اعتلت صحيفة “الانتباهة”السودانية المرتبة الأولى بين الصحف السياسية، وبلغت نسبة توزيعها 81 بالمئة، في العام 2015، بينما تصدرت صحيفة “الدار” الصحف الاجتماعية بنسبة توزيع 82 بالمئة، ونالت صحيفة “سوكر” الرياضية المرتبة الأولى بنسبة توزيع 80 بالمئة. وأصدر المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية، تقريره السنوي الأربعاء حول طباعة وتوزيع الصحف للعام الماضي، وأفاد أن عدد الصحف العاملة بصورة منتظمة خلال العام بلغ 49 صحيفة منها 30 شاملة و12 رياضية و7 اجتماعية، وأن متوسط الموزع اليومي من الصحف بلغ 320,58 نسخة.وكشف الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات عبدالعظيم عوض خلال المؤتمر الصحفي الخاص بتقرير التحقق من الانتشار للعام 2015، عن تراجع في نسب توزيع الصحف السودانية، بسبب ما تواجهه من تحديات وتكاليف في الإنتاج. وأضاف أن نسب التوزيع لكافة الصحف بلغ في العام 2012، 126 مليون نسخة لتتراجع نسب التوزيع في العام 2015 إلى 90 مليون نسخة.وأشار عوض إلى أن هناك صحفاً استطاعت أن تحافظ على صدارتها رغم ما اعتراها من توقف، مشيداً بدور الصحافة في ترقية المجتمع والنهوض به..
06-08-2016 السودان للأنباء
من المحن السودانية ان تتصدر صحيفة داعمة للكراهية الأثنية , وتمزيق النسيج الأجتماعي لتسيطر علي اعلي معدلات الصحف الأكثر توزيعا, وقمة المحن في هذا الوطن ان يصبح امثال الصحفيين (الهندي عز الدين) و(الطيب مصطفي) اكثر شهرة في زمن الهوان بعد ان انفتحت لهم ابواب الدنيا الجديدة غداة استيلاء النظام علي السلطة ,وصاروا من اصحاب المال والاستثمار ,أذ تعتبر الصحيفتان اللاتي يمتلكانها من اكثر الصحف توزيعا, ولكن مع ذلك لم يتم ترشيح اي منهما للفوز بجائزة عالمية, كجائزة القلم الذهبي التي فاز بها استاذنا الكبير( محجوب محمد صالح ), أ وجائزة( بيتر ماكلر) التي تمنح للصحفي الشجاع الاكثر مهنية وتجرد, و التي منحت للاستاذ (فيصل محمد صالح) ,ثم جائزة (جانيتا ساغان) المقدمة من منظمة العفو الدولية للمدافعين عن حقوق الأنسان التي منحت للصحفية (أمل هباني) فالسؤال الذي اطرحه لماذا لم تمنح الجائزة للهندي عزالدين, او الطيب مصطفي, اوضياء الدين بلال, والواقع يقول انهم النجوم الأعلي كعبا في عالم الصحافة والاعلام….! وصحفهم الاكثر توزيعا ….! فأين يكمن الخلل في هذا التناقض….؟ ولماذا لم يرشح اي من الصحفيين الذين ينتمون لنظام الانقاذ ومن يوالونهم لنيل الجوائز الاكبر علي مستوي العالم من امثال( احمد البلال الطيب) و(عادل الباز) و(الصادق الرزيقي) وهي حاليا الاسماء الاكثر شهرة وبريقا في عالم الصحافة…..؟ ولماذا يشتري الشعب السوداني تلك الصحف الاكثر وتوزيعا مع انه تبيعه الوهم…..؟ فأين يكمن الخلل….؟ هل أصبح المواطن السوداني غير طبيعيا….؟
(الطيب مصطفى) عراب كيان منبر السلام العادل,ومؤسس صحيفة الأنتباهة معروف بكراهيته البغيضة للأخرين,وكل من يختلف معه في الرأي , فقد شتم يوما الشاعر الإنسان المرحوم (عمر الطيب الدوش) و شاعر الشعب (محجوب شريف)..قال فيهما ما يلي “(رأيت بعض صحافيي الغفلة يحتفون بتافهين وتافهات ويسوِّدون بسيرتهم الصفحات. أحدهم شيوعي متشاعر ـ, وهو قريبي بالمناسبة , قالت له زوجته: (يا أنا يا العرقي) فقال لها: (العرقي) فكان أن ليّف العرقي كبده ومات….! اما الأخر.. سمَّوه شاعر الشعب..! وهل يحتفي الشعب السوداني المسلم ويمنح اسمه ل شيوعي لا يصلي….! وكثير من الزبد الطافي على صفحة حياتنا يعطِّل مسيرنا ويملأ حياتنا بؤساً وتعاسة.
