لندن – صوت الهامش
قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية إنها علمت، من مسؤولين سابقين ومن قادة مليشيات ومصادر في السودان والمملكة المتحدة، أن الجنرال خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا ساعد في تجهيز قوات الدعم السريع للصراع السوداني قبل أشهر من اندلاعه في 15 أبريل/نيسان الجاري.
وفي تقرير، اطلعت عليه (صوت الهامش)، رأت الأوبزرفر أن تدخُّل حفتر كفيل بزيادة المخاوف من طول أمد الصراع في السودان والذي تغذّيه مصالح خارجية.
وتحدث مراقبون عن “سيناريو كابوسي” بمشاركة عدة أطراف وقوى إقليمية تحارب بالوكالة على أرض السودان الذي يزيد تعداد سُكانه على 45 مليون نسمة.
وباءت جهود جديدة لفرض هُدنة يوم السبت على الأطراف المتصارعة في السودان بالفشل، مع استمرار عمليات الاقتتال والهجمات الجوية والقصف في العاصمة الخرطوم.
كما تجددت الاشتباكات في إقليم دارفور جنوب غربي السودان. وتشير التقديرات إلى سقوط أكثر من 400 قتيل حتى الآن جراء هذا الصراع على السلطة بين الجنرال حميدتي على رأس قوات الدعم السريع من ناحية، والجنرال البرهان على رأس الجيش النظامي من ناحية أخرى.
ويعتقد كلا الطرفين المتصارعين أنه قادر على السيطرة بلا منازع على موارد السودان ومؤسساته القوية رغم تداعيها في الوقت الراهن.
ولم يُبد أي من الطرفين حتى الآن ميلاً إلى التسوية، بحسب محللين.
وتحذّر منظمات أهلية من تزايد أعمال العنف في السودان بعد انقضاء شهر رمضان.
وقالت مصادر للأوبزرفر إن الجنرال حفتر قد زوّد حميدتي بمعلومات استخباراتية حيوية عن خصومه الذين اعتقل عناصر منهم، كما زوّد حفتر حميدتي بشحنات من الوقود، فضلا عن تدريب مئات من مقاتلي الدعم السريع على حرب المُدن في الفترة من فبراير الماضي وحتى منتصف أبريل الجاري.
ويعود التعاون بين الجنرال حفتر والجنرال حميدتي إلى ما قبل سقوط نظام عمر البشير وبعد انطلاق مظاهرات شعبية حاشدة 2019 تطالب برحيله.
على أن العلاقة بين الجنرالين (حفتر وحميدتي) أخذت تتوطد أكثر وأكثر في السنوات الأخيرة، مع إرسال حميدتي مرتزقة إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حفتر في شرق ليبيا فيما يعرف بالجيش الوطني الليبي، بحسب ما أفادت المصادر.
كما امتدت أوجه التعاون بين حميدتي وحفتر لتشمل عمليات تهريب مربحة فيما بين البلدين – السودان وليبيا – بحسب ما قالت مصادر مطلّعة للأوبزرفر.
وتقطع السودانَ وليبيا طرقٌ رئيسية يسلكها تُجار البشر والمخدرات وغير ذلك من الأنشطة غير القانونية.
وقبل أيام من اندلاع الصراع بين البرهان وحميدتي، سارع حفتر إلى دعم الأخير، كما أمر باعتقال نائب لموسى هلال، القيادي الميليشياوي السوداني الذي يعدّ عدوا لدودا لحميدتي.
وكانت قوات موسى هلال قد كبّدت مجموعة فاغنر للمرتزقة الروس -حلفاء حفتر- خسائر ثقيلة عبر كمين نصبته على مقربة من الحدود بين السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى في وقت سابق من العام الجاري.
وفي دلالة أخرى على دعم حفتر لحميدتي؛ وصل ابن الجنرال الليبي -صديق حفتر- إلى الخرطوم للتبرع بـ 2 مليون دولار لنادي المريخ السوداني المقترن باسم حميدتي الذي ساهم في عمل إصلاحات باستاد النادي الرياضي الكبير.
وبعد الإعلان عن المنحة، نزل ابن حفتر في ضيافة حميدتي.
وفي أثناء الزيارة، تلقى حميدتي تحذيرا من ضيفه بأن خصومه في السودان كانوا بصدد الإعداد للإطاحة به، بحسب ما قالت مصادر استخباراتية مطلعة للأوبزرفر.
وبعد يوم واحد من مغادرة ابن حفتر للسودان، حرّك حميدتي قواته للسيطرة على مطار مروي الدولي، على مسافة 300 كيلو متر إلى الشمال من العاصمة الخرطوم، كما بدأت قوات حميدتي في التمركز بمواقع رئيسية في العاصمة.
وفي الأسبوع الماضي، قالت صحيفة الوول ستريت جورنال إن الجنرال حفتر أرسل شحنة واحدة على الأقل من الأسلحة إلى الجنرال حميدتي.
وقال مسؤولون سابقون وحاليون في ليبيا للأوبزرفر إن الأشهر الأخيرة شهدت قيام الجنرال حفتر بتدريب المئات من مقاتلي الدعم السريع الذي يفتقرون إلى الخبرة في مضمار حروب المدن.