الخرطوم ــ صوت الهامش
قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، إن إنتشار السلاح في أيدي المليشيات القبلية وقوات الدعم السريع، يجعل السلام والأمن والإستقرار مُستحيلاً، وطالبت بحلها ودمجها في القوات المُسلحة لتكون تحت قيادة موحَّدة وبعقيدة عسكرية جديدة.
وتجددت أعمال العنف والاقتتال القبلي في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب، أودت بحياة أكثر من 50 شخصاً وإصابة نحو 75 آخرين بجروح.
وإعتبرت الحركة، هذه الأحداث، نتاج للدَّولة العنصرية المُشوَّهة التي كان أخطر تجلِّياتها في عهد النظام البائد الذي قسَّم الشعب السوداني وقام بتسليح قبائل ضد أخرى – وهو نهج قديم مُتجدِّد منذ عهد الإستعمار وما بعده – وحتى اليوم، فيما لم تبذل الحكومة الإنتقالية، أي مجهود لإحتواء الأمر.
وإتهمت الحركة، السلطات المركزية في الخرطوم بالتورط والتواطؤ مع مُرتكبي أعمال العنف في مدينة الجنينة، وأضافت أن هذه الأجواء تؤكِّد عدم وجود سلام برغم توقيع إتفاق جوبا في 3 أكتوبر 2020، ولا تُبشِّر أيضاً بسلامٍ قادم.
وأصدر السكرتير العام للحركة الشعبية، عمار آمون دلدوم بياناً طالب فيه السلطات بحسم ما وصفها بالفوضى والتفلُّتات الأمنية وبسط سيطرتها على المليشيات التي ترعاها وتقوم بحمياتها.
وأدان البيان، الذي تلقته (صوت الهامش) هذه الأحداث المُتكرِّرة، والصمت ”المُريب“ للسلطات و”تقاعسها“ عن الإلتزام بواجباتها وحماية المواطنين ”كما لو إنهم لا ينتمون إلى الدَّولة“.
وشدد على أن مثل هذه الأحداث، لا تُساعد على بناء السَّلام الشامل، ورأى أنه دون تتدخَّل الدَّولة وتتعامل بجدية مع ”العنف الوحشي والبربري فإن الإقليم يُمكِن أن يخرُج عن السيطرة وينفرط عقد الأمن – فالعنف لا يولِّد إلَّا العنف المُضاد“.
ورغم إعلان أمن مجلس الأمن والدفاع السوداني، حالة الطوارئ بولاية غرب دارفور، وتفويض القوات النظامية لاتخاذ كل ما يلزم لحسم النزاع القبلي، استمرت الاشتباكات المسلحة حتى اليوم الثلاثاء.