الإنتباهة 1فبراير 2012م
تلك بعض سيرة عراب صحيفة الأنتباهة في شتم الأخرين, ولقد تعثرت كثيرا من قبل لكتابات خشنه تتسق بشكل كبير مع صاحبها وتبين عن نياته الباطنة التي تفتقد لابسط قواعد اخلاق المهنه وهو يكيل لمن يختلفون معه الرأي بأقذع العبارات التي تعجز النفس السوية عن تردادها وقد نال منها ياسر عرمان الجزء الأكبر ,ولقد إنبرى حينها الأستاذ (محجوب شريف) رحمه الله, مدافعا عن نفسه وعن من هو بين يدي (غفور رحيم)(عمر الدوش) برائعته ذائعة الصيت(تنبش حي وميت..سكاكينك تسنها بالكراهية) قصدت أن أضيف هذه الفقرة ليعلم الجميع عن مدي حقد ما يسمي الطيب مصطفي وكراهيته للأخرين , التي تجاوزت الي زملائه الذين يتفقون معه في الرأي,وقد كتب في عموده (زفرات حري) يوليو العام 2012 كتب الطيب مصطفي ايضا في عموده عند عودة ثلاثة من قيادات جبال النوبة بدعوة من المؤتمر الوطني كتب بن مصطفي يقول علمت ان وفدا من جبال النوبة قادما من الولايات المتحدة قد جاء بدعوة من (نوباوية) تدعي عفاف تاور
والمغزي انه نظر اليها من زاوية اثنية وجردها من شهاداتها الرفيعة في القانون ومن منصبها الاعلي في المجلس الوطني رئيسا للجنة حقوق الانسان بالمجلس الوطني ونظر اليها وكأنها تعمل (عاملة نظافة) أو (ساعية)او( ست شاي) في المجلس الوطني أو (منظفة لدورات المياه).)
.
وصلت به درجه البغضاء ليتعرض لأستاذه المرحوم د (الترابي) في معارك كان من الد اعدائه, دون أن يراعي ادني احترام لأستاذه , وهو يصفه بالفاظ بعيدة عن النقد الموضوعي غير مقبولة في حق تلميذ لا ستاذه…! وكتب الطيب مصطفي في عموده زفرات حري في فبراير من العام الفان وتسعه عن المرحوم د( حسن الترابي) متحدثا عنه وهو يكيل له الهجوم وقال انه يبغض الانقاذ ويسعي لزوالها بأي طريقة, ويمتليء قلبه حقدا منها الي ان يقول بتهكم (واخيرا اكتشفنا ان الترابي اصوله من دارفور) والمغزي انه قالها بأستعلاء….! وكأنه محققا سبقا صحفيا …! وماذا يعني اذا كانت اصول الترابي من دارفور او من اي بقعة اخري في السودان….؟ وهو السؤال الذي وجهته من قبل الي (الصادق الرزيقي) رئيس التحرير هذا الانتهازي هو الاخر الذي يسبح مع الطيب مصطفي في ذات التيار البغيض الذي يسب اهله في صحيفة يترأس تحريرها…! ووجهت له سؤالا لا ظننت انه سيجاوب عليه وهو ,هل الطيب مصطفي افضل واكرم من اهل دارفور وانت المعني الاول بالاجابة علي هذا السؤال….؟
( صحيفة الانتباهه) تعني (كانجورا) وهي اسم لصحيفة رواندية كانت سببا في اشتعال الحرب الاهلية في رواندا بيبن الهوتي والتوتسي في العام 1994 وراح ضحيتها زهاء ال800 الف مواطن ,وصحيفة الأنتباهة السودانية وظفت للأستثمار في الكراهية وهدم العلاقة بين الشمال والجنوب (شقت) طريقها وأعتلت (القمة) و تجاوزت كل الصحف الكبيرة الموجودة بنسب توزيع غير مسبوقة , ونجحت في هدفها بعد ان صوت معظم الجنوبيين لصالح الانفصال , بل و نجحت في تشكيل رأي عام وسط الشماليين, فالطيب مصطفي استغل تغييب الوعي واستغلال الألة الاعلامية ,ولكن عموما نحن السودانيون نستاهل بأن (يركب) امثال (الطيب مصطفي) علي رؤوسنا , فنحن من دعمناه في مبتغاه…! فصحيفة الانتباهة اصبحت الاكثر توزيعا بأرقام توزيع غير مسبوقة فمن الذي كان يشتريها ….! هل كانت تشتريها الملائكة لتحقيق مبتاغهم, وهي الفرية التي كان يروج لها الاسلاميين في سنوات حربهم الاولي في جنوب السودان , ولكن الطامة الكبري ,أن السودانيون أنفسهم من ساهموا في صدارتها أعلي معدلات التوزيع.
