الخرطوم – صوت الهامش
قال مكتب تنسيق الشئوون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن النازحين الذين فروا إلى مدينة الجنينة عقب الأحداث الأخيرة يحتمون في 52 مبنى عامًا، في أماكن مكتظة دون مرافق صرف صحي كافية ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
وتعمل وكالات الإغاثة على توسيع نطاق المساعدات الإنسانية للنازحين في مدينة الجنينة، وبحلول 2 فبراير، تلقى حوالي 67000 نازح مساعدات غذائية، ما يقرب من 31.000 منهم تلقوا مواد غير غذائية وأكثر من 17.000 حصلوا على الخدمات الصحية.
هذا، إرتكبت مليشيات مسلحة مجزرة بحق النازحين ومدنين في مدينة الجنينة، بعد أن نفذت هجوما مسلحة على معسكر كردنديق وسيسي، وأحياء بالمدينة، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 163 شخصاً، وإصابة أكثر من 215 أخرين بجروح وإحراق منازل ونهب ممتلكات.
وقدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد النازحين الجدد بنحو 108.800 شخصا في مدينة الجنينة، والقرى المجاورة، منهم 63.500 نازح في الجنينة، وهذا يشمل ما يقدر بنحو 40.000 شخص فروا من مخيمات النازحين داخليًا من كرندينق.
وأضاف المكتبة في تقرير طالعته (صوت الهامش) أن الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة الجنينة لا تزال مغلقة كما تم تعليق الرحلات الجوية الإنسانية، بسبب إعتصام نصبته قبائل بالمدينة.
وذكر أن العاملون في المجال الإنساني، يحتاجون إلى الوصول للمناطق الواقعة خارج مدينة الجنينة، لتقديم المساعدة الإنسانية لما يقدر بنحو 45.000 نازحاً جديداً في القرى المجاورة.
وكان حاكم ولاية غرب دارفور، محمد الدومة، طالب وفد من المجلس السيادي الإنتقالي، بإقناع المعتصمين بضرورة فتح الجسور والمعابر المؤدية إلى داخل المدينة.
وقال في تصريح صحفي، إنه قدم تنويراَ ضافياَ لعضو مجلس السيادة الانتقالي والوفد المرافق له حول الأوضاع الأمنية بغرب دارفور بعد الأحداث التي شهدتها مدينة الجنينة مؤخرا، والجهود التي بذلتها حكومة الولاية لإحتواء الأحداث.
من ناحية أخرى زار وفد من برنامج الغذاء العالمي، معسكر ”كلما“ للنازحين بجنوب دارفـور، حيث طالب النازحين البرنامج بإرجاع الحصص الغذائية، وإلغاء تصنيف الكروت الصفراء والخضراء ”لا تصرف غذاء نهائي“، والكروت البرتقالية ”تصرف بعد كل 6 أشهر“، والحمراء ”تصرف كل شهر“، الذي تم في العام 2017، من قبل البرنامج.
ووصفت منسقية النازحين، هذا التصنيف بالمعيب، لجهة أنه زاد معاناة النازحين، وخلق أوضاع إنسانية ”كارثية“ بالغة التعقيد داخل معسكرات النازحين، مما جعلهم يحتاجون بشدة للخدمات الإنسانية بصورة طارئة.
وطاف وفدي برنامج الغذاء العالمي، معسكر كلمة واستمع إلى 204 من النازحين بإلاضافة إلى إدارة المعسكر.
وقال الناطق الرسمي باسم منسقية النازحين آدم رجال، إن معسكرات النازحين، ظلت تعاني من تردي ونقص حاد في الخدمات الأساسية، كالغذاء ومياه الشرب النقية والأدوية المنفذة للحياة، ومواد المساعدة في اصحاح البيئة، مع إرتفاع أسعار المواد الغذائية الرئيسية.
وبلغ متوسط الأسعار، زجاجة الزيت بـ 750 جنية سوداني، كيلو اللحم بـ 700 و 800 جنيه سوداني، مد العيش الذرة بـ 500 جنيه سوداني والدخن بـ 600 جنيه سوداني، ورطل السكر بـ 150 جنيه سوداني، قطعة الصابون بـ 100 جنيه سوداني.
منذ بداية عام 2003، قاد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، بمساعدة ميليشيات إثنية تعرف بـ ”الجنجويد“ حربا ضد حركة تحرير السودان وحركة العدالة والمساوة، وفي سياق عملياتها قامت قوات الحكومة بشنّ حملةٍ منهجية ضد السكان المدنيين الذين ينتمون إلى نفس المجموعات الإثنية التي ينتمي إليها المتمردون.
ورغم توقيع حكومة السودان، على إتفاق سلام في 3 أكتوبر الماضي، مع حركات مسلحة، إلا أن انتهاكات حقوق الإنسان لا تزال تراوح مكانها.