مايكل ريال كرستوفر
كغيري من المواطنين الجنوب سودانيين الذين انكوا بنيران نظام الانقاذ المتأسلم الذي رفع شعارات الجهاد والتكفير حيال ابناء جنوب السودان ، حتى تبلور راي عام من شعبنا الذى لم يتردد في الانفصال عن الدولة السودانية بهويتها الاقصائية الاحادية ، و لا يمكن ان تنمحي كل انواع العنف المادي و اللفظي بهذه السرعة من الذاكرة الجماعية لانسان جنوب السودان الذى يحفظ على ظهر قلب استهجان راس النظام الحاكم للجنوبيين و نعتهم بافظع الالفاظ التى لم ينزل الله بها من سلطان و ساقف هنا حول بعضا من تصريحات الرئيس البشير الذى يتمني ان يتحول ملف قضية الفرقاء الجنوب سودانيين الى الخرطوم التى كنا ومازلنا نسمع تصريحات على شاكلة : ( نحن ما ممكن نوفر حقنة للجنوبيين ) وتصريحات من شاكلة( ما حندي الجنوب ولا حقنة واحدة) و ( نظارتي أكبر من رغيف الجنوب)وحتى لا ننسي بأنه نفس الذى قال فى احدى خطبه الحماسية التى دائماً ما تنتهي برقصاته الخليعة و هوفى حالة هستيرية و استحضر قوله ( جنوب السودان هو العدو الاول و يليه اسرائيل ) و السانحة لا تسمح لسرد العديد من ممارسات نظام حكومة البشير ،ولكن تلك عينة من انواع الخطابات الاستعلائية للدولة السودانية التى تدار بعقلية رجعية عنصرية أحادية واقصائية، و ينظر عدد كبير من قادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم لجمهورية جنوب السودان باعتباره ولاية من ولايات السودان القديم .
بالنظرالي علاقات البلدين لا شك أن المتابع الحصيف يصل الى نتيجة بان ازمة دولتي السودان تكمن فى نهج النظام الحاكم الذى تسبب فى اضعاف الاستقرار هنا و هناك و ما يحدث فى دولة جنوب السودان الان من احتراب وصراع فنظام البشير له اليد الطولى و لا يعقل ان يسقط سهوا من قادة العمل السياسي بالبلاد دور الحزب الحاكم فى السودان فى عمليات الزعزعة الامنية الراهنة و لا يخفي على احد الدعم اللوجستي و العسكري الذى يقدم من الاجهزة الامنية و الاستخبارتية للعناصر المتمردة على حكومة البلاد الذين اتخذوا من الخرطوم ملاذا امنا لخلق كل انواع البلبلة السياسية و الاجتماعية ،فضلاًعن مسلسلة الاحتقار الاجتماعي الذى يتكرر للمواطنين المقيمين فى معسكرات النزوح باطراف الخرطوم وجنوب درافور .
ملخص ما أود قوله لتلك الاصوات الغير واعية التى تنادي بضرورة نقل ملف المحادثات الى ذات الخرطوم التى انفصلنا عنها مرغمين ، و هذه الخرطوم و حكومتها لا تصلح بان تكون وسيط محايد ، لكونها طرف رئيسي فى الصراعات الحالية و لا يمكن أن تؤتمن مطلقا نسبة لسياساتها الهدامة و مواقفها الغير اخلاقية تجاه شعب و حكومة جنوب السودان ،فكيف تكون الخرطوم هي الوسيط وينقل المنبر اليها وهي متهمة بالابادة الجماعية لشعوبها فكيف لحكومة تبيد شعبها ان تكون وسيطا للسلام بين الفرقاء؟ ، وفي نفس الوقت تدعم وتأوي وتقدم الدعم اللوجستي لزعزعة استقرار الدولة، أن الخرطوم ابدا لايهمها الاستقرار في جنوب السودان وجل مايهم الخرطوم الأن فى ظل الازمة الاقتصادية الخانقة التى يمر بها نظام المشير البشير وحفنتها هو بترول جنوب السودان فقط الذي تسعى اليه الان سعياً حثيثاً لكسب ود دول منظومة الايغاد ووساطة مباحثات اتفاق سلام جنوب السودان …فانتبوه فأن الخرطوم لا تصلح بتاتا لتكون لتكون منبر للصلح بين الفرقاء الجنوب سودانيين .!