قراءة: مبارك جابر
الانكفاء على الذات والتقوقع داخل المحيط الاسرى الضيق التوشح بثوب القبلية والتدثر بالجهوية افرغ القبيلة من مضمونها الاجتماعى وصبغها بالصبغة السياسية والدونكشوتية السافرة وعدم التحلى بادب الثورات والاتعاظ من اخطاء الاخرين النظرة الضيقة الصراع القبلى الحاد عقدة الانتقام كل تلك العوامل مجتمعة هى معول هدم وقد تعجل بفناء التنظيم او تحرك مؤشر الموت الذى نشهده الان وقد كنا نحذر منها ونصرخ فى أذان القادة( الرفاق سابقا والاعداء حاليا) هدفنا هو التنبية والتحزير من كتلة اللهب الحارقة التى اقتربت من ديارنا ولكن قادتنا الميامين كانوا فى وادى اخر يهيمون ويضربون بتلك النصائح عرض الحائط ويعملون بمقولة (اضان الحامل طرشه) ثم يمشون وكأنهم قد خرقوا الارض وبلغوا الجبال طولا يختالون كالطاؤوس فى كبرياء وغرور لايسمعون النصيحة ولا يعملون بها والطامة الكبرى قد حات بنا والسيل العرمرم الذى يجتاح كل شئ ونحن نضاجع السلطة الخلوية فى شراهة دون رباط شرعى ونلبس الشرعية الثورية لباسا من الريش لايوارى سوءاتنا اضف الى ذلك سياسة الكيل بمكيالين توزيع النجوم الوهمية التى تجلس فى حياء على الاسطح الكرتونية لآهل الحظوة وذو القربى دون مؤهلات او خبرات تراكمية المعيار الاوحد هو الثقل القبلى (او تكسير الواح الثلج فى عز الشتاء) مما ولد غبنا كبيرا لدى المقاتلين القدامى الذين افنوا زهرة شبابهم فى ساحات المعارك وميادين القتال مدافعين عن القضية والاهم من ذلك عدم تأهيل الكادر الذى يمكن ان يصنع الفارق ويجعلنا فى موقف القوة التى نستطيع من خلالها تتويج تلك الانتصارات العسكرية التى تحققت على الارض والاكتفاء بالورش التى لاتسمن ولا تغنى من جوع لعدم فعاليتها (عريان من …ولابس ليه سديرى) الكل كان يتوقع هذا السيناريو الكئيب والدمار الذى اصاب العلاقة الاخوية فى مقتل وهتك النسيج الاجتماعى المتماسك مما ادى الى تلك الحرب اللعينة التى تدور رحاها بين رفاق الامس واعداء اليوم. اجريت بعض المقابلات مع القادة الثلاث وفى كل مرة يؤكدون بأنهم يعملون بروح الفريق الواحد ولا يوجد مايعكر صفو تلك العلاقة طالما ان الهدف واحد والمصير يوحد الجميع ولكن عندما انكشف المستور وبانت العورات صار التراشق والاتهام هو سيد الساحة (الشينة منكورة) وكانت اولى حلقات المسلسل القاتل هو الاستقالة التى تقدم بها الرفيق عبد العزيز الحلو الى مجلس التحرير الاقليمى فى جنوب كردفان جبال النوبة والتى وقعت كالصاعقة على رؤوس الجميع والجملة الخطيرة التى وردت بين ثنايا الاستقالة انه لايستطيع العمل معهم ولا يثق برفاقه فكانت هى القشة التى قصمت ظهر البعيرودقت مسمار الموت على هذا الجسد المنهك الذى يعانى من كل تلك الامراض المزمنة وجعلت الرفاق بين مؤيد ورافض وصرنا شيعا واطياف بعد ان كنا كتلة واحدة نقاتل كالبنيان المرصوص وقدمنا لخصومنا فى المؤتمر الوطنى ما عجز عن تحقيقه خلال فترة الحرب التى بلغت 6سنوات على طبق من ذهب وفى هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا النضالى ظهر على السطح حارقى البخور وقارعي الطبول واصحاب الوجوه المتعددة والاجندة الخفية يخطبون وداد الطرف القوى وتعجبت لموقف بعض الرفاق الذين كانوا يسيئون الى الرفيق عبد العزيز الحلو وينعتونه بل ويصفونه باقبح الصفات ويمجدون الرفاق عقار وعرمان لدرجة التقديس فيا سبحان الله من اصحاب المواقف المتعددة ان تجزئة الثورة الى