جنيف _صوت الهامش
حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من أن استمرار تجاهل المجتمع الدولي لمعاناة المدنيين في السودان ستكون له عواقب وخيمة على استقرار المنطقة بأسرها، مؤكداً أن الكارثة الإنسانية في البلاد هي الأسوأ في العالم من حيث حجم النزوح والمعاناة.
وقال غراندي في بيان له، اليوم الإثنين، إن الحرب المستمرة منذ عامين تسببت في قصف يومي للمدنيين، وأدت إلى أوضاع إنسانية غير مسبوقة، في ظل تراجع حاد في الدعم الدولي، مشيراً إلى أن الأيام الأخيرة شهدت هجمات دامية على الفئات الأكثر ضعفاً في شمال دارفور، من بينهم عمال إغاثة، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني.
وأكد أن المدنيين السودانيين يعانون من الحرب والانتهاكات والجوع والمهانة، وسط صمت دولي امتد لعامين، موضحاً أنه عاد مؤخراً من زيارة إلى تشاد حيث التقى لاجئين فروا من “المذبحة”، واستمع إلى روايات مأساوية عن حجم المعاناة التي واجهوها.
وأضاف أن نقص التمويل الحاد يعيق جهود الإغاثة الإنسانية، حيث تتناقص الإمدادات الغذائية والطبية، وتفتقر المآوي إلى أبسط مقومات الحياة، بينما لا تستطيع المفوضية نقل اللاجئين إلى مناطق أكثر أمناً.
وأشار إلى أن أكثر من 1.5 مليون سوداني فروا إلى مصر، فيما تستضيف تشاد قرابة مليون لاجئ، كما عاد مئات الآلاف من مواطني جنوب السودان إلى ديارهم هرباً من الحرب رغم هشاشة الأوضاع الأمنية هناك.
وشدد غراندي على ضرورة الاستثمار الفوري في السلام والرخاء والاستقرار، مشيراً إلى أن اللاجئين السودانيين باتوا يعبرون إلى أوغندا ومنها إلى ليبيا في رحلات محفوفة بالمخاطر نحو أوروبا، بحثاً عن الأمان والكرامة والحقوق الأساسية.
وختم قائلاً: “بعد عامين من المعاناة، لم يعد بإمكان العالم تجاهل هذه الحالة الطارئة. علينا بذل أقصى ما يمكن من أجل السلام والدعم الإنساني، قبل فوات الأوان”.