الحلو علي خطئ جونق قرنق لبناء السودان الجديد . حرارة الجمرة الحية تستعر و جذوة الامل الكبير متقد و فكرة السودان الجديد ينبثق و يولد حياً يمشي بين يجوب الشوارع الازقة و الحواري القديمة . يمشي بين في كل ارجاء الوطن العزيز السودان ما قد كان و ما سيكون .
الي روح القائد المفتدي العظيم الملهم الرجل المقتدر جداً جداً جداً جون قرنق أتيم ديمبور . طب مقاماً في عليائك هنيئاً فطوباك في مرقدك الاخير تتوسد احلامك القديمة المتجددة . و لتسترح روحك الطاهرة من عناء السفر و مشقة الترحال في دروب النضالات و الكفاحات و الثورات. ليطيب مرقدك و انت تنعم مستريح في منامك الابدي لأنك كنت أميناً في القليل و شاء ربك و الهك ان يقيمك علي الكثير . هنا في الارض يتذكرونك ذكري كل الخالدين من الذين رحلوا و تركوا من خلفهم البصمات و المأثر و الاثار محفورة علي جداران الوطن موضعوة علي حنايا القلوب و الافئدة … من تركوا مأثرهم مدارس كليات و جامعات تحدث عنهم و تخبر عن المعاني و القيم مبادئ و تبشر بأنبثاق فجر السودان الجديد و تجلياته في الافق القريب … السودان الجديد وطن يسع الجميع دون فرز اياً كان و طن جديد يقوم علي المواطنة الحقيقة الكاملة الشاملة في العدالة و الحرية و المساواة بين الجميع دون من او أذي .
فيا ابن السودان البار و يا رجل السودان الاول و مفجر رؤية الوحدة السودانية و مأطر فكرة السودان الجديد . كنت ملهماً جباراً و مفكراً نابغاً بارعاً لم تلين لك شكيمة و ترتخي لك ايدي بل ثابت الخطي مرفوع الرأس تعانق السماوات عزة و افتخار بسودانيتك الفريد المتفردة . و كنت تعني ما تقول و كنت تؤمن بما تريد و كنت قادراً علي العمل الذي كرست له جل وقتك و كل عمرك .
فقد سبقت بفكرك الراجح كل الازمنة الغابرة و سبقت بافكارك و الرؤي السديدة و تنبأت بالسودان الجديد تماماً كما انبياء العهد القديم . جئت برؤيتك التي لا تموت في زمان غير زمانه و سبقت الاولين و الاخيرين بقرون من الازمنة الضوئية .
فتلوك او اغتالوك ظلماً و جوراً و افكاً . قتلوك كما قتلو كل السابقين لأزمانهم جاليلو و أرسطو و سقراط … قتلوك كما قتل كهنة اليهود حنانيا و صهره قيافا بموافقة الوالي الروماني بيلاطس و هيرودس فكما قتلوا المسيح يسوع ظلماً قتلوك يا ابن ديميبيور غلاً و حسداً و بغضاً .
قلت لهم شاهداً برؤيتك الملهمة السديدة و فكرك الراحج القوي بان ليس للأوطان اديان . فالاوطان للجميع و الاديان لله ، أمعنت لهم في شرح الرؤي و تبسيط النبوءة عساهم و لعلهم يتدبرون الامر و لكن هيهات … هيهات . فأنهم سيتدبرون الرؤي و يتحققون من النبؤة في ضحي الغد . برحيلك التراجيدي انشطر السودان الوطن القارة السودان بلد المليون ميل انشطر فلقتين وانقسم الي دولتين حال كل واحد منها ترثوا حال الاخري . انقسم السودان لغياب الرؤي و موت الفكرة و اضمحلال الحلم و الحكمة و التدبر انقسم لان فكرة السودانيين هي فكرة البصيرة ام حمد . انقسم السودان بسيادة الغافلين الظلاميين من الطغاة لضيق فكرهم و فراغ ماعونهم هذا ان وجد لهم في الاصل أي نوع من الفكر او ماعون قادر علي استيعاب الاخر . فبسيادة شذاذ الافاق سادت الظلمات كل ارجاء الوطن الحبيب الكبير و تراجع كثيراً فكرة بناء وطن السودان الجديد وطن شامخ وطن عالي وطن حدادي مدادي يتشارك في بنائه كل الوان طيفه المتعدد و ثقافاته و موروثاته و هوياته و اديانه و قبائله الكثيرة و لغاته المتباينة . وطن يسع و يستوعب الجميع و يقبل الاخر اياً كان هذا الاخر . وطن تسود في معايير الانسانية و قيمها و تتبلور فيه الحداثة و الانفتاح علي الاخر اياً كان هذا الاخر .
فهذا الوطن السودان الجديد الذي ثبر اغوارئه و فجر طلاسمه الدكتورجون قرنق دميبيور . هذا السودان الجديد اليوم يطل برأسه مجدداً علي رؤوس الاشهاد و لو كره الكارهون .. السودان الجديد رؤية لا تموت … و لأن السودان الجديد حقيقة رؤية لا تموت و ان مات جون قرنق فحواء السودانية الولادة قادرة علي ولادة الف جون قرنق بنفس الروح الوثابة و بنفس تلك الرؤي و الاحلام و الاماني . و حواء السودانية اليوم تلد لكم عبدالعزيز ادم الحلو و هو جون قرنق الاخر بذات الرؤي و بنفس الفكر و المنهج و المنظومة و الخطئ الجديد متتبعاً الاثار القديمة خطوة اثر الخطوة . لا تنازل و لا تهادون او ترجع عنها . فمعالم الطريق مرسومة مرصوفة بدقة متناهية و خارطة الطريق مكتوبة بحبر من نور و نار .
الحلو علي خطي جون قرنق في الطريق الصحيح لبناء السودان الجديد … و يرونه بعيد و نحن نراه قريب و النصر اكيد .
ايليا كوكو