الملامح الأساسية التي يكتسي ويتوشح بها هذا الجزء العزيز من الوطن (النيل الأزرق) بعد مرور خمس سنوات علي الحرب فيه، لاتخرج عن محاولة كل المهمومين بقضايا الوطن لتوصيف المعأناة الأنسانية وتقطع أوصال الاطفال والنسأء الي أشلاء بالقذائف وأوجاع المساكين والغلابة من النازحين واللأجئين والمطاردين والمهجرين من منازلهم بولاية النيل الازرق بعد أن فعل النظام ما فعل خلال هذه السنوات الخمس العجاف بمليشياته، التي تم تجيشها وتعليفها والصرف عليها من أموال الشعب.
الكل يعلم أن الحرب المفتعله التي أشعلها نظام المؤتمر الوطني بالنيل الازرق لم تكن هناك دواعي ومبررات منطقية لها سوئ خوف النظام من الحزب السياسي الأخر القوي المتنافس معه في عملية أنتخابية، خوف حقيقي للمؤتمر الوطني من أنقطاع حكم ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان طوال السنوات التي سبقت اندلع الحرب، والتي لو قدر لها أن تمضي لانهت نتائج الانتخابات تلك عهد الاستفراد بالسلطة وممارسة القهر والاستبداد والفساد فيها، الفساد والاستبداد كان يمارس علي حساب المجتمعات الضعيفة والمهمشة بفعل السياسات المركزية القابضة وأختلال ميزان العدالة في الدول السودانية منذ بداية الاستقلال والي الان في ظل غياب كامل لاسس المساواة والعدالة الاجتماعية ودولة القانون، واعاد المؤتمر الوطني تكريسها بشكل أقبح وأفظع في سنوات حكمه.
المجتمعات بالنيل الازرق التي إكتوت بأوار الحرب الدائرة حالياً هناك تستهدف بصورة مباشرة أنسانها في حياته اليومية والتاريخ الضارب في القدم للشعوب هناك، وتهدد النسيج الإجتماعي والثقافي المتعدد المسطور في يراع كتب التاريخ القديم والمعاصر، اليوم تمر الزكري الخامسة وسلوك نظام المؤتمر الوطني طوال هذه السنوات الخمس من الحرب لم يتغير أبداً عن ما مضي وتقوم مليشيات النظام به من نهب ممتلكات المواطنين والقتل والاغتصاب وحرق القري، ومعلوم لديكم السلوك البربري المشين لما يسمى بالدعم السريع وأجهزة النظام الامنية القمعية الذين صبوا جام غضبهم على المواطنين العزل عند عجزهم عن تحقيق أهداف النظام السياسيه والعسكرية بهزيمة الجيش الشعبي شمال، كل ذلك حديث ويحدث وسط تواطؤ واضح من المجتمع الدولي والاقليمي وبعض التيارات السياسية السودانية المتخازله يتبعها بعض رفاق الأمس بهدف التشويش.
طوال هذه السنوات الخمس منع النظام ايصال المساعدات الانسانية للمحتاجين وفرض حظر علي أنتقالها فكشف ذلك نية النظام في أستخدام المواطنين كرهائن في انتظار الطعام بالتحكم في مسارات الأغاثة كما تفعل الان في دارفور، وأعدم العشرات من المدنيين العزل بدعوي نقل المواد الغذائية الي داخل المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية شمال، أعدامات تمت خارج نطاق القانون ودون تقديم اي أدلة ثبت ذلك، هجر من هجر وقتل من قتل وأغتصبت النساء أمام أعين الجميع والعالم يتفرج، وقصة معاملة الاسري وما أدراك ما الاسري، وانتهاكات القانون الدولي الانسان التي لا تعد ولا تحصي، الحكومة السودانية تتجاوزت بافعالها تلك كل المواثيق والأعراف والمعاهدات والقانون الإنساني المتواثق عليها دولياً، كشف هذه الممارسات الوجه القبيح لنظام الخرطوم وأصرارها علي ترك المواطنيين بالمنطقة في أتون معاناة التشريد والنزوح والموت جوعاً ومرضاً بلا أداني رافة بلمواطنيين. نظام المؤتمر الوطني يحاول ممارسة عملية ابتزاز رخيصة مستغلاً الاوضاع الانسانية الحرجة وحوجة الملايين للغذاء والطعام، هذا السلوك اللأنساني ليس غريب علي الوفود التي يرسلها المؤتمر الوطني للمفاوضات طوال الخمس سنوات من عمر الحرب، وتعتبر محاولة رخيصة ويائسه للضغط على الحركة الشعبية شمال للقبول بشروط واهية وأتفاق ضعيف وهش، تشاغل وفود المؤتمر الوطني عن مناقشة الأوضاع الأنسانية بجدية واللف والدوران حول بنود أخري يوضح بجلاء أن هذه الوفود المفاوضة مسلوبة الإرادة وليس لها التفويض لتقدم شي جديد يفيد في أحراز تقدم لمعالجة الاوضاع الانسانية الحرجة التي يعاني منها المواطن بالنيل الازرق بالمناطق المحررة او المهجرين بمعسكرات اللجؤ، وفاقد الشئ لا يعطي، ودليل بائن بان موقف النظام من المسألة الانسانية بلنيل الازرق وجبال النوبة لم يتغير طوال السنوات الاربعة من التفاوض، فالنظام راغب في مواصلة حرب الابادة البشرية والثقافية التي ارتكبها بدارفور والنيل الازرق وجبال النوبة مما يتطلب ضرورة مشروع وطني جديد يضم كل السودانيين لان المشروع الاسلاموي لنظام البشير فشل وأحدث من الدمار والخراب بالمجتمعات السودانية ما لا يعد ولايحصي والمثال الاوضح بالنيل الازرق اليوم.