نيويورك ــ صوت الهامش
قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن مجموعة من الآثار السلبية تقوض جهود الحفاظ على السلام وتقليص الفقر وعدم المساواة في القارة الأفريقية.
وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن التداعيات المستمرة لجائحة كوفيد-19 وآثار الحرب الروسية الأوكرانية والتحديات المتعلقة بالمناخ أثرت بشدة على جهود الحفاظ على السلام وتقليص الفقر وعدم المساواة في القارة الأفريقية.
وقالت مساعدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومديرة المكتب الإقليمي لأفريقيا، أهونا إيزياكونوا، خلال مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة في جنيف، ”لم نواجه قط ضغوطاً وتحديات أكبر على قدرتنا في الحفاظ على السلام والتنمية على كوكب صحي كما يحدث اليوم.“
وتابع ”فالجائحة العالمية قلبت العالم وغيّرته إلى الأبد، لقد رأينا نتيجة لذلك، بالإضافة إلى الظروف الموجودة مسبقاً، في تزايد الفقر وعدم المساواة.“
وأكدت إيزياكونوا أن التضامن العالمي مطلوب أكثر من أي وقت مضى وقالت، ”لقد رأينا كيف أدى كوفيد-19 إلى تعقيد الجهود المبذولة لتجاوز حالة انعدام الأمن التي خلقتها العديد من العوامل، بما في ذلك التطرف العنيف، وتأثير ذلك على حياة (الناس) وسبل العيش، والذي خلق أيضاً حالة من السخط الشديد بين السكان مما أدى إلى تراجع الديمقراطية.“
وحول آثار الحرب في أوكرانيا، أكد تأثيرها على الغذاء والوقود والتمويل في القارة الأفريقية.
بالنسبة كبير الاقتصاديين لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفريقيا ورئيس فريق الإستراتيجية والتحليل والبحث، لريموند جيلبين، فإن هذه أزمة ”غير مسبوقة للقارة“ لأنها تواجه الآثار المستمرة جائحة كوفيد، والتأثيرات المستجدة للحرب الروسية الأوكرانية وثالثا التحديات والضغوط المرتبطة بالمناخ.
وتعتمد بعض الدول في أفريقيا على استراد ما يصل إلى 80 بالمائة من احتياجاتها للقمح من روسيا وأوكرانيا.
وحذر جيلبين، من أن ارتفاع الأسعار يمكن أن يخلق جبهة أخرى من السخط وربما الاضطرابات، مضيفاً ”لقد تم استيراد التضخم العالمي إلى أفريقيا لأنها تعتمد بشكل كبير على واردات الغذاء والوقود والأدوية والسلع الاستهلاكية المعمرة، سوف نشهد توترات، من غير الواضح ما إذا كان هذا سيتحول إلى احتجاجات عنيفة أم لا، لكن ما يعلمنا التاريخ، ولا سيما التاريخ الحديث، هو أن هذا احتمال واضح.“
وشدد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أن البلدان التي ستجرى فيها انتخابات مقبلة بشكل خاص وحيث البيئة الانتخابية بالفعل مشحونة للغاية، يمكن أن تشهد ضغوطا اجتماعية إضافية.
وللخروج من دائر الفقر، قال كبير الاقتصاديين لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفريقيا، ”كنا نأمل في أن نرى تعافيا سريعا من تحديات الفقر التي شهدناها خلال جائحة كوفيد-19، إن إخراج ما يقدر بنحو 50 مليون أفريقي دفعوا مرة أخرى إلى براثن الفقر المدقع من دائرة الفقر سيكون أكثر صعوبة.“
بشأن التأثيرات على البيئة، توقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن يعود نحو 100 مليون أفريقي ممن كانوا قادرين على تحمل تكاليف الطاقة المستدامة قبل تفشي كوفيد -19 إلى الموارد غير المستدامة.
وقال جيلبين : ”نظرًا لارتفاع تكلفة الوقود وعدم انخفاض أسعار الطاقة ومصادر الطاقة في البلدان الأفريقية، فسنرى ملايين الأسر تعود إلى مصادر الطاقة غير المستدامة، وهذا في العديد من البيئات الهشة، خاصة في أماكن مثل الساحل.“