الطيب محمد جاده
في ظل الاوضاع الحالية التي يعيشها السودان الان ، انفصال دارفور وارد لا محال منه ، وخياره أصبح مطروحاً لدى جهات عدة منها امريكا وبريطانيا وفرنسا ، ويتجه السودان نحو هاوية من المشكلات ليس فقط السياسية بل أيضا الاقتصادية ، وارتفاع الأسعار ارتفاعاً كبيراً ، ما أدى إلى زيادة الغضب الشعبي ، وفضلاً عن الحركات المسلحة في دارفور التي تؤيد الدعوة للمواجهة ، في ظل فشل العصيان المدني الذي دعا له ناشطون شباب يؤكد أن التقسيم قادم في غرب السودان ما لم يتحرك الشعب السوداني الذي انتفض من قبل وأسقط نظامين عسكريين في عامي 1964 و1985، أن الشعب إذا أراد الحرية والمساواة والعدالة وسلامت السودان من انفصال ثاني فعليه التحرك لاسقاط هذا النظام .
وجاءت تصريحات البشير التي أطلقها في ولاية كسلا أخيراً بشأن العصيان المدني ، لتشعل الخوف والهواجس لدى مختلف شرائح الشعب في السودان ، ان السودان الان منهار سياسياً وأقتصادياً وثقافياً ودينياً وعرقياً ، وان تصريحاته جاءة مستفزة للمعارضيه ، وتهديداً للشعب الذي اصابه الخوف والرعب ، و مثل هذه التصريحات ستدفع بدارفور على نهج الجنوب عن هذه الدولة التي تستفز أبناءها.
اما عن تصريحات المعارضة عن المواجهة وضرورة إسقاط النظام تثير العديد من التساؤلات حول طبيعتها ومغزاها ، وما إذا كانت تعبر عن توارد خواطر أم إحساس واحد بحجم المشكلات والتحديات ، وما إذا كانت تعكس اتفاقاً ضمنياً أو حقيقياً على عمل ما ، وهل هي تلويح من معارضة أصابها كثير من الوهن والاختراق أم إنذار حقيقي سيكون له ما بعده.
ومن المؤكد أن كثيرين داخل السودان وخارجه سيدركون اليوم أو غداً أن انفصال دارفور قادم ما لم يسقط هذا النظام ويكون هناك وفاق داخلي ومصالحات وتحول ديموقراطي واتفاق على تسوية وحل المشكلات القائمة ، هو أقصر الطرق وأقلها كلفة ، وهو السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة ماتبقي من السودان ، لنقل السودان إلى مرحلة جديدة لا يكون تحت وطأة الضغوط والابتزاز والترهيب من أي طرف كان .