عبد المنعم سليمان
أضحكتني كلمة “تراجي مصطفى” التي ألقتها السبت الماضي أمام عمر البشير بمناسبة إنعقاد “الجمعية العمومية” للحوار الوطني ولجنة (7+7) .. حيث وصفت حوار “رئيسها” العبثي بالإنجاز العظيم الذي سيضع أهل السودان في الطريق الصحيح وينقلهم إلى صدارة الشعوب المتحضرة
وحقيقة من لم يستمع إلى “تراجي” فلا ضاحك له .. وشخصياً حظيت بهذا الشرف ، وذلك عندما هاتفتني قبل عدة أعوام .. وكنت أعمل حينها بصحيفة “أجراس الحرية” .. وقتها كانت تبحث عن داعمين يروجون لمشروع صداقتها : “جمعية الصداقة السودانية الإسرائيلية” .. اعتذرت لها بكل مودة ولطف ، قائلاً : انني أعارض “الإنقاذ” ومن يعارض “الإنقاذ” لا يدعم “اسرائيل” لتساوي النظامين في العنصرية والوحشية .. لم تقتنع بإجابتي وظلت تهمهم وتحمحم لساعات قبل ان تغلق الهاتف بوجهي .. لم أسمع منها وعنها مرة أخرى حتى ظهورها “المبارك” كشخصية وطنية مرموقة حسب تضنيف لحنة حوار “عمر البشير ”
وأذكر انني تفاجأت حين تلك المحادثة من صوتها الأجش ، حتى انني سالتها بصيغة المذكر في بداية المحادثة ، قبل ان تخبرني بانها “تراجي مصطفى” فاعتذرت لها عن رداءة الإتصال.. ولكن والحق يقال انني ذهلت من بشاعة صوتها .. إذ لا يوجد ما هو أقسى على الرجل من مقابلة امرأة بلا أنوثة .. فما بالك لو كانت المقابلة مع امرأة فقدت أنوثتها بيولوجياً وذوقياً ، وتحولت إلى شبه رجل ، بل إلى دون الرجل .. فهي قاسية بلا عاطفة أو مشاعر ، ومتسلطة لم يسلم الرجال والنساء من لسانها ويدها : تضع يدها بيد “السفاح” الملطخة بدماء الأطفال وهي تبتسم .. ويشتم لسانها معارضيه بألفاظ سوقيه مبتذلة ، يستنكف منها رجال الأزقة المظلمة .. ولا أعرف حقيقة هل تعيش “تراجي مصطفى” حياتها الخاصة كالنساء ؟ هل تأكل مثل النساء ، وتضحك مثل النساء ، وتمشي مثل النساء ، وترقص مثل النساء ، وتتبول جالسة مثل النساء ؟
ان الحوار الذي تتصدر مجلسه “تراجي” ، ونسمع أخباره من “تراجي” ، ويجلس رئيسه مع “تراجي” ، يستحق ان نطلق عليه ” حوار تراجي” .. تخليداً لذكراها “النتنة” في ذاكرة الأجيال القادمة ، وتوثيقاً لهم عن فترة الإنحطاط التي تعيشها بلادنا .. لأنه لم يسبق في كل تاريخ الأمم ان جلس أشباه الرجال وشبيهات النساء لتقرير مصير أمة ، إلا في هذه الفترة المظلمة من تاريخنا .. ولأن الأمم لا تترك مصيرها معلقاً في إجتماعات يجلس فيها (7) من أشباه الرجال مع (7) آخرين من أشباههم وشبيهاتهن .. فالأمم الحرة يفكر لها الأسوياء والسويات ويقرر مصائرها الأبطال والبطلات .. لا الشاذين والشاذات والمخنثين والمخنثات ..
ان حواراً مثل هذا : نجمته الأولى “تراجي” ونجمه الأول “كمال عمر” يجب ان يُنسب إلى أي جهة إلا الوطن ، لذا اقترح ان نضيف لاماً (ل) أخرى على “لامه” ، فيتحول اسمه من “الحوار الوطني” إلى “الحوار الـلـوطـنـي” حتى يتطابق الشعار مع العار .