لندن :صوت الهامش
وصفت مجلة الإيكونوميست البريطانية سقوط نظام روبرت موغابي في زيمبابوي بالهائل؛ كونه لرجلٍ قال ذات يوم إنه سيظل في الحكم “لحين يقول الرب له تعال”، فيما قالت زوجته (جريس) إذا حدث ومات موجابي قبل الانتخابات فإن الحزب “سيرشحه حينئذ كجثة” للرئاسة.
ورصدت المجلة كيف حفلت العاصمة الزيمبابوية هراري مع غروب شمس الثلاثاء بمظاهر الفرح والأهازيج، وقد كان عددٌ قليل يتوقع تنحّي موغابي طواعية عن السلطة بعد 37 عاما فيها، حتى بعد مطالبته بالرحيل من جانب كل من الجيش وحزبه (زانو-بيه إف) والشعب، وكان متوقعا لعملية العزل التي بدأت اليوم الثلاثاء أن تمتد لأسابيع – لكن لم تكد تمضي ساعات معدودة حتى أصدر موغابي على نحو غير معهود رسالة قصيرة مفادها أنه قد تنحى طواعية “بأثر فوري”.
وقالت المجلة إن زيمبابوي التي تحررت الآن من الطاغية المتمثل في موغابي تعاني ترديًا بالغًا؛ فاقتصادها يعاني انكماشا، والعديد من بنوكها على وشك الإفلاس كما تعاني من نقص حاد في العملة الصعبة؛ فضلا عن أن البلاد لم تتخلص بعد من الحزب الحاكم الذي اضطلع في ظل موجابي بتزوير ممهنج للانتخابات وقمَع المعارضة فيما نهبت رموزُه ثروات البلاد.
ونبهت الإيكونوميست إلى أنه وسط هذا الفرح الصاخب بسقوط موغابي ، فإن الزيمبابويين يترقبون صعود شخصية أخرى معيبة على نحو عميق، هي شخصية إيمرسون منانجاجوا، نائب الرئيس السابق الذي طرده موغابي في الـ 6 من نوفمبر في خطوة غير محسوبة من موجابي جرّت عليه هذا السقوط الدراماتيكي.
وعن منانجاجوا، يقول جوشيا هونجوي، أحد وزراء حزب زانو-بيه إف: “هذا رائع؛ إنه يعني عهدا جديدا. الآن دقت ساعة العمل الجاد.”
وعن منانجاجوا أيضا يقول ديفيد كولتارت، وهو شخصية بارزة في المعارضة: “لقد أزحنا طاغية لكن لم نزح الطغيان بعد.”