لقد جرت العادة ان يتقاذف الخصوم بالالفاظ النابية والتهم المشينة من أجل اخماد نار العدوان بين الطرفين ولكن في احيان كثيرة تقع تلك الالفاظ في غير محلها ويكون مصدره يعاني من فرفرة المذبوح ولا ينجو من الموت بعد ان قطع حبل الوريد .
اصدرت منظمات المجتمع المدني لشعب جبال النوبة بيانا بتاريخ 22 ابريل 2016 اعتراضا على ما قامت به بعض التنظيمات السياسية وبعضا من منظمات المجمع المدني في باريس الفترة من 18 21 ابريل 2016 بهدف هيكلة ما يعرف بنداء السودان ولقد اثار هذا البيان حفيظة العديد من المتملقين والمتكسبين واللاهثين وراء منافع السياسة ولم يدرسوا البيان بتمعن حتى يفهموا المعنى والمضمون وقبل ذلك كله قاموا بكيل السباب والنعت المشين لأبناء النوبة ووصفهم بالارزقية والمتاجرين وانها لمهزلة أن يكون صاحب الحق متاجرا بقضيته وارزقي والمتملقين واصحاب المنافع السياسية هم على حق كارثة ان يكذب هولا بان قلبهم على شعب النوبة يتفطر ويصدقوا تلك الكذبة في حين يرونها بيانا ان نظام الخرطوم يضرب جبال النوبة بكل قوة السلاح ويسخر كل قواته العسكرية والمادية لضرب النوبة ويستغل فيهم الضعيف ليتقوى به وكل ذلك يحدث وشعب النوبة هو المتضرر ويتم ابادته فيما الاحزاب السياسية في الخرطوم تختلق المبادرات الواهية التي تمثل فيها الاغلبية وتركض هنا وهناك في ندوات مؤتمرات تطول وتطول بدون اي نتائج تؤدي إلى وقف العدوان على شعب جبال النوبة وجنوب النيل الازرق ولم تخرج منظمة واحدة ولا حزب واحد ببيان يطالب الحكومة وقف العدوان على ابناء المنطقتين ولو كان ذلك من باب المجاملة فالصمت عما يحدث لشعب المنطقتين شيء رهيب وكانهم ليسوا مواطنين سودانيين تخرج الناس في مظاهرات من أجل سوريا وفلسطين ولا تحرك ساكنا من أجل مواطنيهم في جبال النوبة وجنوب النيل الازرق ما هذه العنصرية المقذذة اللون البمبي ساحر العيون .
يبقى علينا أن نعرف من هم الارزقية قبل ان نصف اصحاب الحق بالارزقية علينا أن نقف ونحاسب انفسنا لماذا ذهبت تلك التنظيمات والاحزب السياسية من الخرطوم والزج بنفسها في قائمة المجموعات المسلحة وبالاخص الحركة الشعبية وتتظاهر التعاطف معها وهي في الواقع لا تستطيع ان تفعل شئ بل تنتظر متى ما استوت الطبخة لتقتطع من الكعكة أوتاخذها كلها وتقسم منها او تبعثر الفتات لهم .
لقم سئم شعب النوبة الممثل في المجتمع المدني الأدوار التي تقوم به تلك المنظمات والاحزاب السياسية في خلق المبادرات تباعا دون جدوى فما يموت الناس في جبال النوبة وجنوب النيل الازرق والحكومة السودانية استطاعت ان تطمر كل الاخزاب السياسية التي كانت تمثل وجهة الدفاع عن قضية شعب النوبة في حفر النظام ولم يعد لهم وجود الحزب القومي السوداني بكل مشتقاته الهولامية ذهب ادراج الرياح ولم يعد وغيره من الاحزاب ذلك لأن المنطلقات السياسية في غالب الظروف تبنى على المصالح وقد يرجحها المصالح الشخصية عند ضعاف النفوس فيباع الغالي بالرخيص وذلك بخلاف المتجمع المدني الذي ينادي بالعدالة الاجتماعية واحقاق الحق .
شبكة منظمات المجتمع المدني لشعب جبال النوبة عملت على لم شمل النوبة بكافة الوان طيفهم الا من ابي، بعيدا عن مكونات الاحزاب السياسية والمهاترات الغير مجدية فهي مجموعة منظمات وروابط اهلية مدنية تراقب كل مايجري على ارضها كمكون من شعب مستهدف يعيش حالة حرب شاملة نتيجتها إزالته من الوجود السوداني عدوان سافر من قبل نظام الخرطوم حكومة حزب المؤتمر الوطني وتجدر الاشارة أن هناك ما يتم تدبيره من قبل مجموعة احزاب سياسية او منظمات خرطومية لاستثمار نضال شعب جبال النوبة لصالحهم وانتاج النسخة الثانية من نفس الفصول لقضايا الهامش والمركز بمعنى مازالت هناك فكرة عدم المساواة بين السودانيين قائمة راسخة في مفاهيم الكثير من السودانيين الشماليين .
البيان الذي اصدرته شبكة منظمات المجتمع المدني لجبال النوبة لم يشر الى الحركة الشعبية من قريب او من بعيد لذلك لا يجوز لأعضاء الحركة الشعبية اعتباره امر يعنيهم وستظل الحركة الشعبية الحصن المنيع وتاج على رؤوس شعب النوبة فخرا وعزة وكرامة واشار البيان بحق تواجد ابناء جبال النوبة كتنظيمات مجتمع مدني في كل مكون يناقش قضايا السودان كممثل اصيل في تلك التنظيمات دون ان يتم اقصائه لأي سبب من الاسباب اواتذرع بعدم جاهزيته للسفر إلى اي مكان وتبقى المشكلة في الفهم وليست في البيان وما يقال بان الناس تعمل لسودان جديد امر غير واضح إلى هذه اللحظة لأن العمل من أجل سودان جديد لا يقتصر ان يموت فيه اناس ابرياء او يهجروا من موطنهم كرها فيما هولاء يتنططون من عاصمة إلى اخرى دون العمل على وقف العدوان على المدنيين في المنطقتين .
المشروع للسودان الجديد فكرة صائبة من الدكتور جون قرنق ولكنها رفضت من الشماليين ولقد كانت السبب في فصل الجنوب عن الشمال وستظل مفروضة طالما هناك عدد كبير من الشماليين لا يزالوا على عهدهم التعالي والصفوة وعدم القبول بالأخر بدعوة انه لا يشبهه في معظم دول العالم العنصرية مسلك فردي إلا في السودان العنصرية اخذت شكل تكتل جماعي وعزز ذلك الاداء الوظفي في سياسة الدولة العنصرية والتي جهرت به كثيرا حتى صدق الشعب بانه لا يستطيع ان يسكن في وطن واحد مثل كل الشعوب المختلفة .