حرية التجمع والصحافة فقط، وهذا يجب توفيرها فورا. أما المحكومين العندهم 15 سنة فيجب إطلاق سراحهم.
معني ذلك انكم بدون تلبية هذه المطالب لن تدخلون في عملية الحوار؟
ـ طبعا .. ليس من المتصور أن ندخل للناقش قضايا الحوار دون ذلك، ودون وقف إطلاق النار كذلك لأنه يفتح الطريق لمعالجة الجوانب الإنسانية، ومنها توفير الغذاء في المنطقتين وبالنسبة للنازحين وتطعيم الأطفال، لأنها أشياء أساسية تصنع بيئة الحوار مع الحكومة، وأنا اعتقد أن عدم الالتزام بتنفيذها سيؤدى إلى انسحابنا من الحوار، لأننا لا نرغب في حوار على شاكلة حوار القاعة بتاع ناس عبود جابر، حوار لا يغير وضع الناس. الحوار الذي نعنيه نحن حوار متكافئ مع الحكومة.
ألا يقلقكم موقف الحكومة المتأرجح من المؤتمر التحضيري للحوار؟
ـ لا تهمنا التسمية تحضيري أو تشاوري، رغم انه أساسي بالنسبة لنا، سنلتقيهم ونستمع إليهم، إنا اسمي آلية الحوار 7+1 وليس 7+7،لأنها كذلك بالفعل، 7 حكومة وواحد معارضة، وليس لدينا مانع في الاستماع لهم.
الأوضاع الآن في دارفور؟
ـ بالغة السوء وهناك الآن أكثر من 100 ألف نازح من جبل مرة فقط يعانون في أطراف المدن بالإقليم، والجميع يعلم ما حدث في الجبل، لا يوجد غذاء كافي وهناك محاولة للتقليل من حجم المشكلة عبر تقارير عن أعداد أقل، هناك أماكن أخرى شهدت توافد نازحون جدد في مناطق بشمال دارفور بعد هجوم على قرى خلف قتلى ومصابون وهاربون. حتى الآن لم يجد كل هؤلاء متطلباتهم العاجلة في الغذاء والدواء.
ما الذي يؤثر بشكل كبير على حركة النزوح؟
ــ الهجمات، هناك معسكر تابع لكبكابية تعرض لإحداها مؤخرا، لا يوجد تأمين لمعسكرات النازحين حتى الآن، وهذا جانب غاية في الأهمية، من يوجد في هذه المعسكرات نازح لا يتمتع بأي حماية، رغم أنها مسئولية يوناميد التي نعلم جميعا ماذا تفعل بالضبط. ونحن لذلك نعتقد أن أهم أجندتنا في هذه المرحلة الملف الإنساني في كل المناطق المعنية من دارفور إلى المنطقتين.
*لماذا تقاصر الدعم الدولي عن من ذكرتهم..؟
ـ الحكومة لم تسمح لهم، رغم إنهم كانوا يقدمون الغذاء والعلاج لهؤلاء المساكين،طردت المنظمات الأجنبية.. لقد طردتهم ولم تفعل في المقابل شئ. هي ذات نفسها لا حول لها ولا قوة، الوكالات الوطنية كانت تعتمد على أموال الأجنبية في تقديم المساعدات وتنفيذ البرامج، الحكومة غير جادة في أن تقدم حاجة للناس، وهذه قناعتي.
*هل من تقارير موثقة عن أوضاع نازحو جبل مرة؟
ـ نعم أوضاعهم كارثية، أولا هم ليسوا في معسكرات بل حول المدن لا غذاء ولا تأمين، لذلك من بين المواضيع التي يجب أن تناقش مد المعسكرات الجديدة بالغذاء والدواء وتأمينها. وأرى أن عودة المنظمات الأجنبية مهم في هذا الصدد لأنها تمتلك الموارد المالية والبشرية التي تغير من الوضع الحالي.
* في دارفور تحديدا.. ماهي متطلبات دفع الحوار؟
ـ طبعا لدارفور مشاكلها الخاصة، كما تشملها المتطلبات العامة مثل الحريات وغيرها من الاستحقاقات، اخطر ما سيواجه أي حكومة أو معارضة في المرحلة القادمة قضية المجموعات التي قدمت من غرب إفريقيا واستوطنت في أراضي النازحين واللاجئين،وتلك مجموعات كبيرة موجودة الآن وتمثل مشكلة حقيقة يجب التفكير في حلها بجانب المليشيات السارحة، هذه المليشيات يجب أن يتم توفيق أوضاعها لان لديها سلاح وقبائل، ولن تقبل تركها ساكت، وإنا اعتقد بإمكانية إيجاد حل لهذا عن طريق الحوار.
*هل تعتقد بإمكانية التعامل مع هذه القضايا بايجابية ..؟
ـ هؤلاء موجودين وشغالين مع الحكومة، ومهما كان رأينا يجب معالجة هذا بالحوار، وكذلك المليشيات القبلية، لان كل ذلك لديه علاقة بقضية دارفور. والاهم في طريق حلها عودة النازحين واللاجئين الى قراهم الأصلية، لان أوطانهم الأصلية يسكنها الآن أغراب من خارج السودان،وعندما أقول ذلك لدي شواهد.
*هل هذا هاجس لديكم أم مشكلة حقيقية ؟
ــ إنا ذهبت بنفسي وأحصيت 63 تجمعا في منطقة واحدة، وهم يتمتعون بمقدرات لا يملكها الاخرين، وهذا يجب أن يعالج حتى يعود شكل الدولة إلى دارفور. الدولة موجودة في المدن وحتى في الأخيرة ظهرت عصابات تستهدف أجهزة الدولة.
*على ماذا ستستند المفاوضات مع حركات دارفور؟
ـ الحكومة تصر على مرجعية الدوحة، وهذه مسألة مضحكة لان اتفاقية الدوحة انتهت والحكومة حلت سلطتها الإقليمية، بعدين اتفاق الدوحة كان بين نفرين، فكيف تلزم به الآخرين، إذا المرجعية ستكون مختلفة حتى تمضي الأمور للامام. إنسان دارفور تعب من هذه المطاولات واللعب، المرجعية المطلوبة هي التي تحقق السلام وتوفر الأمن والغذاء للأهالي. وأي مناورة أو إطالة في المفاوضات ستكون عواقبها وخيمة. إن استمر الوضع في السودان بهذه الطريقة فهو إلى انهيار.
اخيراُ الاوضاع الاقتصادية والمعيشية؟
اليوم الدولار تجاوز مبلغ 16 جنيها فضلا عن انفلات السوق وارتفاع اسعاره المواطن يتحمل فشل السياسيات الحكومية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها حال استمرار الاوضاع بالشكل الحالي المعيشة ستكون قاسية جدا بالنسبة للمواطنيين في ظل الاوضاع ااقتصادية الحالية مافي زول بقبل بالدخول في حوار مع الحكومة في ظل غياب الرؤية الاصلاحية لاقتصاد البلاد المتدهور نريد معالجات حقيقية علي راسها المتاجرين والمضاربين في الدولار يجب ايقافهم وهم مجموعة معروفة للسلطات بجانب اصلاح المشاريع الزراعية المنهارة والمحطمة وتدوير عجلة المصانع المتوقفة