من الطبيعي أن تعطي نسبة زيادة المبيعات نتائج ايجابية (للطيب مصطفي) بأن المواطن يدعمه , طالما ان صحيفته هي الاكثر توزيعا ,فمعناه ان الكثيرون يوافقون علي طرحه العنصري….! فلنتخيل لو أن صحيفة الأنتباهة كانت الأقل توزيعا ماذا سيكون موقف(الطيب مصطفي ) حينها)…..! لو ان غالبية كبيرة كانت قاطعت صحيفة الانتباهة, وفرضت عليها العزلة, وبالتالي كانت ستكون سببا في انخفاض نسبة توزيعها ستعطي انطباعا سلبيا ( للطيب مصطفي) وأعوانه مفاده أنهم يعزفون لوحدهم في مشروعهم البغيض….! ولكن وبكل أسف رغم عنصرية (الطيب مصطفي) وتبنيه مشروع الكراهية عبر منبر السلام العادل وصحيفة الانتباهة الداعمة لاطروحاته, الا ان المواطن السوداني بالأرقام هو الداعم الاكبر لعنصرية (الطيب مصطفي) وصحيفة الانتباهة هي الاكثر توزيعا لسنوات, وهذا لم ولن يحدث في أي دولة اخري بأن يدعم الشعب صحيفة عنصرية ,وكذلك عندما أختلف (الطيب مصطفي) مع الأنتباهة وانتقل للصيحة صارت يضا من الأكثر توزيعا فماذا يعني كل هذ…..! ومن المؤسف ان هناك شخصيات كبيرة كنا نحسبهم من المستنيرين منهم البروف محمد عبدالله الريح يكتب بصحيفة الأنتباهة , وكذلك الأستاذ ( صلاح عووضة) انضم الي صحيفة الصيحة وبغض النظر عن دوافع عووضة الا ان الخطوة تعطي (الطيب مصطفي) دفعة معنوية من صحفي كبيير يتضامن معه , ولكن حسبي الله ونعم الوكيل….! فمن الطبيعي ان ينتشي الطيب مصطفي وينتشي طالما ان الكثيرين يدعمونه….!
فعليا مرحلة انشاء منبر السلام العادل , لم تكن محض صدفة بل تكنيكا , تقضي بتنفير الجنوبيين من الوحدة, لابعاد (شبهة) فصل الجنوب وخوفا من العار التاريخي ,مهمته التحريض علي الكراهية الدينية والعرقية للمساعدة في فصل الجنوب الذي يعيق عليهم قيام الدولة الاسلاموعروبية, تلك الأحداث الدراماتيكية ساهمت في بروز شخصية الخال الرئاسي (الطيب مصطفي) الذي لم يتم اختياره عبثا ….! لما له من مزايا اهمها عنصريته البغيضة تجاه الاخرين خاصة الجنوبيين ….! بعد ان كانو اخوانا في الله يجمعهم تنظيم واحد, ولكن الطيب مصطفي واعوانه يتظاهرون بملامح الاسلام التي هي منهم براء, يضحكون مع (موسي المك كور), و(عبدالله دينق نيال), ولكنهم يعكسون ما يبطنون, حيث يضمرون لهم الحقد والبغضاء , أضافة الي مزية أخري قرابته من رئيس الجمهورية , اذ لا يستطيع خال الرئيس( باراك اوباما), ولا خال الرئيس الروسي ,او الفرنسي , رؤساء اقوي دول في العالم ان ينشؤوا احزابا في بلادهم باي مسمي لهدف عنصري, يهدف لنسف الاستقرار الاثني في البلاد, كما لا يستطيع اخوال الرئيس في أي منطقة في العالم الحصول علي ترخيص باصدار صحيفة علي شاكلة انتباهة الغفلة لمجرد قرابتهم بالرئيس…! ولكن المهندس (الطيب مصطفي) استطاع ان ينشيئ حزبا يدعو لفصل البلاد ويرسخ للعنصرية في الشمال ضد الوحدة مع الجنوب….! و لعب دوره بأتقان , فقد يكون ذلك هوسا عنصريا لكنه يتعارض مع الاسلام كرسالة الي الناس كافة ومنهم الناس في جنوب السودان الذي يتحدثون العربية ويدين الكثير منهم بالاسلام.
