إن فوكس
نجيب أبوأحمد
najeebwm@hitmail.com
يذرف الحزب الشيوعي دائما دموعه بعد رفع الفراش ويعاني من اختياراته كالعادة في كل
الحقب السياسية والان وبعد ان ادعى صناعة الثورة واجتهد عبر الفترة الانتقالية في تصنيع
خلايا له بمسميات مختلفة ووزع كوادره على مفاصل الخدمة المدنية في خبث وذكاء تحسده
عليها الاحزاب المسكينة التي رضيت بالفتات من كعكة الثورة وبعد وطن كوادره في جوف
الدولة وامتلك ما شاء من لجان مقاومة التي ارادها في قراءة ساذجة ان تكون سياجا له وحزب
ظل ها هو الآن يعلن إنسحابه من الحرية والتغيير لأسباب ذكرها منها عقد الإتفاقات
السرية والمشبوهة داخل وخارج البلاد وقيادة تحالف للإنقلاب على الثورة والموافقة على
السياسات المخالفة للمواثيق والاعلانات المتفق عليها ورغم موقفها الشكلي في مجلس
الحرية والتغيير تتآمر على توصيات اللجنة الإقتصادية للحرية والتغيير وتقف مع سياسات
الحكومة الداعمة لتحرير السلع الأساسية ورفع الدعم وإعتماد توصيات صندوق النقد الدولي
مما أدي ذلك لتدهور معيشة المواطنين وإرتفاع معدلات التضخم مع إستمرار البطالة وسط
الشباب وتدهور أحوال النازحين والتحيز للرأسمالية الطفيلية ضد الرأسمالية الوطنية
العاملة في الصناعة والزراعة والانقلاب الكامل على الثورة بوثيقة دستورية جديدة ولذا
قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإنسحاب من الحرية والتغيير والعمل مع قوي الثورة
والتغيير المرتبطة بقضايا الجماهير وأهداف وبرامج الثورة .. يا أحمر ( بعد إيه جيت
تشكي) رحم الله إمبراطور الفن السودان المناضل محمد وردي.
نثمن للحزب موقفه الاخلاقي لكن لإثبات مصداقيته لابد أن يسحب العشرات من كوادره الذين
زرعهم في الخدمة المدنية ويكون صادقا مع نفسه والتزاماته المبدئية ولا يلعب لعبة القصر
والسجن الشهيرة.
ما يحدث الآن فان البلاد في مأزق حقيقي لا سبيل للنجاة منه الا بتغيير كامل المشهد لا
بتغيير قميص الثعبان فالآن توجد حالة من الفراغ المؤسسي قامت على وثيقة دستورية غريبة
ستدخل التاريخ من باب السخرية على القانون والمؤسسات وحقوق الانسان ومفكرة طالب في
مدرسة ابتدائية أكثر ثباتا منها واكثر مصداقية واكثر قيمة هذه الوثيقة التي شالها
الهواء لخفتها وخفة عقل من كتبوها.
مجلس الوزراء أصبح ضيف شرف والمجلس السيادي المكون العسكري هو الذي يدير المسرح والمكون
المدني (تمومة جرتق) مع العواحيز (الكهولداكات) ثنائي السيادي الحريمي وجودهم من عدمه
واحد والبقية شتات من العنصريين وسدنة للجهوية والعنصرية يدعمهم قيادات في الدولة
يعتقدون ان العنصرية ستكون ملاذاً آمناً لهم يوم يحشر الناس ضحىً والشعب لا زال مستمراً
في معارك الصفوف الثلاثية وفي نفس الوقت تتصاعد وتيرة الصراع حول النفوذ والغنائم
السياسية بين المكون العسكري والمدني والقحاتة والضيف الجديد الحركات المشلخة.
انعكاسات المحاصصة السياسية الموجودة في الحكومة الإنتقالية لوجود أشخاص يشغلون مناصب
كبيرة وينتمون إلى أحزاب وسياسية مختلفة حفاظاً على المصالح وعند المفاوضات المصيرية
يريد كل طرف إظهار قوته ويمكن اعتبار هذه الحالة دليلاً على اختلاف الرؤى السياسية
الموجودة في الحكومة لدى المكونات المختلفة في الحرية والتغيير واختلاف مصالحها.
السودان يفتقد إلى حكومة وطنية تمثّل الدولة وبات الانقسام واضحاً من خلال المفاوضات
التي بين رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك وعبدالعزيز آدم الحلو قائد الحركة
الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال إذ بالفريق أول شمس الدين الكباشي في لقاء أجرته
معه صحيفة اليوم التالي حيث قال حمدوك خارج على مؤسسات الدولة لا حمدوك ولا الحلو ولا
البرهان يملكون حسم قضية العلمانية ومن هنا وعبر هذا الخطاب أصبحت سيطرة العسكرين
تتعاظم بحكم الواقع وبسبب هشاشة القوى المدنية وضعف كوادرها وتفرق صفها ودخولها في
زواج متعة مع الحركات المسلحة مما جعل. طموحاتها رهينة بمزاج هذه الحركات.
السؤال الان الحزب الشيوعي الى اين؟
لقد اختار المجلس المركزي مع عبود فأصبحت سبة تاريخية عليه واختار التحالف مع نميري
فانقلب عليه ونحره واصطف بجانب جون قرنق وارتضى من الغنيمة بالاياب ثم تصدي للثورة
وبسبب طموحه وتاريخه في التحالفات الخائبة يعلن الان انسحابه ليقود ثورة جديدة بعد أن
أعلن تحالفه مع الحلو رغم علمه بتعقيدات الثورات وما تطلبه من أدوات مدنية وعسكرية
متشابكة.
لقد سأل الكاتب اللبناني فواد مطر بعد ان قضى جعفر نميري على الحزب الشيوعي بعد انقلاب
هاشم العطا في السبعينات تحت شعار الحركة التصحيحية 19 يوليو وألف كتاباً بعنوان (الحزب
الشيوعي نحروه ام انتحر) بتاريخ 01/08/1971م.
يحق لنا السؤال الآن هل الحزب الشيوعي سحبوه أم انسحب؟
تعدد الاسباب والموت واحد والمؤامرات كثيرة …
وإن طال السفر ديسمبرية
إنتهى
تعليقان
Hi there, this weekend is nice in support of me, since this moment i am reading this impressive informative paragraph here at my house. Marji Orran Teresa
If you want to use the photo it would also be good to check with the artist beforehand in case it is subject to copyright. Best wishes. Aaren Reggis Sela