لندن _ صوت الهامش
رأت الإيكونوميست أن الحكم على أعداد كبرى من الرجال بالعزوبية، قد يدفعهم إلى اليأس والانضمام للحركات المسلحة سعيا إلى الثروة التي تؤهلهم بدورها للحصول على زوجات.
وقالت المجلة البريطانية إن العادات المتعلقة بالزواج، إلى جانب الفساد وضعف المؤسسات والقبَلية، تزيد من احتمالية اشتعال العنف؛ مؤكدة أنه حيث تنتشر ظاهرة تعدد الزوجات تكثر الاضطرابات المسلحة.
ونبهت إلى أن الـ 20 دولة الأكثر اضطرابا حول العالم جميعها تحفل بتعدد الزوجات؛ فضلا عن أن الأمم الحافلة بهذه الظاهرة عادة ما تكون أكثر ميلا إلى اجتياح جيرانها.
وكشف أحد أبحاث كلية لندن للاقتصاد عن أن ثمة رابطًا قويًا بين تعدد الزوجات والحرب الأهلية. ولكن كيف ذلك؟
أوضحت الإيكونوميست أن تعدد الزوجات يعني أن الرجال الأغنياء يحتكرون الزوجات؛ ولو أن 10% من الرجال تزوج كل منهم أربع سيدات، فإن 30% من فقراء الرجال لن يستطيعوا الزواج على الإطلاق؛ ما يتركهم فريسة ليس فقط للإحباط الجنسي وإنما كذلك للتهميش الاجتماعي.
ونوهت الإيكونوميست عن أنه وفي العديد من المجتمعات التقليدية، لا يعتبر الرجل راشدا حتى يجد زوجة وينجب أطفالا، ولكي يحصل على زوجة يتعين عليه أن يدفع “مهرًا” لأبيها؛ ومع تناقص عدد العرائس بفضل تعدد زواج الأغنياء فإن المهور باتت أغلى مما يصعب الأمر على الشباب الفقراء.
وضرت المجلة مثلا بدولة جنوب السودان، مشيرة إلى نسبة 40% من الزيجات فيها تتضمن تعددا للزوجات؛ وتتراوح قيمة المهر هنالك أحيانا بين 30 إلى 300 رأس من الماشية.
وقد يدفع اليأس، بحسب المجلة، العديد من الشباب غير المتزوجين إلى اتخاذ تدابير متطرفة لتأمين زوجات؛ ومن ذلك كما هو الحال في جنوب السودان أن يحملوا السلاح ويسرقوا المواشي من القبائل المجاورة؛ وفي تلك الغارات قد يسقط الكثيرون قتلى.
كما أن هؤلاء من غير المتزوجين قد يندفعون في غمرة يأسهم إلى الانضمام للجماعات المسلحة المتمردة حيث يتسنى لهم القتل والنهب ومن ثم تكوين ثروات يمكنهم بها الحصول على زوجات.
وحذرت الإيكونوميست من وقوف الجماعات الجهادية على تلك الحقائق واستغلالها في تجنيد المعسرين من الشباب الذين لا يجدون ما يتزوجون به.