بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالغني بريش فيوف
القيادة هي حل المشكلات ، ففي اليوم الذي يتوقف جنودك عن مشاركتك مشكلاتهم تعرف انك لم تعد قائدا لهم ، فهم اما ان يكونوا قد فقدوا الثقة بمقدرتك على مساعدتهم ، او انهم شعروا بانك لا تهتم بهم ، وكلا الحالتين تدلان على فشلك في القيادة “كولن باول”..
قلنا مرارا وتكرارا ان قرارات مجلس تحرير جبال النوبة التي اطاحت بياسر عرمان من الأمانة العامة لم تكن اعتباطيا أو تأتي من فراغ بل كانت نتيجة لفشله واخفاقه في منصبه كأمين عام للحركة الشعبية لست سنوات ، وجاءت اقالته لتصحيح المسار وانتخاب أمين عام جديد بمؤهلات قيادية يستطيع استعادة الحيوية والبريق واللمعان لهذا التنظيم العملاق وصياغة تدابير دستورية ومؤسسية وبرامج وسياسات تعكس واقع اليوم كشرط ضروري لتحقيق والمحافظة على وحدة السودان الطوعية القائمة على تنوعه. إلآ أن عرمانا رأى في اقالته من الأمانة العامة اهانة واستهداف شخصي له ، وتوهم أن مغادرته قيادة الحركة الشعبية تعني نهاية مشروع السودان الجديد.
نعم ، توهم ياسر عرمان بأنه “السودان الجديد ذاته” ووجوده في قيادة الحركة الشعبية ضروري جدا جدا، ولذلك رفض قرارات مجلس التحرير وتحدى كل من قال له إن الحركة الشعبية لتحرير السودان فكر ولا يرتبط بوجود فلان أو علان والدليل على ذلك هو موت مؤسسها وزعيمها التأريخي الدكتور جون قرنق ديمابيور ويوسف كوة وآخرين ، لكن رؤية الحركة لم تمت.
عزيزي القارئ..
الوهم السياسى هو نوع من التفكير خارج حدود الممكن، ولذا فإنه يجعل صاحبه يرى الخطأ صواباً، كما يرى العدو صديقاً والصديق عدواً، ومن هنا فإن أكبر ما تكون أخطاء الوهم شنيعة حين تكون سياسية، حينها تكون نتائجه كارثية ومدمرة.
توهم عرمان وتعرى دون خجل في خربشة قلمية له تحت عنوان(نحو ميلاد ثاني لرؤية السودان الجديد) بتأريخ 1 يوليو 2017 ، يقول فيهرؤية السودان الجديد أمام خيارين لابد أن ينتصر أحدهما، فأما أن تصعد نحو ميلاد ثاني يفتح أمامها أبواب التجديد والإنفتاح على الحقائق الجديدة على مستوى الممارسة والنظرية، وأن تستقي دروس جديدة من الممارسة والنتائج التي تمخضت عنها سلبا وإيجابا لتواصل تقدمها نحو الأمام، أو يصيبها الجمود في عالم متغير على مدار الساعة واليوم.
فوكس..لقد أعتاد هذا العرمان على البكاء والصراخ والزعيق بعدما تفنن في إنتاج الفشل على مستوى الأمانة العامة والحركة الشعبية عموما ، وأجهد نفسه في استنساخ الفشل بكل أشكاله وافرز منه مبادرات عاكسة له وترويج الوهم السياسي بأقذر الطرق وهو يضخم ذاته ويضعها في سياق المنظر والفاهم لمشروع السودان الجديد ..وعليه ظهر مجددا هنا كمنقذ وكطوق نجاة للحركة الشعبية ليتحدث عن ميلاد ثاني لرؤية السودان الجديد وهو دون أدنى مؤهلات علمية وقيادية تجعله يحشر نفسه في مثل هذه الأمور الكبيرة.
