تنتشر هذه الايام أعداد كبيرة من مليشيات الجنجويد في مدينة الفاشر قدمت من المناطق الغربية للولاية بعد إستنفارهم من قبل (النظام الحاكم) للقتال في جبهة النيل الازرق، التي وصلتها طلائع المليشيات.
الا أن الناظر عن قرب لهذه المليشيات يرى فيهم ضحايا سياسات ومصالح قذرة اكثر من كونهم قتلة ومجرمون بالفطرة، فهؤلاء الاطفال والشباب والشيوخ من يراهم يشفق عليهم رغم الفظائع التي ارتكبوها وفي كثير من الاحيان ليس القاتل الحقيقي من يضغط على الزناد بل هو ذاك الذي يوفر السلاح ويثير الفتنة ويستغل الجهلاء والبسطاء لخوض حربه بينما هو يشاهد من على البعد دماء واشلاء الضحايا.
الاطفال وحتى الكبار من عناصر الجنجويد المدججين بالسلاح والذين يطوفون شوارع الفاشر هذه الايام فرادى وجماعات بملابسهم الرثة وسذاجتهم وجهلهم وعفويتهم ماهم الا رعاة واهل بادية استغلوا ابشع استغلال من ابنائهم فاقدي البصر والبصيرة والضمير ببيعهم بثمن بخس لنظام دموي لايرمش له جفن ولو ابيدو عن آخرهم حتى يبقى.
قبل بضع ساعات قدم ثلة من عناصر الجنجويد مدججين بالسلاح في اعمار مختلفة وجلسوا بقربنا، لفت نظري احدهم كث اللحية يعتمر (كدمول) كاشفا وجهه، كان يحدث بقيتهم في نقاش دار بينهم عن الجماعات والطرق الدينية وانه لاينتمى لاي منهم خاصة الطريقة التجانية وانه متمسك بما جاء به محمد رسول الله، واستفاض في الحديث بطريقة بسيطة وصوت جهور اجبرتني على الاستماع، قبل ان يقاطعه احدهم غاضبا بضرورة تغيير الحديث لانه لايفهم منه شئ ولايريد ان يستمع وتحرك بغضبه وجلس عنهم بعيدا ولحق به آخر.
نماذج كثيرة من عناصر مليشيا الجنجويد صادفتها برهنت لي أن هؤلاء استغلوا كآلات قتل وسلب ونهب ضد المجموعات الاخرى وبين بعضهم البعض بالترغيب بالمال والعتاد والترهيب بسلاح الصراع القبلي والجهوي، ليجدوا انفسهم بعد ان تضع الحرب اوزارها متى شاء الله ازدادوا جهلا وقسوة وبعدا عن الله وبعدوا عن المدنية والتأقلم معها والتعليم والحضارة باجيالهم المختلفة.
ويكليكس-الفاشر