الخرطوم _صوت الهامش
أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، عن قلقه العميق إزاء تصاعد حالات العنف الجنسي في ولاية الجزيرة بالسودان، حيث وثقت التقارير ما لا يقل عن 25 حالة اغتصاب خلال الهجمات التي نفذتها قوات الدعم السريع. هذه الانتهاكات تُضاف إلى تصاعد الأعمال العدائية ضد المدنيين في المنطقة.
وقد شهدت ولاية الجزيرة هجومًا مأساويًا يوم الجمعة 25 أكتوبر، حيث قُتل 124 شخصًا في قرية السريحة، وتظهر مقاطع فيديو غير مؤكدة عشرات الجثث مصطفة للدفن. جاءت هذه الهجمات عقب انشقاق أبو عاقلة كيكل، أحد قادة قوات الدعم السريع، إلى القوات المسلحة السودانية في 20 أكتوبر، مما أدى إلى انتقام قوات الدعم السريع من أفراد مجموعته العرقية.
كما نفذت القوات هجمات على بلدتي تمبول ورفاعة، مما أسفر عن مقتل المئات وسط عمليات نهب واسعة. بالإضافة إلى الاعتداءات الجنسية، تعرضت النساء والفتيات للاختطاف، مما يزيد من القلق بشأن سلامتهن.
وأفادت التقارير بأن قوات الدعم السريع احتجزت وعذبت مدنيين في القرى المستهدفة، وصادرت أجهزة الإنترنت والهواتف، مما أدى إلى قطع قنوات الاتصال الحيوية. كما تعرضت المحاصيل الزراعية للحرق، مما يُفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي التي يعاني منها أكثر من 25 مليون سوداني.
نتيجة لهذه الأعمال الوحشية، نزحت آلاف الأسر إلى ولايتي القضارف وكسلا، مما يزيد من حدة أزمة النزوح. تقدر التقارير أن نحو ثمانية ملايين شخص قد نزحوا داخليًا منذ بداية النزاع المسلح في أبريل 2023.
وحذر تورك من الدعوات المتزايدة لحشد المدنيين في ولاية الجزيرة، مؤكدًا ضرورة اتخاذ قادة الطرفين جميع التدابير لتهدئة الوضع. ودعا إلى ضرورة احترام الالتزامات بموجب القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وضمان حماية المدنيين، والتحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة ومحاسبة المسؤولين عنها.