ولكن المؤسف في أن يدعم المواطن السوداني شخصية أو حزبا بتلك الصفات….! وهذا ما يعني أن المواطن السوداني يفتقد للوعي , أو لكونه غير طبيعي…..! فهل من المنطق أن تتصدر صحيفة معروفة بخطها العنصري,أصدارة توزيع الصحف في وطن يدعي ابناؤه انهم الافضل شعبا ,والأحسن خلقا ….! فمن اكبر اشكالاتنا عدم توجيه النقد الذاتي, فالشعوب السودانية عموما اكثر من تبجل نفسها, فنحن نملأ الأرض ضجيجا بأننا اكرم شعب ,واطيب شعب ,فالسوداني هواصل الكرم والطيبة , وعشا البايتات…! ومدرج العاطلات….! ,ولكننا في ذات الوقت ندعم الصحيفة التي وظفت في الاستثمار للكراهية الأثنية والأجتماعية , فمعناها اننا لم نتعافي وما زلنا نتعاطي بأبشع انواع الاستعلاء الاثني والأجتماعي تلك الأفة التي تتعاطي بها الشعوب السودانية وفقا لتراتبيتهم الاجتماعية,كانت سببا لأن ييمم الجنوبيون وجوهم شطر الأنفصال, ويكفي كدليلا يغني عن المجادلات ان ان صحيفة الخال الرئاسي اضحت الاكثر توزيعا بالأرقام منذ أنشائها وحتي الأن , فمن الذي يشتريها….؟
بالحقائق لسنا الأفضل من الكثيرين من شعوب العالم كما ندعي دوما , تتمحور بعض سلبياتنا حول نظرتنا تجاه الأخر لدرجة الأذدراء , نمثل له بفن النكتة او الدعابة , وهي تؤكد عدم احترامنا للاخر ,وفن النكتة مجتمعات أخري ذهب في اتجاهات شتي نحو التوظيف النقدي الناضج في قضايا الاجتماع والسياسة وغيرها ,خاصة في المجتمعات الغربية, ولكنها لا زالت بدائية في مجتمعنا السوداني كونها لا تزال تتمحور في قوالب محددة , اذ تقف عاجزة عن التطوركحال هذا الوطن المنكوب ….! لا زلنا نحن السودانيون ندور في فلك السخرية من الاخرين اذ لا زلنا ندور في فلك النكات العرقية ….! كما ان حساسيتنا تجاه الاخر تتمحور في (الدعابات) من ذوي الاحتيجات الخاصة…! والتهكم من الأخرين…..! والنكات التي تسخر المعاق عقليا ,وذوي الاحتياجات الخاصة….! والمأزومين نفسيا كمن فاتهن قطار الزواج…..! اذ تعتبر (النكتة) في مجتمعنا السوداني احد العوامل المساعدة في هدم الذات بدلا من ان تحررهم من ازماتهم النفسية….!
