الخرطوم _ صوت الهامش
نفى القيادي في الحركة الشعبية قطاع الشمال، عادل شالوكا، تعنَّت الحركة الشعبية في التفاوض مع الحكومة الإنتقالية، غير أنه استدرك بأنها، تطرح قضايا تُشكل جذور الأزمة في السُّودان لعهود طويلة وبعيدة، ترسَّخت منذ خروج المُستعمر من السّودان قبل أكثر من 65 سنة.
وذكر أن هذه قضايا لا تُحَل في مدة قصيرة، مضيفاً إنها ربما تستغرق سنوات في حال عدم توفُّر الإرادة الحقيقية لدى الحكومة الإنتقاليةلمُعالجة جذور المشكلة السُّودانية.
وقال شالوكا، في مقال له تلقته (صوت الهامش) إن الحركة الشعبية، طالبت بإلغاء قانون الزكاة الموجود الآن، وترك أمره للمُسلمين، ولم تطالببإلغاء الزكاة كـ (شعيرة المُسلمين).
مؤكداً أن الزكاة، فريضة تقع في إطار المجال الخاص (الأفراد)، وأن الحركة الشعبية، تطالب بإبعاد المجال العام (الدَّولة) عن كل ما يتعلِّقبالدِّين، مستشهداً بإتفاق المبادئ، بين الحركة ،الحكومة الإنتقالية الذي أقر فصل الدِّين عن الدَّولة.
وأضاف أن (شعيرة الزكاة)، لها تجربة سيِّئَة في السُّودان ومنوهاً إلى أنها شابها الكثير من العيوب من ”فساد وتوظيف في غير مجالاتهاالشرعية“ بسبب تدخُّل الدَّولة، فتشوَّهت وأيضا معها الدِّين .
أما بخصوص عطلة نهاية الإسبوع التي طُرحت بواسطة الحركة الشعبية (الأربعاء) فأبان أن الهدف من ذلك هو إبعاد الدين نهائياً عنتدخُّلات الدَّولة ليكون مجاله الفرد والإيمان والإعتقاد، لتقف الدَّولة على مسافة واحدة من كافة الأديان والمُعتقدات دون تمييز بين المواطنينعلى أسُس دينية.
وزاد قائلاً : إن عطلة (الأربعاء) تساوي بين جميع الأديان في دولة التنوُّع الثقافي والتعدُّد الدِّيني، ولجهة أنها إحدى مُتطلبات (فصل الدِّينعن الدَّولة).
وأضاف أن عطلة (الجمعة) ليست شعيرة للمسلمين، إنما (صلاة الجمعة) فقط هي شعيرة المُسلمين.
مبيناً أن قضية تحديد الإجازات هي من صلاحيات الدَّولة حسب طبيعة الدَّولة والأعراف والثقافات ومصالحها السياسية الإستراتيجية، وأنحالة السُّودان، تتطلَّب الحياد في تحديد يوم العطلة للمُحافظة على وحدة وتماسُك الشعب وإستقرار البلاد، وعدم التمييز بين المواطنيين علىأسُس دينية، وإن ذلك لا يوجد فيه إستفزاز لمشاعر المسلمين – أو طعن في عقيدتهم.
أما بخصوص الانتقادات الموجهة للحركة الشعبية، بشأن مطالبتها، بحذف البسملة والآيات القرآنية من المكاتبات الرسمية، تسائل شالوكابقوله : كم عدد (البسملات) التي سيتم كتابتها في الترويسات والكتابات الرسمية في ظل تعدُّد الأديان في السُّودان، وعملاً بمبدأ المساواةبين الأديان ؟ وكم عدد الدِّيانات والمُعتقدات في البلاد ؟
نافياً معادة الحركة للإسلام والمسلمين، من خلال القضايا الني تطرحها في منبر التفاوض مع الحكومة، مؤكداً أن القضايا التي وردت فيمسودة الإتفاق الإطاري هي قضايا طرحت للنقاش منذ خروج المستعمر في العام 1956.