عبد المنعم سليمان
جاء في أخبار اليوم ان حكومة عمر البشير “باعت” للملكة السعودية – بنظام التأجير – مليون فدان زراعي لـفترة (99) عاماً .. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الحكومية (سونا) بان “برلمان البشير” أجاز و(بالإجماع) قرار “البيع” ، وان عدد “قليل” من الأعضاء قد اعترضوا على حجم المساحة الكبير ، فضلاً عن طول مدة الاتفاق الطويلة (99) عاما .(انتهي الخبر)..
طبعاً نشكر هذه الفئة القليلة التي اعترضت على خيانة الفئة “الباغية” ، آملين بان يكون إعتراضهم من أجل المصلحة الوطنية وليس في إطار الدور الديكوري المرسوم لهم سلفاً .. لأن الإعتراض الحقيقي أمام مثل هذا النوع من الجرائم يكون بالإنسحاب أو الإستقالة ، أو الأثنان معاً ، فلا يوجد “عار” وجريمة أكبر من التفريط في أراضي البلاد وبيعها بواسطة “سمسمار” وبقية أفراد “أسرته”.
لابد ان أحدهم قد سلم عائلة المرحوم / “حسن أحمد البشير” – طيب الله ثراه وعفى عنه – “صكاً” يثبت بان هذه العائلة الشريرة قد ورّثت أرض السودان كابرا عن كابر ، لذا أصبحوا يتصرفون فيها كما يشاؤون : يمنحون هذا ويبيعون ذاك .. وليتهم يفعلون ذلك من أجل إنعاش خزينة البلاد المفلسة .. بل من أجل المنفعة الشخصية وعمولات “السمسمرة” .. وأجزم بان هذه الأسرة التي أصبحت تباهي دون أدنى خجل بحرمة مأكلها ومشربها وملبسها ، ستدخل موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية والغرائبية ، كأول أسرة “مافيوزية” في التاريخ يعمل جميع أفرادها في “السمسرة” والفساد والممنوعات .. حتى انهم تفوقوا في هذا الشأن على أسرة “آل كابوني” ، رائدة “المافيا” في العالم .. بل لو ان “الكابوني الكبير” كان يعيش بيننا هذه الأيام لطلب فترة “معايشة” يقضيها بمعية الأسرة اللعينة في “كافوري” ، حتى ينهل من معينها الإجرامي الذي لا ينصب ، ويتزود بما لم يزوده به الشيطان الرجيم .
هكذا أصبح الوطن “المسكين” في عهد أسرة “البشير الرابع عشر” ، فريسة للسباع والضباع ، كل يريد أخذ نصيبه منه ، فبينما أخذت اثيوبيا القلب ، تريد السعودية الرئتين ، وتريد الكويت قضم حُسن بنانه ، وتتطلع دولة قطر لإبتلاع المعصم ، وتريد دولة “أخرى” الخصر ، في حين أخذت الصين مسبقاً “عجزه” ، وهكذا دواليك .. فقد أصبح الوطن “مبغى” بعد أن دان حكمه لـ”سمسار” يقف قارعاً على سيادته الجرس كل صباح ومساء . ويا للعار .. عارهم وعارنا .