بقلم : عبدالعزيز محمد
عاني السودان من انعدام الاستقرار السياسي وغياب الرؤية الوطنية الشاملة ومنهج دائم لادارة الدولة حيث لم يشهد السودان دستور دائم يتوافق عليه الجميع منذو الاستقلال ولا نظام ديمقراطي يتم تداول السلطة عبره بصناديق الاقتراع حيث تعاقبت علي حكم البلاد انظمة دكتاتورية عديدة فشلت جميعها في خلق مناخ سياسي معافي يستوعب كل مكونات التعدد العرقي والديني والثقافي التي يتمتع به الشعب مما ولدت حروب اهلية طاحنة في كل اطرافه افضت لانشطار اجزائه وتفاقمت الازمات في عهد المؤتمر الوطني والتي شهدت البلاد في عهدهم اسواء مرحلة في تاريخ السودان والتي عاني فيها الوطن من قمع واستبداد وقتل وابادة جماعية وتطهير عرقي وتسببوا في اقتراف اكبر كارثة انسانية هزت العالم اجمع وانتشر الفساد المالي والاداري والاخلاقي في عهدهم بل اصبح الفساد مصدر تباهي وتفاخر واحدي مؤهلات التقلد في المناصب والترقي فيها مما افرزت هجرة لغالبية العقول ونزوح معظم ابناء الوطن هرباً من جهيم القتل والكبت والجبروت وتعد فترتهم هي سنوات الرماد والدمار في تاريخ السودان وتقوقع البلاد في قاع الدول الفاشلة ولم تتفوق بلادنا الا من الصومال التي كانت تقبع في اخر الذيل
وعلي الرغم من الثورات المتراكمة والتي نشبت في عهدهم بهدف اقتلاعهم من السلطة لم تكلل بالنجاح الا في انتفاضة ديسمبر المجيدة 2018 م بعد ان خرج الشعب السودانية عن بكرة ابيه في المدن والحضر ورفعت شعارات ( تسقط بس وكل كوز ندوسه دوسه ) كناية عن لا رجعة ولا تسوية او مساومة مع الكيزان ولن يسمع الشعب السوداني اجمع بعودتهم مجدداً او اعادتهم في الواجهة وان مجرد التحاور او التجاذب معهم يعد خط احمر علي الرغم من القرار الصادر من لجنة التمكين واِن لم تلبي طموحات الثور بحظر حزب الكيزان ل 10 سنوات حيث كان ينبغي ان يحظروا في فترة زمنية تماثل سنوات حكمهم كما حظروا الشعب السوداني من جميع حقوقهم الاساسية والمواطنة وحرموا الشعب من ممارسة حرياته الممنوحة في المواثيق الدولية
علي ما ذكر يجب علي الحكومة الانتقالية وشركائها التفطن لمطالب الثورة والثوار وان محاولات رأب الصدأ مع الكيزان يعد جريمة في حق الشعب السوداني تضاف الي سلسلة جرائم الحكومة الانتقالية وشركائها وتعد بمثابة اهانة واستخفاف لمشاعر الشعب السوداني والثوار واستخفاف لدماء الشهداء الذين مهروا الثورة بدمائهم الطاهرة من اجل حفظ الوطن من شرور الكيزان ويعد ايضاً النأي عن مبادئ الثورة واهدافها لا احد ينكر ان مرحلة الكيزان كانت هي الاسواء علي الاطلاق للبلاد حتي الكيزان يوافقون الرأي حيث شهد نا تدنياً واضحاً في شتي المناحي والمجالات حتي علي الصعيد الخارجي انحصرت علاقتنا في ايطار ضيق مع دول معينة
ومن حيثات اصرار بعض رموز النظام الحالي علي التسوية مع الكيزان يبرز لنا بان دول خارجية هي من تتحكم في ادارة عقارب الساعة وتدير البلاد ببوصلتها وتوجيهاتها
مما يتبادر الي الذهن عدة اسئلة موضوعية يجب ان تجاوب عليه علي الملأ دون غموض او لبس وهي :-
- ϖ ما هي المبررات والدوافع الاساسية من اجل اعمال التسوية مع مجموعة تلدخت اياديهم بدماء الشعب السوداني
- ϖ ماهي الفائدة والمصلحة التي ستجنيها البلاد من اجل ذلك
- ϖ ماهي الضمانات الكفيلة من استمرار وصيرورة التسوية مع مجموعة محترفة في نقض العهود والمواثيق حيث وقعت في عهدها عشرات الاتفاقيات وتنصلوا منها دون استحياء
- ϖ ما موقف من شاركوا منهم في الانتهاكات الفظيعة والجرائم والفساد من التسوية
- ϖ من الذي فوضكم من ان تتخذوا مثل هذا القرار المصيري هل استفتيتم الشعب ؟
هؤلاء ارتكبوا ابشع الفظايع ضد الشعب السوداني مما لا يمكن ان يغتفر البتة بل يصعب نسيانه علي المدي البعيد مما يدعو لنا سوي خيار القصاص