توهم وهما كبيرا وظن أن المشكلة في رؤية السودان الجديد ، والواقع هو ان رؤية السودان الجديد بخير ، بل المشلكة في تلك القيادات التي تولت أمر الحركة الشعبية لكنها تحملالعقلية السلطوية الشمولية التي لم تتعلم من تجارب الماضي ودروسه المريرة وكذا في لهث وتسابق العديد من القيادات خلف مناصب وهمية ومكاسب مادية لعبت ولا زالت تلعب دوراً سلبياً ومعرقلاً لكل جهد يبذل لتطبيق الرؤية على أرض الواقع. كانت الست سنوات الماضية كافية لترى الناس تطبيقا عمليا وتوسعا في قواعد وجماهير الحركة في كل ارجاء السودان ، لكن للأسف الشديد انكمشف هذا التنظيم بفعل الممارسات السلبية والخاطئة حيث جعل ياسر عرمان من الحركة الشعبية -ارستقراطي اقطاعي التفكير يؤمن بالطوطم المقدس للزعيم تجعل أي نقد او معارضة ضده يجابه بإعلان حرب ضروس ، وهو القائد المفدى والملهم ، المتجاوز للزمان والمكان ، الأبدي الحكم ، الفرد الذي إما هو أو لا أحد ، الذي يختصر الحركة الشعبية ورؤية السودان الجديد في شخصه الفذّ ، فمن غيره المؤهل للقيادة ، وهو الذي لا يأتيه الباطل من بين أيديه ولا من خلفه.
نعم -المشكلة ليست في رؤية السودان الجديد فليتوهم الواهمون ، فهذه الرؤية ما زالت تغري وتجذب الكثير من الناس ، إنما المشكلة في القيادات التي تختصر الحركة الشعبية في نفسها ووجودها يعني وجود الحركة وذهابها يعني نهاية الحركة الشعبية. والخطر هو أنها تعتقد بإمتلاكها الحقيقة السياسية الكاملة من خلال مقاربات سياسية تعتمد النرجسية والرؤية الأحادية الفردية ومنطق لأريكم إلآ ما أرى وتجاوز الحقائق في الأرض.
الحركة الشعبية لتحرير السودان ولدت في عام 1983 ولا يمكن لها ان تلد مرة أخرى ..ولماذا تلد من جديد ..وهل الإنسان يولد مرتين؟. طبعا لا وألف لا ، وإنما عرمان بخربشاته الركيكة تلك يمارس سياسة بيع الوهم التي كثر عرضها في هذه الأيام لكنها لا تمت للعمل الصحيح والواقع بصلة؟..
التحدي الذي نواجهه اليوم لا تسعفه المعالجات العاطفية السطحية التي تتباكى على ماضيها وتلجأُ للعويل والصراخ على حاضرها، انما هذا التحدي يحتاج الى تنزيل فكر السودان الجديد الذي يحركه العقل والمنطق الى أرض الواقع، ولا يتسنى لنا ذلك إلآ باقامة المؤتمر الإستثنائي لظرف استثنائي لوضع المانيفستو والدستور والهياكل التنظيمية ومؤسسات الحركة الشعبية. والقيادة المؤقتة التي عينها مجلس التحرير قادرة للعبور بالتنظيم إلى بر الأمان ، وليمت الواهمون الموهومون الذين ينطلقون من الإقتياس السياسي في النصوص ومختلف الأشكال حتى في ترديد العناوين والشعارات.هذا الاقتباس الغير مدروس يؤدي حتما إلى حالة الاحتباس السياسي ويلغي الرؤية السياسية الواضحة.
يقول عرمان في خربشاته الركيكة”وإذا أراد أصدقائنا أو خصومنا أن يعلموا ماذا سنفعل فإننا بالقطع سنتجه مع كل الراغبين نحو بداية جديدة وميلاد ثاني لرؤية السودان الجديد، ننظر بذهن صافي ومتقد، وجمعي وجماعي لنعبر بها ومعها نحو ميلاد ثاني، ولا يوجد في مدينة اليوم غير هذه الرؤية للمضي نحو المستقبل، ولن يتأتى ذلك الا بنظرة نقدية شاملة تأخذ معاول الهدم للبناء والتجديد لكل ما جرى منذ 16 مايو 1983م الي يومنا الراهن، حتى نبحر الي ضفاف جديدة دون أن نفقد وجهتنا وأساسياتها والتي تتجه نحوها أجيال جديدة لها لغتها وأحلامها وأساليبها”.