اذا كنا نحن كشعب نعتز بسلوكنا فماذا يكون اليابانيون الذين يخجلونك في تواضعهم و مدي احترام الأخر ….! فالنخبة السودانية دائما معجبة بذاتها كما اشار د( حيدر ابراهيم),فهي لا تنافس بل تعمل علي القضاء علي الآخر حتى وإن لم تجلس مكانه, بعكس النخبة الاثيوبية متعاونة ووطنية رغم تعدديتهم الثقافية والعرقية،ويميلون للعمل الجماعي, وقد حكي عن(نقاسو جدادة)رئيس الجمهورية المنتخب عام1995 كان صديقه وزميله في معهد(فروبنيوس)بفراكفورت يقول عنه “يعطي وقتا كثيرا لينظم(الاورومو)وكنا نحن السودانيين بالعشرات وعجزنا في تأسيس اتحاد للسودانيين، لأنه لا يوجد من يعترف بقيمة الآخر,الاثيوبيون متواضعون ومؤدبون(لاحظ انحناة السلام التي يشاركون فيها اليابانيين فقط)لذلك لا يدعون أنهم من نسل العباس ولا علي الكرار كماض، ولا يرون أنفسهم أذكي الشعوب وأكثرها كرما وشجاعة,هذه هي بعض اسباب نجاح الاقتصاد والاستثمار في اثيوبيا, وما السياسات الا مجرد عامل خارجي مساعد لا ينجح بلا ثقافة تسنده, وهذا ما فعله الشعب والنخبة والفرد في اثيوبيا.
يقول المثل السوداني (الجمل ما بشوف عوجة رقبتو) هذا المثل الذي ينطبق علينا كسودانيين, كوننا ندعي اننا أفضل من الأخرين دون أن ننظر الي عيوبنا التي ننوء عن حملها , أكبرها عدم القبول بالأخر أضافة الي النقد الذاتي , وفي ذلك يقول د (حيدر ابراهيم) الخبير في علم الأجتماع, من اكبر اشكالاتنا اننا نفكر في انفسنا اكثر من اللازم دون ان نفكر في ان نقدم لانفسنا نقد ذاتي ,المبادرات دائما ما تكون فاشلة ولا يوجد نموذج يحتذي به لأن المشكلة تكمن في العقل السوداني, فهو انشطاري انقسامي , فحين لجأنا الي د (حيدر ابراهيم ) في احدي المرات وكنا بصدد تكوين فريق جماعي مشترك يهدف لعمل برنامج للسلام الاجتماعي ,كانت افادته في ان السودانين لا يعرفون العمل الجماعي المشترك الذي يحتاج للتضحية والتواضع ….! فالسودانيين كما قال رغم المظاهر اكثر (ناس متقرضمين) لأن العمل الحماعي يحتاج لقبول الاخر والقدرة علي ممارسة النقد الذاتي, وهذا لا يوجد في السودانيين,مضيفا أن الداء ليس في العمل السياسي أو الأجتماعي , بل اصل الداء في الشخصية السودانية…..! وأضاف لنا مؤكدا “هذا حله صعب جدا, فمن تجربتي الشخصية توصلت لذلك , فقد امضينا وقتا طويلا في بناء الحركة الاجتماعية الديمقراطية, ورغم الجهد الذي بذل في التنظير واعداد الاوراق والمنفستات نسف الجهد , لأن لا احد يعترف بالاخر ….! فهناك اناس يبحثون عن الزعامة وداء الشلليات فما دامت هذه هي الشخصية السودانية…! وما دام هذا هو المكون الثقافي ….! فالي حين اشعار اخر لا يوجد حل …..! فيجب علي السودانيين بتغيير انفسهم…! ”
هذه الأفادة والنصيحة المعبرة من د (حيدرأبراهيم ) أعتبرها مربط الفرس, اذا اردنا ان نتطور فعلينا ان نبدأ منها ,لن نتقدم للامام مالم ننظر لانفسنا ونقدم لها النقد الزاتي لنتخلص من سوءاتنا….! لن نتقدم شبرا مالم نقبل بالاخر وهي اسوأ عيوبنا….! لن نتقدم شبرا مالم نواجه اخطائنا ونتداركها قولا وفعلا…! ولكن المواطن السوداني يحتاج الي برنامج لتوطين الوعي ,ولكن المشكلة أن الأنسان السوداني نفسه غير متاح حاليا بعد أن( اصبح غير طبيعي) ويقول في ذلك د (حيدر ابراهيم) ” اهتم هذا النظام بعملية حيونة الانسان السوداني بطريقة تجعله مشغول بنفسه ومهتما بغرائزه تماما كما كان الانسان الاول ,فنحن نعيش الان بنفس فكرة الانسان الاول نقضي وقتا كبيرا في البحث لقمة العيش ,وعن سبل كسبها ,ولذلك لم يعد الانسان السوداني طبيعيا لانه عقله قدتعطل” فعلي سبيل المثال مشجعين اندية القمة الرياضية يتفاعلوا مع احداث انديتهم ونتائجها بصورة مبالغ فيها ,وما احداث تسجيل (هيثم مصطفي) بغائبة عن الاذهان,وجماهير المريخ التي رابطت ليوميين متتالين بالمطار لانتظار فريقها القادم من بطولة سيكافا.