اقاليم وجهات وقبائل واصدار صكوك الانتماء لاشخاص ومجموعات لهو اس المشكلة والاغرب من ذلك اعتقاد ان كل من ينحدر من اقليم جنوب كردفان جبال النوبة او اقليم النيل الازرق انه حركة شعبية بالميلاد وما دون ذلك هو فى المرتبة الثانية وبالتجنس وقد تناسوا ان امثال مركزو وجراهام وابراهيم نايل ايدام وكرمنو وبومدين على سبيل المثال وليس الحصر هم خصوم الحركة الشعبية وينحدرون من تلك الاقاليم ولهم ذات الحقوق والواجبات وحق الانتماء ان هذا النهج الاقصائى المتعمد والذى يوحى عن اشياء يضمرها الرفاق داخل انفسهم كما ان البعض الاخر يعانى من مركب نقص حاد وعقدة مزمنة لايستطيع الفكاك منها واخرون لايفقهون عن منفستو الحركة الشعبية شيئا والاغرب انهم يتقلدون المناضب القيادية بعد ان قذفت بهم الظروف داخل قطار الثورة فى غفلة من رقيب الزمن ولايجدون حرجا بالجهر بتلك الاشياء السالبة. ان المجلس القيادى او بالاحرى الثلاثى عقار .الحلو.عرمان المعين هو المسئول عن كل تلك المهازل والاخفاقات مهما حاول البعض القفز من السفينة الغارقة ومهما كانت المبررات والحجج والتمثيل الغير متقن والفرية الاخرى هى اقحام القبائل فى تلك المعمعة دون ذنب ارتكبوه سوى انهم اختاروا الخروج من ديارهم اعتقادا منهم ان امثال هؤلا القادة قادة حقيقيون يعملون من اجلهم ويسعون الى اقتلاع حقوقهم من المركز الظالم وردها اليهم ولكن كانت الحسرة عندما صوب اولئك القادة بنادقهم الى صدورهم العارية فاردوهم قتلى دون وازع اخلاقى او ضمير .ان الحركة الشعبية(ش) سوف تظل كرؤية او منفستو ولكن كتنظيم اشك فى بقاؤها والسبب ان روح الانتقام تسود الاغلبية بسبب الجهل الذى يعم الاغلبية العظمى فقد اجريت بعض الحوارات مع بعض القيادات الوسيطة لماذا تقاتلون المؤتمر الوطنى فمنهم من اجاب اننا نريد قتل الجلابة واخر يقول انهم قتلوا اهله ومنهم من يقول انهم انتهكوا شرف اسرته فلم يتطرق احد الى مسألة تغيير عقلية المركز ومن ثم التاسيس لدستور توافقى يرتضيه الجميع ومن ثم بناء دولة المواطنة التى تسع الجميع والكل يجد نفسه داخل اطارها الرحب(السودانية بالمعنى الاشمل) بالمقابل يجب علينا ان لانبخس الناس اشيائهم وان لا ننكر افضالهم والدليل على ذلك عندما دارت عجلة الموت فى الاقليمين وبعد تصريح نافع على نافع ان لا جلوس ولا تفاوض مع الحركة الشعبية( ش) الا بعد استيفاء تلك الشروط الثلاث وهى 1القاء السلاح2تغيير الاسم3 التسجيل كحزب سياسى ولكن بفضل الله ومن ثم هؤلا الاشخاص فقد اثبت التنظيم انه على قدر التحدى وعلى مستوى المسئولية والحدث وقد بزل هؤلاء الرفاق هذا الجهد المقدر غض الطرف عن الذى حدث خلال هذه الفترة النضالية ويجب العمل بمبدأ المحاسبة عند التقصير وهذا ديدن كل التنظيمات السياسية التى ترتقى سلم المجد.
تعليق واحد
Mubarak Jaber,
Don’t be so stupid, no set back and what Malik and Arman did during just 11 year time if you really know about it, then you will not be willing to see them again, just to forgive them but not to see them. Rotten food can’t be eaten again, that is what they lead themselves to be by themselves, not by anyone else. You have to be so diligent and understand the root causes not executes of the causes of a mistake of no turn back as real committed person to serve the people in millions not in tens only.