بقلم / عبدالعزيز محمد عبد الله
كل مرئ ومسمع للعبارات والكلمات التي يتفوحون بها قادة نظام الخرطوم عبر وسائط الاعلامية تلفت دائماً انتباه المتلقي ان هناك تبخيس واشانة متعمدة تقصد اهانة تلك المصطلحات باستخدامها في غير موضعها ومعناها اللغوي المتبادر الي الذهن فالوثبة اصبحت كذبة والوفاق نفاق بعد ما يزيد عن عامين اصبحت فيه الحديث متداولاً في ميديا النظام وتصدرت عناوينها الصحف الملونة والملطخة بدماء الابرياء وتضليل الحقائق وكانت حصيلة ذلك سمي بمخرجات الحوار الوطني وتمخضت عنه تشكيلة لحكومة شمولية قمعية خالية الوفاض وفارغة البرنامج الوطني في الوقت الذي كان ينبغي لها ان تتبني برنامجاً تفضي الي مخاطبة جذور الازمة السودانية و البحث عن طرق معالجتها باستئصال واقتلاع ازرع نظام الخرطوم لانقاذ البلاد من شرورجرائمه التي اشمئز منها شواطين الانس والجنس .
فبعد ميلاد حكومة النفاق الوطني اكتسبت مليشيات المؤتمر الوطني من دعم سريع وجنجويد شريعية دستورية استباحت لها قتل المدنيين العزل من ابناء الهامش السوداني دون اكتراس او رعونة من ما يترب علي ذلك من مسالات ادارية او قانونية بل تحررت يدها بامتلاكها الاسلحة الفتاكة من مخازن النظام لتركب ما هب لها وشاءات من الفظائع وابادة الابرياء دون وزر .
واذا ما تمعنا ودققنا النظر الي الهيكل الوزاري الجديد الذي تم تشكيله في 12/5/20177م وضمت فيه 31 وزيراً اتحادياً و40 وزير دولة فضلاً عن المستشارين ونواب الرئيس والبرلمان القومي والولائ ومجلس الوزراء لم تاتي بالجديد في حين ان الشعب السوداني في غني عن هذا الكم الهائل من المختارين وانما الاولوية تكمن في اسكات صوت البندقية في دارفور والنيل الازرق وكردفان واعادة بناء الدولة علي اسس جديدة تكون فيها المواطنة هي اساس لاكتساب الحقوق والتمتع بالواجبات بل يبدو ان نظام الانقاذ لايريد الخير لهذا الوطن لذلك حرصت علي اعادة انتاج نفسها بلبس جلباب حكومة الوفاق الوطني لستقوي نفسها علي كرسي السلطة لعقود من الزمان فاسندت الوزارات السيادية والاقتصادية لقادتها ومقربيها العسكريين بل ان معيار الكفاءة في الاختيار تكمن في مقياس المشاركة او دور المساهمة في في اراقة الدماء او اختلاس الاموال العامة والاصلي العرقي سيكافاأ بحقيبة وزارية رفيعة ومن ثم تاتي معيار الانتماء العائلي او الجهوي للميرغناتية او المهداواتية في المرتبة الثانية وهو ما حزي به وزير المالية الذي تمت تسميته بمطابقته لتلك الاسس فهذا الشخص عرف بضلوعه في جرائم اختلاس المال وسوء ادارته منذو فترة ارتداه البذة العسكرية لفترة زمنية طويلة ولم تسجل له حسنة واحدة تضاف في مسيرته المهنية . لاسيما ان من يتقلد منصب بهذه الشاكلة يستوجب ان تتوفر فيه الكفاءة العلمية الرفيعة او بالاحري حصوله علي ارفع الدرجات العلمية باعتباره الشخص المعني بوضع الخطط والاستراتيجات المستقبلية لترقية الاوضاع الاقتصادية في البلاد والعمل علي محاربة الفساد الاداري والمالي فاذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة اهل البيت كلهم الرقص والطرب
مما يعني ان اسناد مهمة هذه الحقيبة الوزارية لشخص بتلكم المواصفات فقد ترمي الي وضع خزانة الدولة العامة تحت تصرف المليشيات والاجهزة الامنية بغية الاستمرار في ارتكاب جرائمها .
دعوني ابيح لكم سرا عن شعور كان يراودني بان ياتي يوماًو لو سويعات يخيب فيها نظام الانقاذ ظني وتنحاز لامال وتطلعات اهل السودان ولكن هيهات هيهات لا ظل ولا نهرا
فعشية اعلان الحكومة المذعومة بايام قليلة تلتها قامت مليشياتها الجنجويدية والداعشية والدعم السريع بالجنوح في ارتكاب مجازر بشعة في قري جنوب كردفان واردفتها في دارفور ( نيرتتي بالتحديد ) فقتلت ونصبت وسلبت ممتلكات المدنيين دون ادني احترام لحقوق الانسان ومن ثم شهدنا احتفال في وسط الخرطوم اغلقت فيها المليشيا ت كل الطرق الرئيسية فقد لانها كانت تخرج دفعة جديدة من افرادها بالساحة الخضراء في حضور الرئيس الهارب من العدالة الدولية الذي اثني علي قائد مليشيات الدعم السريع المدعو حميدتي علي الملأ وامتدحه علي افعاله الاجرامية ووصفه بان الوطن البار في اشارة واضحة علي ان هذه الحكومة ماضية في خططها وسلوكياتها في اشعال الحروب ودعمها اللامحدود للمليشيات وعلي ذات الصعيد البحث عن وسيلة اخري لرفع معنويات تك المرتزقة بشتي السبل ومن محاسن الصدف تلقت ما كان يراودها من احلام وشجون عندما اغتالت الجنرال/ محمد ادم عبدالسلام ( طرادة ) في معركة الكرامة والجسارة ابلي فيها الشهيد بلاءاً حسناً جسد فيها مدي ايمانه بقضية شعبه وعدالتها وتناست النظام ان سياسة اغتيال القادة لن تقضي علي القضية او تنتشل الروح المعنوية في افئدة المناضلين الاحرار انما غرست في نفوسهم مبادئ الثورة وكانها ولدت من جديد لاسيما ان مبادئها ترسخت وتوطدت اعمدتها في نفوس الشرفاء ودفعت اهل دارفور لانعاش روح النضال مجدداً فاما حياة تسر الصديق واما مماتاً تغيظ العداء .
الثورة لم تموت او تنهي بخسران معركة