بقلم :عبير المجمر (سويكت)
قضية الطالب عاصم عمر تعتبر من القضايا التي شغلت الأوساط السودانية السياسية،الإعلامية، الطلابية،الشبابية، و الإجتماعية. و أنا شخصياً كتبت مقالين في هذا الشأن بناءاً على المعلومات الصادرة من المصادر القانونية المسؤولة و ما طروحه قانونياً و إعلامياً، و بما أن الشريعة عليها بالظاهر فالقانون أيضاً يعتمد على الأدلة و البراهين و المواثيق التي تقدم له.
و كما يقول المثل السوداني ( ياما في السجن مظاليم)، فأنا من خلال عملي الإعلامي توجب على المهنة أن أعمل بقدر الإمكان على توسيع قاعدتي المعلوماتية ، و أن تكون لي مصادر مختلفة و أن نخترق بعض المصادر الحساسة، بالإضافة إلى أشياء أخرى تعتمد على قدرة الإنسان على التواصل مع الآخرين بمختلف مستوياتهم الإجتماعية و الثقافية و الاثنية و الفكرية و السياسية.
و أنا بطبيعة البلد التي تربيت فيها و ثقافتها المبنية على الأخذ بالدليل و البراهن و الاعتماد على الوثائق تكونت شخصيتي وأسلوبي المهني على هذا النطاق.
فأنا كبرت و تكونت شخصيتي في بلد إذا تأخرت فيها خمسة أو عشر دقائق عن العمل أو الدراسة، توجب عليك أن توضح سبب تأخرك motif ثم تثبت بالدليل الملموس preuve, justificatif ، أي لا إعتماد على الكلام و لكن الأدلة و البراهين.
و أنطلاقا من هذا المبدأ كانت مقالاتي تركز على الجانب القانوني و الإنساني أيضاً، لكن عملاً بهذا المنطق في بعض المقالات كمقالي عن عاصم عمر تسبب هذا الأسلوب في أن فهمني البعض بطريقة خاطئة، و تم تصنيفي بأني صارمة و عنصرية، و لكن رب ضارة نافعة، فأنا في فلسفتى الحياتية أؤمن بأن كل أمر سلبي يحمل في طياته أشياء إيجابية، و الإيجابي في هذه الإشاعات التي أطلقت على و وصفتني بالعنصرية، أنها جعلت بعض مساندي النظام يثقون بي ، لأنهم صدقوا هذه الإشاعات فارتاح لي الكثير منهم، و حكوا لي الكثير عن مؤامراتهم و صرحوا لي عن نواياهم و اصبحوا من أهم مصادري.
و للأسف من بعض الأشياء التي أزيح عنها الستار، و اساءني ما سمعت و أحزنني ما عرفت خلال حديثي مع أحد المصادر المهمة، حيث توصلت إلى أن قضية هذا الطالب هي مجرد قضية سياسية مفتعلة مفبركة من صنع الإنقاذ و جهاز أمنه،الذي صنع الجريمة و حضر و جهز الأدلة و البراهين و الوثائق بهدف كسر شوكة المعارضة الطلابية الداخلية النشطة.
و قد أكد لي هذا المصدر أن الطالب عاصم عمر لن يعدم لأن ذلك قد يتسبب في إنتفاضة شعبية قد تقود إلى زعزعة الاستقرار و تقلب النظام ، و لكن سيظل محبوس هكذا كنوع من تخويف و إرهاب الشباب المعارض، و يصبح عبرة يتعظ بها كل معارض شاب تسول له نفسه أن يقوم بأي نشاط ضد النظام، أو يعمل على تحريض و تعبئة الشعب، و حتي تثبت الدولة هيبتها و تظهر قبضتها الأمنية، و توضح للشباب المعارضة ضعيفة و عاجزة عن فعل أي شئ أمام إرادة النظام و أن من يتبعها فهو خاسر لا محاله.
قد أكد لي هذا المصدر أن هذا الطالب لطالما أحدث ضجة و فوضة ، و بطبعه النوبوي و كما عرف النوبة متمردين ثوريين إن لم تكسر شوكتهم كسروك ، فالواضح أن الإنقاذيين يهابون النوبة بشكل خاص أكثر من غيرهم من القبائل الأخرى.
و قد انكشف الستار عن مؤامرات كثيرة و عديدة منها مخطط شق الحركة الشعبية شمال بهدف أضعافها ثم القضاء عليها شيئاً فشيئاً .
و من هذا المنبر أن أدعو الشعب السوداني نساءا و رجالاً ،شباب و كهول، بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية، و من مختلف الاثنيات و الديانات و الثقافات أن يدعموا هذا الطالب المتهم المظلوم، و إذا هنالك شخص يستحق أن يخرج الشعب السوداني لنصرته في أضخم المظاهرات فعاصم عمر الماكث خلف القضبان هو من يستحق أن يخرج هذا مع كامل احترامي وتقديري للقضية الفلسطينية.
ليس فقط من أجله بإعتباره شاب معارض و مناضل جسور ،و لكن إحقاقا للحق و العدالة و المساواة و الديمقراطية ،و حتي نضع حد لهذه المهزلة التي تمارسها حكومة الإنقاذ ضد الشعب السوداني مستخفة بعقولنا و متلاعبة بعواطفنا.
و طالما أنهم أرادوا أن يستخدموا عاصم عمر كأداة لإرعاب المعارضة الداخلية الشبابية (دق القراف خلي الجمل يخاف)، فلا بد أن نثبت لهم العكس و ينقلب السحر علي الساحر..
و هذه شهادتي أنا عبير المجمر (سويكت) في حق هذا الطالب المظلوم، المناضل الشجاع.
أللهم قد بلغت فأشهد.