وبنفس القدر ادار والي شمال دارفور الأسبق ( يوسف كبر) لعبته بأ قتدار لأنه يعرف أن المواطن يعاني من( أزمة الوعي) و عرف من ( اين يؤكل الكتف) ومن اجل ذلك صرف الاموال الطائلة علي فريق مريخ الفاشر ,ومن بعده هلال الفاشربطريقة لاتتناسب مع الجراح التي يئن منها الاقليم الكبير باختلال فقه الاولويات, ودعمه دعم من لايخشي الفقر, وصرف الاموال الطائلة لاقامة بطولة سيكافا , والادهي من ذلك انه تعهد لفريق الموردة الام درماني بالرعاية حتي يعود الي الدوري الممتاز….! وبذلك نجح في احكام سيطرته علي عقل المواطن في ولاية شمال دارفور المغيب تماما عن الوعي الذي نسي ان هذه الاموال التي تصرف في اشياء ثانوية هي امواله, لان المواطن هو الذي يدفع الضرائب, فجماهير الرياضة في شمال دارفور بعد صعود مريخ الفاشر للممتاز خرجت في حشود ضخمة تهتف بفرح مبالغ فيه وهستريا ,وهي تهتف بحياة جلادها الوالي (كبر) متناسين تماما ما فعله الوالي في احداث سوق المواسير, ومعظم الجماهيرالتي خرجت تهتف بحياة الوالي( كبر) تم الاحتيال عليها ونهب اموالها في سوق المواسير,والكثير من تلك الجماهير كانت قد خرجت ابان ازمة سوق المواسيرتهتف ضد الوالي وهي تطالب بأسترداد حقوقها المنهوبة ,ولكن بكل أسف هذه الحشود الجماهيرية المغيبة عن الوعي لا تخدم الا النظام الحاكم.
لم يحزنني بأن امثال الطيب مصطفي قد حققوا امجادا في حقبتي العقدين الاخيرين , بقدر ما أحزنني غوغا ئية أعداد مقدرة من الشعوب السودانية الذين تم تغييبها بألية اللاوعي فبا ت المواطن يهتف بأسم جلاديه الذين صرفوا عقله, للدرجة اللتي بات فيها المواطن يدعم صحيفة الانتباهة التي الداعمة للعنصرية البغيضة, وبات المواطن لا يتفاعل مع اوجاع الوطن وأنما انصرافه لشكليات ثانوية ,مثلنا لها بأهتمامه بالكورة لدرجة الجنون , ويا ليتها لوكانت كورة حقيقية كنت سأجد لهم العذر….! فالاحداث الرياضية تطغي علي الاحداث السياسية والاجتماعية المصيرية في البلاد وعلي رأسها احداث انفصال الجنوب , و تؤكد كل هذه الاحداث ان الشعوب السودانية امامها الكثير من اجل ان ترتقي بنفسها لتحقق التغييرالمنشود, ولكن بكل أسف هذا هو المواطن السوداني الذي انتجته الانظمة الشمولية المتعاقبة, ليظل غائبا عن الوعي, وهذا النظام يستغل فكرة انه لا يريد انسان وعي ومدرك لأن هذه اشياء مهمة كون النظام يريد انسان بمواصفات محددة, فهذا هو انسان الانقاذ الذي تريده ,فهذه الحشود الجماهيرية المغيبة عن الوعي لا تخدم الا هذا النظام , فأي رفعة نرجاها لوطن أصبح عقل مواطنه غائبا عن الوعي , فالمفترض أن نوجه معركتنا نحو أكتساب الوعي, وليس ضد النظام الذي نجح في تغييبه. فالوعي وحده من سيذهب بالنظام الي مذبلة التاريخ.
[email protected]