محمد سلطان
لاشك في انني عندما ابدا الحديث عن اعتصام القيادة العامة والحديث عن تفاصيله سوف لا اجد كلمات تليق بعظمة وبهاء ذلك الاعتصام الذي كان يعبر عن طموحات واحلام الشعب السوداني وشبابه وتطلعاته ببناء سودان العدالة والمساواة ،بل انني حتي لا استطيع ان اجيد وصفه حتي خيالا وانا في نواصي الحلم؛حقا لا استطيع وصفه لانه كان عبارة عن لوحة زاهية لسودان مصغر يجمع كل انواع الطيف السوداني شبابا ونساء وشيوخا واطفالا ويعبر عن ثقافاتهم واحلامهم وتطلعاتهم وقيمهم واخلاقهم الجميلة التي كادت ان تندثر بافعال نظام الجبهة الاسلامية وسياساته الاقصائية وتهميشه للعادات والتقاليد المتنوعه الموجودة في الدولة السودانية بل اعتصام القيادة العامة كان نموذجا يهتدي به في كيفية بناء الدول وانظمتها وقوانينها لما فيه من تجانس وابداء من قبل شبابه الذين يحلمون ببناء ذلك الوطن الذي يشبه احلامهم ،بل كان يعبر عن السلمية التي كانت شعار لهم وهم يناضلون ضد نظام الانقاذ منذو ثلاثون عاما وهو جاسم علي صدورهم و هو معيق لكل عمليات التنمية والتطور والازدهار بل الاعتصام كان اكثر جمالا والقآ وهم يطبقون المعاير التي تحكم بها الدول الديمقراطية من خلال تجانسهم وابداءاتهم التي تقدم داخل الاعتصام من خلال البرامج التي كانوا يقدمونها والتي كانت تعبر عن كل سوداني اصيل يحب بلده ويناضل من اجلها
اعتصام القيادة كان ماوي للمشردين واطفال الشوارع الذين كانوا ينامون علي الطرقات رغم شتاءها القارص وحرارة شمسها الحارقة بل انهم وجدوا اناسا من كل حدب وصوب يشاركهم في احلامهم وطموحاتهم بل وجدوا ماوي لهم وطنا اخر يحتضنهم ويغني لهم ويقول لهم نحن هنا من اجلكم ومن اجل بناء ذلك الوطن الذي يحترمكم ويقدس انسانيتكم ويستوعبكم لانكم سودانيين رغم كل الظروف.
اعتصام القيادة العامة كان سانحة حره لاؤولئك الفنانون والرسامون الذين كانوا مدفنون بين الازقة وخلف الكواليس بسبب سياسات نظام الجبهة الاسلامية الاقصائية لاصحاب المواهب الجميلة ،حيث كان الاعتصام ماوي لهم ولفنهم وحاضن لمواهبهم.
اعتصام القيادة العامة كان يعبر عن اخلاق وصفات المجتمع السوداني الجميلة التي افتقدناها ونحن بين سدة حكم الكيزان حيث الامان والاطمئنان وانت تري شبابا يهتفون التفتيش بالذوق ارفع يدك فوق حقا تطمئن لانك موجود في الاعتصام حيث الامان والعدالة والمساواة.
اعتصام القيادة العامة كان لوحة زاهية في التاريخ السياسي والفكري والادبي والفني والانساني السوداني لا يمحا وسيظل خالد في الاذهان ويدرس للاجيال القادمة لانه يعبر عن السودان الذي كنا نتمناه وكنا نحلم به ليلا ونهارا وكنا ننضال من اجله وهو كان نتاج لثورة سلمية شباببة مستمرة لثلاث اشهر ونيف قدم فيها الشعب السوداني انبل البطولات والتضحيات و ارتال من الشهداء قدموا انفسهم فواتير للنضال ولبناء وطن العزه والكرامه والعدالة وهو نتاج لثورة وعي تعود جزورها لسنوات عديدة وتحمل في طياتها بان الشعب السوداني العظيم هو معلم الشعوب الثورات وحتي لا ننسي انه كان صاحب اول ثورة في افريقيا في ١٩٦٤اسقطت نظاما دكتاتوريا عسكريا .
هو حقا شعب عظيم ترفع له القبعات لانه صاحب تاريخ نضالي عظيم وحضارة عريقة هم ابناء تاسيتي العظيمة هم ابناء كوش والمقرة وعلوة وابناء دبكة وعلي دينار ودوكة العظيم.
اعتصام القيادة العامة يعبر عن تلك الاخلاق العظيمة وعن تلك النضالات الكبيرة هو صفحة ناصعة البياض تعبر عن ارداة الشعوب التي لا تقهر التي قابلت بطش النظام وعنفه المفرط ورصاصه بصدور عارية وحناجر ثائرة تشق عنان السماء وتؤكد بان الانتصار حليف تلك الشعوب التي لا تكل وان المطالبه بالحياة الكريمة والعدالة والحرية والسلام حقا ستكون.
اعتصام القيادة العامة سيبقي صفحات تدرس لكل العالم واجياله وعن سلميته وجماله وصموده واصالته حقا سيكون تاريخ خالد في الاذهان تاريخ يعبر عن هذا الشعب العظيم ونضاله ضد الدكتاتوريات والانظمة الشمولية.
[email protected]