بقلم/نصرالدين عمر
علي رأي المثل القائل: عندما تري الفيل بأم عينيك فلا داعي أن تطعن في ظله..! ؛ فالمتتبع إلي أحداث مدينة الجنينة المؤسفة في ولاية غرب دارفور؛ هي أحداث لم تحدث منذ عام ٢٠٠٣م؛ لقد ذكرني بأحداث الإبادة الجماعية الأولي؛ إبان إندلاع الثورة الشعبية المسلحة في الإقليم؛ فكان النظام يستهدف الحواضن الإجتماعية عن قصد وفق خطة مدروسة بعناية فائقة، وحدث ما حدث من تشريد وترحيل قصري وجرائم ترقي إلي أن سمية بجرائم الإبادة الجماعية؛ فشهد العالم، تلك المشاهد المروعة، لاستهداف الأطفال والنساء الأبرياء.
حصيلة الأحداث المؤسفة صراحة لا توجد ارقام دقيقة للقتلي والجرحي؛ رغم أنها شملت كل أرجاء المدينة إلا أن الجزء الغربي اكثر تأثيرا ًً، ناحية حي الجبل؛ فلن يسلم من الحرق والنهب والقتل أنه محرقة لا تشهدها السودان والعالم منذ أحداث العام ٢٠٠٣م؛ الحريقة شمل مربع ٢ الي مربع ٧ حريقا ً كاملاً وتهجير أهلها والي أن وصلوا معسكر ابوذر للنازحين؛ أستخدم فيها مليشيات الدعم السريع أسلحة كبيرة؛ في مواجهة مدنيين عزل لا حول ولا قوه لهم..!تسببت الأحداث في نزوح ما يقارب 2,000 لاجئ الي دولة تشاد المجاورة. وفضلا عن الأموال المنهوبة هي مليارات من الجنيهات؛ تم سرقها من المنازل، التي هجرها أهلها ولن يسلم المواقع التجارية من الدكاكين؛ أنها عملية إفقار وإبادة جماعية مكتملة الأركان..!
المدهش في الأمر أن المدعو برهان؛ الذي هو الآن يتقلد منصب رئيس مجلس السيادة؛ رجل غير آهل لقيادة سفينة حكومة تدعي أنها جاءت بفعل ثورة ديسمبر الشعبية لعدة أسباب:-
١/ رجل متورط في مجزرة حدثت في غرب الجبل٢٠٠٣، فاسر في المعركة من قبل رفاق حركة وجيش تحرير السودان؛ فأطلق سراحه بأوامر من الرفيق القائد/عبدالواحد النور..!
٢/رجلاً كان يعمل مسئولاً إستخبارياً في دارفور؛ متورطاً في عدة احداث؛ كان يديرها ويرجع هذا لصلته بالمليشيات..! فكان هو الرأي الأول في تكوين المليشيات؛ فبُكانه المناسب الآن هو السجن؛ جنباً الي جنب مع قاتل الأطفال والنساء الأبرياء (بشة).
٣/رجلاً لقبه نفسه بأنه ربّ لاثنية محددة.. ! هل يعقل هذا أن يكون مشاركاً في حكومة الثورة الشعبية.
أنه رجل دولة غير جدير بالإحترام؛ تزامناً مع الأحداث شدة الرحال الي دولة قطر ومعه حاشية من وزارء حكومته؛ ومن ضمنهم صاحب التصريحات الخطيرة؛ التي كانت وراء إندلاع احداث الجنينة وهو دكتور جبريل وزير المالية؛ بيد أن في الوقت ذاته كان الأولي أن يرسل قوة تدخل عاجلة لحماية المدنيين العزل؛ وهذا لن يحدث وهو الذي يقف وراء امتناع الجيش والشرطة تنفيذ قرارات واوامر الوالي محمد الدومة؛ أنه اخطر كوز علي مر التاريخ؛ يتقلد الآن جلباب الثورة بمباركة أحزاب سياسية دون ذكر أسماءها، مشاركه الآن في الحكومة الحالية.
ولعل الأخطر من هذا؛ ابان الزيارة الأخيرة ذهب إلى الجنينة، لكي يقوم بتقييم خطته بنفسه؛ فكان هذا دون علم والي الولاية؛ أنه لا يدع أية اعتبار للولاة.. ! ذهب الي الجنينة ومعه كنفوي من المليشيات، الجيش والشرطة كأنه ذاهب الي جبهات القتال..!