سامح الشيخ
منذ ان تفتحت عيوننا على هذه الدنيا ونحن نسمع عن احلام العالم العربي والاسلامي بالوحدة عن طريق مناهج التعليم التي درسناها او عن طريق وسائل الاعلام التي من خلالها صور لنا ان هذه الوحدة شئ سهل يمكن تحقيقه من خلال ما يجمعنا من دين ولغة او كما يصورون ذلك من خلال الافلام والمسلسلات .
ولكن كل يوم يمر يتأكد كل نابه من انه لا الدين يمكنه ان يوحدنا ولا كذلك اللغة لان الحقيقة هي اننا نعيش في دول ذات مكونات عديدة من الاديان و اللغات والثقافات والطوائف إلا أنه تم فرض دين وثقافة و لغة واحدة وتم الغاء الخصوصية لاي مجتمع او اي كيان اخر في هذه البقعة من الأرض دون الاعتراف به او حقه في ان يكون اخر .
بعد تفتح بعض الوعي والادراك لدينا علمنا ان كل دول العالم تستمد شرعيتها بعد الاعتراف بها من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة وذلك بعد ان تعترف كل دولة وتوافق و تقر وتوقع على ميثاق الامم المتحدة وميثاق حقوف الانسان.
مازالت كثير من دول الجامعة العربية ونخبها لا تريد أن تعترف بالتعدد بالتنوع بكافة أشكاله وعلى الأقل إثباتا لحسن النوايا وتدخل اللغات المحلية المكتوبه وتعترف بها كالنوبية والارامية والكردية والأمازيغية وتجعل عضويه تشاد واريتريا عضويه كاملة بدلا من عضوية مراقبة وتتوسع شرقا وغربا وتدع دجل الوحدة على أساس اللغة والعقيدة لتحل محلها فكرة لوحدة اقتصادية بين مجموعة دولها الافريقيه والأسيوية فالوحدة القائم على أساسها الجامعة حالياً لم تدرك ترة ولا وهيا رقعت . من المخجل جدا رغم غياب هذا البعد ان يتحدث البعض عن مبدئية عدم التطبيع لانه الشعب الفلسطيني مظلوم فالمقصود هنا الفلسطينيون العرب والمسلمون وينسى هولاء البعض مبدئيتهم عندما لا يتذكرون مواطنيهم المطرودين من الدولة العربية بطريقة غير مباشرة أو مباشرة من الذين لم يترك لهم خيار سوى العيش كمواطنين درجة ثانية أو المغادرة من ما يسمى وطن عربي فهو لا يعترف بحقوق اليهود والدروز واليذيديين والأقباط وغيرهم والشيعة وإعطائهم المواطنة الكاملة حيث من هولاء المضطهدين شريحة اسميت أدباء المهجر الذين لم يهجروا اوطانهم بطوعهم واختيارهم لكنهم هجروا بسبب الاضطهاد العرقي أو الثقافي أو الديني فهذا الوطن العربي ضميره المستتر مسلم.
لذلك جاء التطبيع للدول التي طبعت تطبيع غير طبيعي بطعم الزل حتى للسودان كنا تريده تطبيعا كريما وليس تطبيع الهزيمة الحالي والسبب هو نفاق المطبيعين على مستوى قادتها الذين هم أنفسهم لا يؤمنون بقيم التعايش والمواطنة المتساوية وهم ورافضين التطبيع متفقين ومؤمنين بما جاء في صحيح البخاري وهو كما يؤمنون بانه أصح كتاب بعد كتاب الله وبه حديث لا يجتمع دينان في جزيرة العرب . رغم أن الحزب الإسرائيلي يؤمن بفكرة حل الدولتين وهو حزب معارض باسرائيل لكن التاريخ كان واقف عند لاءات الخرطوم التي تم تجاوزها اليوم بإعلان التطبيع مع السودان من جانب المسؤولين الإسرائيليين بينما المسؤوليين السودانيين استعصموا بالدغمسة والغتغتة ولاذوا بالصمت واكتفوا بالعموميات وتركوا التفاصيل لمن يريدها عليه ان يبحث عنها.