حسن اسحق
لم يكن احد يتوقع ان تتفاقم الازمة بين الجارتين كينيا والصومال، بهذا الشكل المتسارع، جاء هذا التوتر قبل شهر واحد فقط من انتهاء عام 2020، ودخول 2021، المتوقع ان تقيم الحكومة الفيدرالية الصومالية انتخابها الرئاسية والتشريعية، في بداية العام المقبل. بينما تعتبر كينيا من ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال التي تعرف ب (أميسوم)، وكذلك تلعب دور ايجابي في عملية حفظ السلام وتدريب قوات الأمن الصومالية، لمجابهة حركة الشباب الصومالية التي تشن هجمات قاتلة من حين الي اخر، علي جميع القوات بما فيها القوات الكينية التي ترابط في التراب الصومالي منذ سنوات، حتي القوات الكينية في التراب الصومالي، لم تسلم من هجمات جماعة الشباب، وفي يناير 2016 قالت الشباب إنها قتلت أكثر من 100 جندي كيني في معسكر آخر قرب الحدود مع كينيا، ولم يقدم الجيش الكيني مطلقا تفاصيل عن الخسائر البشرية لكن تقارير إعلامية تحدثت عن قتلى بهذا العدد.
حسب ما ذكرته الحكومة الصومالية إن اسباب التوتر بين الدولتين، ان الجارة كينيا تتدخل في الشأن الداخلي الصومالي، وتحاول أن تؤثر على الانتخابات القادمة، هذا ما أدى إلى طرد السفير الكيني في الصومال الجنرال لوكاس تامبو، وطلبت مقديشو من سفيرها في نيروبي بالعودة من اجل اجراء مزيدا من المشاورات، حول كيفية التعامل مع الوضع المتأزم. بينما اعربت الحكومة الكينية عن استيائها من العميق من تصرفات الحكومة الصومالية، كذلك وصفتها بـ المؤسفة، وان دواعي التدخل في الشأن الداخلي الصومال، لا أساس لها من الصحة، وأنها تستند على مزاعم واهية ايضا.
أما الشارع الكيني الذي علق طرد السفير لوكاس تامبو من مقديشو، كثيرون اعتبرها غير متوقعة، لان الترابط الاخوي بين الدولتين عميق جد، والاجتماعي في ذات الوقت، ما يقارب أكثر من 3 مليون صومالي -كيني، كل هذه عوامل، تجعل العلاقات بين الجارتين قوية وصلبة، والمصالح التجارية كبيرة تعمق الروابط والعلاقات الاخوية بين الدول، آخرون يطالبون ان تحترم الشؤون الداخلية للدول، ورفض مبدأ التدخل في الشؤون الداخلية لها، وترك هذه الأمور لحكومات الدول وحدها للبت فيها، ويجب تعزيز العلاقات الاجتماعية والتجارية، لأنها تقوم أساس تبادل المصالح بين الشعوب، وهي أكثر صلابة من العامل السياسي، يرى كينيون أن العلاقة المجتمع الصومالي في العاصمة نيروبي، يساهم في تطوير اقتصاد البلاد، ويعطي فرصة للأيدي العاملة المحلية، يعتقدون كلها مصالح اقتصادية يجب المحافظة عليها، بدلا من تدميرها، لاعتبارات سياسية مؤقتة.
يعتقد موقع كينيا بالعربي، أن تدهور العلاقات بين الجارتين، له اثار عسكية تتعلق بالملف الأمني ، باعتباره ملف حساس بالنسبة لحكومة الرئيس اوهورو كينياتا، ببساطة العلاقات الناجحة تنعكس على احتواء المهددات الأمنية التي تحتاجها نيروبي، في السنوات الاخيرة سواء في الاراضي الصومالية او التراب الكيني، كذلك شنت مجموعة الشباب الصومالية هجمات قاتلة ودموية داخل التراب الكيني، راح ضحيته العشرات من الابرياء، أبرزها هجوم الشباب على جامعة كلية غاريسا 2015، راح ضحيته ما يقارب 130 طالب جامعي، وفي يناير 2019 قامت بهجمات على مجمع تجاري في منطقة ويستلاندز (WESTLANDS) بالعاصمة نيروبي، في 2013 اقتحم مسلحون اسلاميون مركز تسوق’’ويستغيت‘‘ ما ادى إلى مقتل 67 شخصا على الأقل، لذا الملف الأمني، انه الاهم للحكومة الكينية، لذا عليها ان تسعى لاستقرار الصومال امنيا وسياسيا، لأن ذلك ينعكس ايجابيا عليها، ويساهم في تطوير التبادل الاقتصادي الناجح بينهما، والابتعاد عن عن التدخل في الشؤون الداخلية، لأي دولة ما، يعتبره الموقع، من أدوات الدبلوماسية الناجحة لكل الدول التي تسعى إلى علاقات اخوية سياسية اقتصادية واجتماعية في ذات الوقت.
ما يحسب علي الاعلام المحلي الكيني، حتي الان لم يصعد قضية طرد السفير الكيني من مقديشو، رغم الانتقاد القاسي من وزير الإعلام الصومالي عثمان ابوكار دوبي، عندما قالها صراحة، ووجه اتهامات خطيرة، انها تستضيف جماعات المعارضة الصومالية، ويتخذون من العاصمة نيروبي مأوي لهم، لتنفيذ مهام زعزعة استقرار تراب الصومال، يبدو ان الاعلام الكيني لا يريد الانجرار إلى أي مواجهات إعلامية في هذا الوقت الحرج المتوتر، يمكن للمواجهة الاعلامية أن تؤثر سلبا، وجدد الوزير اتهامه للحكومة الكينية صراحة بتخريب الأعمال التجارية الصومالية، وتقييد حركة النقل الجوي بين الجارتين، ورفض منح الصوماليين العاملين في كينيا، نفس المعاملة التي يتلقاها الكينيين في الصومال، ولتخفيف حدة التوتر، حذر الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو من استخدام السياسية الخارجية الصومالية في حملته الانتخابية، وخلق العداوة والكراهية بين الجارتين الصومال وكينيا، حتي المناخ جيد لازالة التوتر بين الجارتين، قبل ان تستفحل الأوضاع وتخرج عن السيطرة.
وهل هذا التوتر بين الدولتين سوف يؤثر علي العملية التي الانتخابية الصومالية في بعض الأقاليم، وهل هذا الوضع قد يؤزم العلاقات بين البلدين في المستقبل، في حال فشل إيجاد حلول دبلوماسية، وايضا انعكاس ذلك على الاوضاع الامنية في كينيا، في مثل هذه الظروف، لابد أن يكون هناك تنسيق أمني بين الطرفين، حتى توقف الهجمات المتكررة التي تقوم جماعة الشباب من حين الى آخر في البلدين، قطع العلاقات حتما سيكون له تأثير سلبي، وعلى عقلاء الدولتين الجلوس معا، ومناقشة القضايا التي قادت إلى طرد السفير الكيني من الصومال.
تعليق واحد
It is the best time to make some plans for the future and it is time to be happy. I have read this post and if I could I want to suggest you few interesting things or suggestions. Perhaps you could write next articles referring to this article. I want to read more things about it!