الخرطوم _صوت الهامش
كشفت الأمم المتحدة عن أرقام صادمة بشأن مقتل العاملين في المجال الإنساني خلال العام الماضي، مؤكدة أن السودان كان من بين أكثر الدول دموية، حيث قُتل ما لا يقل عن 84 عامل إغاثة سوداني منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وقالت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن، إن عدد قتلى الإغاثة عالميًا بلغ 377 شخصًا في 20 دولة، فيما تعرّض عدد أكبر للاعتداء والخطف والاحتجاز التعسفي.
وأشارت مسويا إلى أن العاملين في المجال الإنساني المحليين – الذين يمثلون 95% من الضحايا – لا يحظون بالتغطية الإعلامية الكافية، موضحة أن وفاة عامل إغاثة محلي تحظى بتغطية إعلامية أقل بـ500 مرة من وفاة موظف دولي.
وتطرّقت إلى الانتهاكات بحقهم في السودان، قائلة إن عمال الإغاثة تعرّضوا لهجمات عند نقاط التفتيش ومنعوا من أداء عملهم، جراء مزاعم كاذبة بالتحيّز، فضلاً عن استهدافهم في مناطق عدة من بينها العاصمة الخرطوم.
ودعت المسؤولة الأممية مجلس الأمن إلى ضمان الامتثال للقانون الدولي، وإدانة الانتهاكات بحق موظفي الإغاثة وموظفي الأمم المتحدة، والمطالبة بمحاسبة المتورطين فيها، مؤكدة أن “التعرض لإطلاق النار ليس جزءًا من عملنا”.
من جهته، قال جيل ميشو، وكيل الأمين العام لشؤون السلامة والأمن، إن الإفلات من العقاب بات هو “الوضع الطبيعي الجديد”، مشددًا على أن الهجمات على عمال الإغاثة لا تقتصر على الجماعات المسلحة، بل تُرتكب أحيانًا من قبل حكومات أو وكلائها.
وأعرب ميشو عن قلقه من تأثير تخفيض الميزانيات على عمل فرق الإغاثة، مشيرًا إلى أن تقليص المساعدات الإنسانية يُضاعف المخاطر على حياة العاملين، ويزيد من انعدام الأمن في مناطق النزاع.