الخرطوم – صوت الهامش
يواجه سكان جبال النوبة في السودان أوضاعًا إنسانية كارثية، حيث تحوّل الأطفال إلى جلد وعظام بسبب المجاعة التي ضربت المنطقة بفعل الحرب المستمرة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة التلغراف البريطانية، فإن عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الغذائية باتت غير كافية، فيما تحذر المنظمات من أن الوضع قد يزداد سوءًا مع اقتراب موسم الأمطار الذي سيعزل المنطقة بالكامل.
وقالت مُنى عبد الله، وهي نازحة إلى المنطقة، إنها تقضي يومها في جمع بقايا الحبوب من الأرض، في ظل شح الغذاء وغياب البدائل. بينما أكد سكان محليون أن الأسوأ لم يأتِ بعد، مع اقتراب موعد توقف عمليات الإسقاط الجوي، مما سيجعل الناس يعتمدون فقط على المساعدات التي تصل عبر الشاحنات، والتي قد تتوقف تمامًا بسبب الأمطار الموسمية في مايو المقبل.
ويعيش في جبال النوبة حاليًا نحو أربعة ملايين شخص، معظمهم يعانون من الجوع الحاد. وقال الدكتور الأمين عثمان، مدير مستشفى تجور في مقاطعة دلامي، إن كل طفل تقريبًا يعاني من سوء التغذية الحاد، محذرًا من أن الوضع يتفاقم في ظل غياب البرامج الطبية المتخصصة.
وأضاف التقرير أن العديد من الأطفال في المخيمات يلقون حتفهم بعد تناولهم أعشابًا برية سامة في محاولة لكبح الجوع، بينما يعاني آخرون من أمراض مثل الكواشيوركور، وهو أحد أشكال سوء التغذية الحاد الناتج عن نقص البروتين.
وأوردت الصحيفة شهادات لسكان في معسكر “حجر الجواد”، أكدوا فيها أن القوات المسلحة السودانية شنت هجومًا على المخازن الغذائية في يناير الماضي، حيث نهب الجنود آلاف الأكياس من الذرة والفاصولياء، بالإضافة إلى الزيت والمكملات الغذائية المخصصة للأطفال والنساء الحوامل