عثمان محمد حسن
* إنفتح المجتمع السوداني على المستقبل المشرق بكل ما تحمله الكلمة من دلالات أثبتها الثوار طوال أشهر الثورة المجيدة التي أذهلت سِلْمِيتها العالم و أدهش الدنيا تنظيمها و شجاعة الفرسان المشاركين و الكنداكات المشاركات فيها..
* ثار الشعب السوداني من أجل تغيير نظام التمكين العشوائي بنظام مؤسسات هدفه خدمة المجتمع السوداني بما يليق به كمجتمع أثبت أحقيته في العيش الكريم.. و الارتقاء بدولته لاحتلال مكانها بين الدول التي لها كلمة مستجابة..
َْ
* و مجتمع كهذا المجتمع جدير بأن تقوده حكومة راشدة يرأسها شخص مؤهل تأهيلا عاليا و مستوعبا لكيفية إدارة البلدان النامية و علاج التشوهات المزمنة فيها و إنقاذ اقتصادها المنهار..
* و يا حبذا لو كان ذاك الشخص شخصاً له إلمام بالاقتصاد و الإدارة محلياً و دوليا علاوة على خبرة يعتد بها في إرشاد الدول على (كيف) تُحكم ، لأنه يعرف كيف يَحْكُم لا كيف يتحكَّم!
* إن مواصفات هذا الشخص تكاد تقول للجميع إنه الدكتور عبدالله حمدوك.. و إسم حمدوك هو الطاغي اليوم في الشارع العام، لكونه شخصاً ذا الكفاءة المطلوبة و الخبرة المرصودة و الرشد الكافي لقيادة البلاد إلى مرحلة الانطلاق (Take-off) للحاق بركب التقدم بثقة..
* تعرف السودانيون على حمدوك، أحد العقول السودانية الكثيرة المهاجرة، بعد أن اِدْلَهَمَّ أمر الاقتصاد و ضيق خناقه على النظام البائد في عام ٢٠١٨، فعرض على حمدوك تولي حقيبة وزير المالية.. لكن حمدوك رفض العرض بأدب جم!
* فلفت حمدوك أنظار السودانيين إليه، دون أن يقصد، و نال احترامهم في بلد يتهافت فيه المتهافتون على الاستوزار على حساب المبادئ و المثل و الأخلاق..
* و بدأ الشعب يبحث عن سيرة حمدوك الذاتية في الأسافير.. و عكف يتبادل المعلومات عنه حيث وجدوا فيه الرجل المناسب لإنقاذ السودان من السقوط في جرف (اللا دولة)..
* كيف لا و سيرة الدكتور عبد الله حمدوك الذاتية تتحدث عن خبرته الاقتصادية الطويلة بالأمم المتحدة في عدة مجالات، منها إصلاح القطاع العام، والحكم، والتكامل الإقليمي، وإدارة الموارد.. و ترأس، أثناء عمله الدولي، حقائب ذات فعالية في التصدي للتحديات الإنمائية المتنوعة، السياسية منها و الاقتصادية، بالمنطقة الأفريقية و الشرق أوسطية.
شغل حمدوك منصب كبير الاقتصاديين ونائب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا منذ عام 2011.
* من 2008— 2003 عمل في المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية (IDEA) بصفته مديرا اقليميا لأفريقيا والشرق الأوسط.. و ترأس الأنشطة المعنية بإدارة تطوير السياسات والشراكة والتكامل الإقليمي، والحكم الرشيد و الإدارة العامة للجنة الاقتصادية لأفريقيا.
* و في عام 2016 عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبد الله حمدوك في منصب القائم بأعمال الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا..
* ما ذكرنا أعلاه نُذْر يسير من سيرة الدكتور عبدالله حمدوك..
* و رغم سيرته الذاتية المشرفة للسودان كله، و التي تؤهله، عن جدارة، لرئاسة مجلس الوزراء، إلا أننا نسمع همس بعض من يحاولون إزاحته من الترشيح لذلك المنصب باعتباره اقتصادي مكانه وزارة المالية فقط..
* إن من ربما يقفون ضد ترشيحه فئة ألِفت تعطيل مسار الثورة عند كل منعطف.. و لن يلتفت إليها الشعب كونه لا يتوقع منها خيراً على أي حال!