كلام عرمان اعلاه حتما يشبه كلام السماويون في التحليل والرؤية ، حيث لا يمكنهم أن ينزلوا إلى الأرض وإن قدر الله لهم ونزلوا فينزلون في البحر فيغرقون ويُغرقون معهم خلق كثير.
عرمان اعطيت له 12 عام كأمين للحركة الشعبية للإنتقال بها من حركة مسلحة الى حزب سياسي لكل السودانيين. كانت كل أموال الحركة بيده يتصرف فيها كما شاء دون رقيب وعتيد. كان الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان تسانده بكل قوة من أجل سودان يسع الجميع ، إلآ أنهقام بإنحرافات خطيرة تتنافي بشكل واضح مع توجهات التنظيم ومبادئه وأهدافه. أماحماية الديمقراطية التي هي أحد أهم مرتكزات ومبادئ الحركة فهي مغيبة تماما كما الشفافية واحترام حقوق وحريات الأفراد. أمااعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والجدارة في تولي مكاتب التمثيل الخارجي للحركة ، فأرجوكم لا تسألوني عنها!!..
إذن ، يا جماعة ، هذا العرمان كان لديه كل شئ ليخرج بالتنظيم من حركة مسلحة الى حزب كبير يضم كل السودانيين. لكن ولأنه لا يتمتع بالسمات الشخصية للقائد النجاح مثل ..الثقة بالنفس، الإتزان الإنفعالي، السيطرة ،الذكاء ، الشجاعة، وووالخ. كانت محصلة وجوده في الأمانة العامة لــ12 عاما أصفاراً كبيرة.
وكيف لشخص اعطيت له كل الفرص لأداء مهامه وعندما فشل مرة ومرتين وثلاث وتم اقالته من منصبه وليس فصله من التنظيم أن يأتي بكل وقاحة ويقول المشكلة ليست هو، بل في التنظيم ولابد من ميلاد ثاني جديد للحركة الشعبية؟ ..وهل نزلت إليه ملائكة السماء ووعدته بإعطاءه بعضا من السمات القيادية إذا ما اعلن حركة شعبية جديدة؟
لا أعتقد ان لملائكة السماء والأرض وما بينهما علاقة بالموضوع اطلاقا، بل للموضوع علاقة بالفكر البدوي المخرف الذي يعتقد انه السديد والسليم ، فغيره لا يفكر وإذا فكر لا ينتج،وتبعا لذلك ، يمكننا القول بأن العقل البدوي قد تخلق وتبلور تاليا- داخل فضاء نسق هيمنة شغل إقصائي، وجبروت فعل تسلطي، وإغراق في أحادية الرؤية للأشياء من حوله. هذا هو عقل عرمان المريض الذي يتحدث عن ميلاد ثاني للسودان الجديد سيداتي سادتي وهو ليس بقدره…
ما يجب ان يدركه الواهمون الموهومون -أمثال عرمان ومالك وبقية الثلة السلطوية ، هو أن صناعة المرحلة السياسية المقبلة داخل الحركة الشعبية ليست بأيديهم. كل ما عليهم القيام به حاليا هو صناعة مراكب ورفع الأشرعة وانتظار الإذن بالملاحة وبلاش كلام فارغ عن ميلاد ثاني لسودان جديد ، وبقول لهم أنتم ما قدر هذا الفكر العملاق واحترموا أنفسكم!!.
تعليقان
Dear the man, who we can now call him the thief, in all sorts of thefts philosophy is rearing the court which may one day ask him about the huge money which has shifted them recently to other accounts and using them to buy his weak supporters and that would mean for him not to surrender for anything regarding the decisions of the two regions Liberation Councils. But everything will end soon and God knows that. Let the failures dance on their dead buried history..
لماذا انت قضب هكذا هل انت الكاتب الذي يني هذا الوطن فلا تذهب انت و من معك الي مزبلات التاريخ ليس ماسوف عليكم